السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
هذه همسة أحببت أن أهمسها في أذن كل من يرى هذه الكلمات أسأل الله
سبحانه وتعالى أن تجد آذاناً صاغية وقلوباً واعية .أحبتي الكرام :
لعل كثيراً منا لم يسأل نفسه يوماً سؤال الصادق الجاد لماذا خُلق ؟
وماذا قدّم ؟
وأي مصير ينتظره ؟
ولعل كثيراً منا لايريد تلك الأسئلة حتى إن أثقل شيء عليه سماعها وغاية معرفته بها ومبلغ علمه منها أنها مسلمات توارثها أباً عن جد لا يقف عندها ولا يتأثر بها .
فهو يعلم لماذا خلق بل ويحفظ الدليل على ذلك من قول الله تعالى :
" وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
ويعرف ماقدم ويقر ـ في الجملة ـ بتقصيره ويحقر نفسه بعموميات لا يفصل فيها ولايتبينها .
أيها الأحبة :
هل العلم وحده يكفي ؟
أيكفي أن تعلم لماذا خلقت ؟
وتنظر ماقدمت ؟
كلا ثم كلا بل لابد مع العلم من العمل وإن علماً بلاعمل حجة على صاحبه وحسرة وندامة عليه يوم القيامة .
ثم إنك يامن تقرأ هذه الكلمات قد تكون جاداً في كثير من أمورك وقد يشهد لك الناس بالحزم والجد في إدارة أموالك ومتابعة أعمالك وحسن تعاملك مع من حولك بل حتى في حرصك على أثاث منزلك وتصفيف محتويات بيتك ونصاعة ثيابك فهنيئاً لك وهنيئاً للأمة بك ! ولكن بعد هذه البشارة
سؤالاً وبعد السكوت مقالاً !! .
أرأيت أعظم أمر أنت فيه ؟
وأخطر مقام نزلت فيه ؟
ماحظه من حزمك وجدك ؟
وماذا بلغ اهتمامك به ؟
وأنت تعلم يقيناً أنه أعظم الأمور وأهمها وأخطرها فجأة وأطمها .
إنه الأمر الذي خلقت من أجله إنه طاعة الله سبحانه وتعالى والقيام بأمره طاعة صادقة غير مشوبة وقياماً جاداً حازماً غير واهن ولا وان في كل حال من ليل أو نهار حتى لو أقعدك المرض أو طردتك الخيل .
إنك يامن تقرأ هذه الكلمات ربما عددت ما أنجزته في يومك ولم تذكر معه بكورك لصلاة العصر ولم تجعل في ضمنه ذلك الحزب الذي قرأته من القرآن ولم تحسب منه تلك الكلمات الطيبة التي قلتها وأنت في المجلس آمراً بمعروف أو ناهياً عن منكر .
وإنك عفا الله عني وعنك ربما عددت ماخسرته بالأمس فلم تذكر منه فوات صلاة الصبح ولا ترك سنة الضحى ولم تحسب منه تلك الكلمة التي قلتها في أخيك الغائب ولا تلك العجوز التي لها عليك رحم وقربى ولم تزرها منذ أمد بعيد !!
فأي ربح تعدده ؟!
وأي إنجاز خدعت به ؟ .
..
أحبتي الكرام :
هلا استعرضنا ملفات حياتنا وقلبنا أوراق أيامنا فنظرنا نظرة تمحيص وتفحص .
ولو قيل لواحد منا : إنك تموت غداً فهل سيرضيه أن يموت على الحال التي هو عليها الآن ؟
لا أظن أن عاقلاً سيقول نعم .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إذاً أنا وأنتَ وأنتِ وهو وهي قد نموت الآن وقد نموت بعد ساعات أو أيام أو شهور إذاً لسنا على علم بالموعد المحدد والأجل المحتوم فلماذا التسويف وطول الأمل ؟ .
ألا نعتبر بحال من كانوا معنا بالأمس يكتبون ويردون واليوم أصبحوا تحت الثرى وفي حفرة ضيقية رهينوا أعمالهم وماقدموه بدنياهم ؟ .
ألا نستعد أيها الأحباب لمثل ذلك اليوم ؟ .
ألا نقدم عملاً نجده أمامنا أحوج مانكون إليه يوم لا أنيس ولاجليس إلا مازرعناه في حياتنا لآخرتنا ؟.
اللهم وفقنا لاغتنام الأوقات قبل الفوات واغفر اللهم بعفوك ومنك وكرمك ماتعاظم من الأخطاء والزلات .
اللهم يسرنا للهدى ويسر الهدى لنا . اللهم اجعلنا هادين مهديين صالحين مصلحين .
اللههم اختم بالصالحات آجالنا وثقل بالحسنات موازيننا اللهم استرنا فوق الأرض واسترنا تحت الأرض واسترنا يوم العرض ....,.,.,.,.,.,.,.,......
منقوول للفااااااائده ...وجزاكم الله خيــر
___________________________
اخوكم / مهااااجر الشوق