[align=center][table1="width:70%;background-color:white;border:4px double green;"][cell="filter:;"][align=center]
أدعية وأذكار رمي الجمار
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التلبية هو الاستمرار فيها حتى يوم النحر عند رمي جمرة العقبة، ثم بعد ذلك يقطع التلبية لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة" رواه البخاري (1469)، ومسلم (1281).
وعند الشروع في الرمي يقطع التلبية ويبدأ بالتكبير وفي هذا يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله: "ويقطع التلبية عند البدء في الرمي؛ لأنه إذا بدأ شرع له ذكر آخر وهو التكبير"[1]، فيرمي جمرة العقبة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة[2]، وصيغة التكبير هي: الله أكبر، وأما الدعاء بقول: "اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً" بعد الفراغ من رمي جمرة العقبة فإنه قد رُوي عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله كما في المسند، وسنن البيهقي من حديث عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه قال: أفضت مع عبد الله (يعني ابن مسعود) من جمع فما زال يلبي حتى رمى جمرة العقبة، فاستبطن الوادي، ثم قال: يا ابن أخي ناولني سبعة أحجار، فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، حتى إذا فرغ قال: "اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً"، ثم قال: "هكذا رأيت الذي أنزلت عليه سورة البقرة صنع"[3] لكن العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله يقول عنها: "وأما زيادة "اللهم اجعله حجاً مبروراً .." التي يذكرها بعض المصنفين فلم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم"[4].
وفي اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر للمتأخر؛ فإنه يرمي الجمار الثلاث، كل جمرة بسبع حصيات وذلك كل يوم، يبدأ بالصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، ويقف بعد الصغرى والوسطى يدعو الله سبحانه وتعالى.
التكبير عند الرمي ورفع اليدين بالدعاء بعد الرمي:
كان صلى الله عليه وسلم إذا أتى الجمرة الدنيا رماها بسبع حصيات، يكبر على أثر كل حصاة "أو مع كل حصاة"[5]، ثم يتقدَّم فيسهل[6]، ويقوم مستقبلاً القبلة، فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك، فيأخذ ذات الشمال فيسهل، ويقوم مستقبلاً القبلة فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها. رواه البخاري (1664).
وذكر بعض العلماء أنه يقول إن شاء عند الرمي مع التكبير: "اللهم اجعله حجاً مبروراً، وسعياً مشكوراً، وذنباً مغفوراً"[7]، يقول سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: "والمشروع له أن يقف بعد رمي الجمرة الأولى في اليوم الحادي عشر، واليوم الثاني عشر، ويرفع يديه ويدعو، ويجعلها عن يساره، وهكذا بعد الثانية بعد الرمي يقف ويرفع يديه ويدعو، ويجعلها عن يمينه؛ تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، أما الجمرة الثالثة وهي جمرة العقبة فإنه يرميها ولا يقف عندها للدعاء"[8].
والسنة أن يقف الحاج طويلاً ذاكراً لله تعالى، ورافعاً يديه يدعو الله تعالى بما شاء من خيري الدنيا والآخرة بعد رمي الجمرة الصغرى وكذا الوسطى لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات، ثم يكبر على إثر كل حصاة، ثم يتقدم فيسهل، فيقوم مستقبل القبلة قياماً طويلاً، فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك، فيأخذ ذات الشمال فيسهل، ويقوم مستقبل القبلة قياماً طويلاً، فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ويقول هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل" رواه البخاري (1665)، وعن عطاء قال: "كان ابن عمر يقوم عند الجمرتين مقدار ما يقرأ الرجل سورة البقرة"[9]، وقال شيخ الإسلام طيب الله ثراه: "ويقف بين الجمرتين الأولي والثانية، وبين الثانية والثالثة وقوفاً طويلاً بقدر سورة البقرة يذكر اللّه ويدعو"[10].
[/align][/cell][/table1][/align]