ديربي الزلق
الدكتور : عبد الاله قاضي
بالعودة إلى كل المعطيات و المؤشرات الفنية و الإعدادية و التجهيزية قبل المباراة لا يمكن لمنصف إلا أن يجزم بفوز الإتحاد المتصدر على غريمه المتقهقر و بعدد وافر من الأهداف الثابتة و المتحركة و لعل تقليدية المنافسة بين الجارين و تأريخها المليء بكافة الظروف المناخية و الظواهر الطبيعية و (الغير طبيعية) جعلت المحصلة النهائية بفارق هدفين فقط و في المنعطف الأخير من المباراة بالرغم من سيطرة الإتحاد المنظمة و المنضبطة على سير المباراة و إهدار لاعبيه للعديد من الفرص المحققة
و عندما نرى هذه الاحتفالية العارمة للاتحاديين بعد الفوز ندرك حينها إن جذوة هذه المباريات ما تزال مشتعلة و إن هاجس الحضور الأهلاوي لديهم ما زال قائماً و معززاً بإبداعات مالك المحفورة بالذاكرة أو تصريحات نيبوشا المغامر !
و لعل قيام نفر من مشجعي الإتحاد من عمل (غوغائي) غير حضاري من ملاحقة للباص الأهلاوي و تهشيم زجاجه هو بمثابة دلالة دامغة على ما يكتنزه العقل الباطن لبعض هؤلاء المتعصبين و الذين يجب ردعهم و بشدة و منعهم من الاقتداء بأرباب الفوضى و العنف
إذا أخذنا الدافع المتولد من الحصاد الاتحادي المتوالي للنقاط و أضفنا إليه الثبات التشكيلي و الاستعداد اللياقي و البدني و الناتج عن (محدودية) مشاركة لاعبيه في صفوف المنتخبات الوطنية علاوة على ما تم ضخه من ملايين (معلنة) في صفقات و إعارات فلكية و ما يتم توفيره من رحلات جوية خاصة خلال تنقلات الفريق لسلّمنا و بلغة المنطق بتفوق هذا الفريق على فريق ذاق الأمرين من أندية مجتهدة و مجهدة و أضحت خطواته متعثرة على (درب زلق) لا يمت لذلك المسلسل الكوميدي بصلة!
لقد تخبط الفريق بين عشوائية الإقالات و تواضع التعاقدات و مبررات الاستقالات
كما تم كسر عموده الفقري (المحلي الوطني) تحت وطأة المشاركات المكوكية و رطوبة المعسكرات المتصدعة !
إن سيناريوهات الإخفاق الأهلاوي كانت متوقعة و ذلك بناءً على إرهاصات لاحت بوادرها بعد أن (اختالت) الإدارة بالبطولتين الماضيتين و أطاحت ببعض عناصر النصر في إطار حسابات خاطئة .
(حقاً لقد هزم الأهلاويون أنفسهم) و لكن حتى لا يطال عشاق القلعة المزيد و المزيد من الإحباط عليهم مساندة ناديهم أكثر من ذي قبل و الارتماء في أحضانه و ذلك للبقاء في المناطق الدافئة على أقل تقدير!
لقطة :
لم استغرب ذلك (الخبال) الهستيري لأحد اللاعبين في حديثه الفضائي بعد المباراة و لكن المستغرب أن ينتقل (خباله) من داخل المستطيل الأخضر عندما كان (حمامة ) في عرين فريقه السابق ليصبح (الخبال) خارج الملعب عندما أصبح حامياً و محامياً لفريقه الحالي!