[glow1=3300ff]
جاء رجل إلي أمير المؤمنين عمروبن الخطاب رضي الله تعالي عنه وأرضاه وكان الرجل معه طفل
وليس هناك فرق بين الطفل وأبيه فتبسم عمرو وقال والله ما رأيت مثل هذا اليوم عجباما أشبه أ
حد أحدا أنت وإبنك إلا كما أشبه الغراب الغراب فقال له يا أمير المؤمنين كيف ولو عرفت أن أمه ولدته وهي ميته؟
فغير عمرو من جلسته وبدل من حالته وكان رضي الله عنه وأرضاه يحب غرائب الأخبار فقال
أخبرني قال يا أمير المؤمنين كانت زوجتي أم هذا الغلام حاملا به وعزمت علي السفر فمنعتني
فلما وصلت إلي الباب ألحت علي ألا أذهب قالت كيف تتركني وأنا حامل فوضعت يدي علي
بطنها وقلت اللهم إني أستودعك غلامي هذا ومضيت في سفري ما شاء الله لي أن أمضي
وتأمل في قدر الله لم يقل وأستودعك أمه وخرجت يقول فمضيت في سفري ما شاء الله لي أن
أمضي ثم عدت فلم أجدها وإذا بالباب مقفل وإذا بأبناء عمومي يحيطون بي ويخبرونني أن
زوجتي قدماتت فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون فأخذوني ليطعموني عشاء أعدوه لي فبينما أنا
علي العشاء إذا بدخان يخرج من المقابر فقلت ما هذا الدخان قالوا هذا الدخان يخرج من مقبرة
زوجتك كل يوم منذ أن دفناها فقال الرجل والله إنني لمن أعلم خلق الله بها كانت صوامة قوامة
عفيفة لاتقر منكرا وتأمر بالمعروف ولا يخزيها الله أبدا فقام وتوجه إلي المقبرة وتبعه أبناء عمه
فقال يا أمير المؤمنين أخذت أحفر حتي وصلت إليها فإذا هي ميتة جالسة وإبنها هذا الذي معه
حي عند قدميها فإذا بمنادي ينادي يامن إستودعت الله وديعة خذ وديعتك قال العلماء ولو أنه
استودع الله في الأم لوجدها كما استودعها ولكن ليمضي قدر الله لم يشأ الله علي لسانه أن
يقول لها ذلك .
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
[/glow1]