ظهر بحث أمريكي جديد أن الأشخاص، الذين يسهرون لساعات طويلة، أثناء الليل، أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة، نتيجة اختلال الساعة البيولوجية، المبرمجة فطريا في أجسامهم.
ووجد باحثون في جامعة نورثويسترن ومعهد هوارد هافس الطبي، أن الأشخاص الذين يتبعون نمط حياة غير صحي على الإطلاق، كتناول وجبات غذائية صغيرة غير منتظمة، والنوم لفترات متقطعة، بصورة متكررة، يواجهون خطرا أعلى لإفراط الوزن والبدانة، ويتعرضون بنسبة أكبر للإصابة بأمراض القلب والسكري، بسبب تشوش ساعة الجسم البيولوجية من الناحية الجينية.
ولاحظ هؤلاء أن التغيرات الجزيئية والسلوكية الواسعة، التي تحدث عند الفئران (التي اختلت ساعتها البيولوجية ونظامها السيركادي الخاص بالليل والنهار) تحدث أيضا في دهون الجسم والنشاط الأيضي والاستقلابي عند البشر، فيما يعرف بالمتلازم الأيضي، الذي يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب الوعائية وسكري النوع الثاني.
وأوضح العلماء أن الأنسجة المهمة في عملية الأيض والاستقلاب في الجسم، لابد أن تتواصل بصورة مناسبة، لذا فإن اختلال الساعة البيولوجية يجعل كل نسيج يتصرف من تلقاء نفسه، دون تنظيم، وهو ما يخلق تشوشا على المستوى البيولوجي، يعرض الإنسان أو الحيوان للبدانة أو خلل النظام الأيضي.
وأشار الباحثون إلى أن التوقيت أمر حيوي وحاسم في المحافظة على تناغم وتناسق عمليات الأيض في الجسم، وهو ما يؤكد أهمية التفاعل بين الأنماط السيركادية والنوم والأيض وإنتاج الطاقة، منبهين إلى أن الحرمان البسيط من النوم يشجع أيضا تغير مستويات الهرمونات المنظمة للشهية في الدم، ومنها مادتي ليبتين" و"غريلين"، مما يسبب زيادة رغبة الإنسان في تناول الطعام وإصابته بالبدانة