«الفرنسية» وصفته بالمبدع ذي المزاج المتقلب.. نور:
تحررنا من الضغوط النفسية ..والروح ستحدد تفوقنا على اوكرانيا أ.ف.ب (برلين)
لم يكن صعبا على لاعب الوسط محمد نور ان يؤكد تفاوت مستواه بين شوط وآخر تماشيا مع «تقلب» مزاجه الذي يعتبر السمة الابرز في شخصيته، لكن ذلك لا يمحو ما يكتنز هذا اللاعب من مهارة فنية عالية يعول عليها المنتخب السعودي كثيرا في مشاركته الرابعة على التوالي في نهائيات كأس العالم. وتكفي مراقبة محمد نور في المباراة الاولى للسعودية ضد تونس (2-2) في ميونيخ ضمن منافسات المجموعة الثامنة، لملاحظة الفارق بين ما قدمه في الشوط الاول والذي يصل الى درجة العدم، وما اظهره في الشوط الثاني من تمريرات وسرعة في الاداء واجادة في التحكم بالكرة.
وساهم نور بنسبة كبيرة في قلب النتيجة من صفر-1 الى 2-2 قبل ان يخطف المنتخب التونسي هدف التعادل عبر راضي الجعايدي في الوقت بدل الضائع اثر سوء تغطية دفاعية.
وعلق صانع الالعاب السعودي على الامر قائلا «اجل لم العب جيدا في الشوط الاول بسبب الشد العصبي والضغط النفسي»، مضيفا «ان الضغط النفسي جراء تجربة المباراة الافتتاحية لمونديال 2002 اثرت علينا كثيرا ولذلك لم نقدم الاداء المطلوب في البداية».
وتابع «لكنني تحررت من الضغط في الشوط الثاني وقدمت مع زملائي اداء جيدا،فصحيح اننا كنا نواجه بطلا سابقا لافريقيا لكنه فوجىء بمنتخب سعودي قوي، فقد استجبنا للتعليمات وتحررنا من الضغط في الشوط الثاني فكان الاداء مختلفا تماما حيث قدم كل لاعب الجهد المطلوب منه».
وكان محمد نور وراء الهدف الاول للسعودية حيث تلقى كرة في الجهة اليمنى فشق طريقه بسرعة فائقة متفوقا على المدافع دافيد الجمالي ثم مررها عرضية الى «القناص»ياسر القحطاني الذي تعامل معها كمحترف حقيقي فوضعها في سقف الشباك. واعاد هذا الهدف الثقة الى السعوديين الذين لم يسجلوا اي هدف في المباريات الثلاث في مونديال 2002 حيث خسروا امام المانيا صفر-8 والكاميرون صفر-1 وجمهورية ايرلندا. واعتبر نور «ان المعنويات عادت الى اللاعبين السعوديين وان خوضهم المباراة المقبلة ضد اوكرانيا بروح عالية سيحدد الفارق».
ويتميز محمد نور بمزاج متقلب وكثيرا ما يفقد التحكم باعصابه في المباريات وخير مثال على ذلك ما حصل معه ضد الكويت والبحرين في كأس الخليج الاخيرة في قطر اواخر عام 2004 حين طرد في المباراتين، في الاولى بحصوله على بطاقة حمراء، وفي الثانية لنيله انذارين في غضون 12 دقيقة ما ادى الى حملة عنيفة ضده «لعدم شعوره بالمسؤولية في تمثيل المنتخب»، فكان قرار ايقافه عن اللعب لاكثر من عام محليا وخارجيا.
لكن صانع الالعاب السعودي استفاد من عفو ملكي حصل عليه الرياضيون للعودة الى صفوف المنتخب، ونظرا الى حاجة المنتخب الى امكاناته، استعان به المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا ليكون ضمن التشكيلة، فكانت المباراة الاولى ضد تونس نموذجا عن «تقلب» في مستوى هذا اللاعب لكنها اكدت من دون ادنى شك انه يملك القدرة على لعب دور بارز في حسم النتيجة. وعن الدور الذي يمكن ان يلعبه ضد اوكرانيا قال نور في تصريح لوكالة فرانس برس «ان خسارة اوكرانيا امام اسبانيا صفر-4 في مباراتها الاولى ستزيد المسؤولية علينا»، مضيفا «ان هذه النتيجة الكبيرة برأيي ستسبب مشكلة للمنتخب السعودي لانه ان يخسر اي منتخب باربعة اهداف نظيفة ثم يأتي ليفوز علينا فهذا لن يكون مقبولا بالنسبة الينا ولذلك اتوقع مباراة مفتوحة على كل الاحتمالات».
ويحظى نور باحترام زملائه في المنتخب ومنهم المهاجم المخضرم سامي الجابر الذي قال عنه «انه لاعب كبير وله تأثيره في التشكيلة نظرا لامكاناته الرائعة وانا ارتاح جدا عندما العب الى جانبه».
بدأ نور المولود في 26 فبراير 1978 (طوله 79ر1 ووزنه 77 كلغ) مسيرته الدولية في بطولة القارات في المكسيك عام 1999، وشارك ايضا في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، وتألق في كأس العرب الثامنة وكأس الخليج السادسة عشرة في الكويت، لكن الاصابة ابعدته عن كأس اسيا في الصين عام 2004 بسبب الاصابة.
وحظي نور بثقة جميع المدربين الذين تعاقبوا على تدريب «الاخضر» في الفترة الاخيرة منهم المحلي ناصر الجوهر والارجنتيني غابرييل كالديرون والهولندي جيرارد فاندرليم والان البرازيلي باكيتا.
ويملك اللاعب سجلا حافلا من الانجازات مع ناديه الاتحاد، ففاز معه ببطولة الاندية الخليجية (1999)، والدوري المحلي (99-2000-2001-2003) وكأس ولي العهد (2001-2004) ودوري ابطال العرب (2004) ودوري ابطال اسيا مرتين عامي 2004 و2005.