أكد أن مهمته بناء فريق للمستقبل وليس القبض على البطولات

أكد أن مهمته بناء فريق للمستقبل وليس القبض على البطولات
مدرب الخليج الجيوشي: لست ديكتاتوراً ولكني لا أسمح بخرق الأنظمة



الجيوشي(يمين ) مع الفريق

الدمام: أسامة السبع
اعترف مدرب فريق كرة اليد في نادي الخليج، المصري عمرو الجيوشي أن خبرة فريقه كانت ستخذله في البطولة العربية الـ27 التي ظفر بلقبها لولا استعانته بثنائي الأهلي مناف آل سعيد وبندر الحربي اللذين وفرا الخبرة للفريق ومنحاه قوة إضافية.
وشدد الجيوشي على تمسكه بتطبيق النظام، ورفضه تدخل الآخرين في عمله، لكنه أصر على أنه يقوم بواجبه وعلى أنه لا يتدخل بعمل الآخرين.
وركز الجيوشي على أن هدف عمله بناء فريق للمستقبل، رافضاً أن يعد بتحقيق أي بطولة، مؤكداً أن الخليج يحتاج لمحبة الجميع ولاجتماعهم حوله، رافضاً اتهام البعض له بأنه سبب مشاكل النادي، ومؤكداً استعداده للرحيل فوراً إذا كان في ذلك حل هذه المشاكل.
* ماذا أضاف ضم الثنائي مناف آل سعيد وبندر الحربي للخليج في البطولة العربية؟
ـ معظم لاعبي الخليج هم من فئة الشباب، وكان من الصعب على الفريق أن يخوض منافسات بطولة عربية دون دعم من لاعبين يملكون الخبرة الكافية كبندر الحربي ومناف آل سعيد، لكن ذلك لا يبخس لاعبي الخليج الآخرين حقهم فقد قدموا مباريات كبيرة، ونفذوا كل ما طلب منهم بكل إتقان.
ولتحقيق بطولة بهذا الحجم كان لابد من الاستعانة بلاعبين يملكون خبرة خوض مثل هذه اللقاءات، ولو رجعنا إلى مبارياتنا في البطولة لوجدنا أن أكثر فريق أجرى تبديلات هو الخليج، بسبب عدم اعتمادنا على لاعب واحد أو اثنين، حيث كان الجميع يشارك ويقدم مستويات مميزة.
الفريق الخلجاوي يملك لاعبين على مستوى كبير لكنهم يفتقرون لعامل الخبرة ويحتاجون لمشاركات كهذه حتى يستطيعون إحراز مزيد من البطولات.
* وكيف رأيت مستوى البطولة العربية والأندية المشاركة فيها؟
بشكل عام البطولة ناجحة، على الرغم من كونها متوسطة المستوى فنياً، لكن مشكلتها الحقيقية كانت في النظام الذي تم تطبيقه فيها، وقد نقلت رأيي إلى الإخوة في الاتحاد العربي لتعديل النظام ووضع آلية لمنح متصدر المجموعة ميزة وهي على سبيل المثال أن يحصل صاحب المركز الأول على عدد من النقاط في المرحلة الثانية ويحصل الثاني على عدد نقاط أقل إلا أنهم أفادوا بصعوبة تطبيق ذلك مع عدد قليل من الأندية.
أما فيما يخص الأندية المشاركة فأعتقد أن مستوياتها جيدة، والجميع شاهد الأندية القطرية وكذلك الفريق الجزائري والفريق المغربي ولا ننسى القادسية السعودي الذي قدم مستويات كبيرة.
* هناك من يتحدث عن تواضع قدرات عمر الجيوشي الفنية، وعدم قدرته على إيجاد الحلول التكتيكية أثناء سير اللقاءات؟
ـ أحترم وجهات نظر الآخرين لكن ما أحب توضيحه هو أن تحديد كفاءة أي مدرب عادة ما تقاس بما يحققه من نتائج، وبالنسبة لما حدث في لقائنا أمام أمل سكيكدة الجزائري في نهائي البطولة، فلا أعتقد أننا واجهنا مشكلة اختراق دفاع الخصم، وحقيقة لم يكن الأمر بحاجة إلى تدخل تكتيكي، فلاعبونا كان لديهم الحلول وكانوا يسجلون الأهداف من أنصاف الفرص، وسبق أن تدربنا على مواجهة دفاع 3-3 ونملك الحلول اللازمة للتعامل معها.
كما أن عدم القدرة على التسجيل في فترة من فترات اللقاء النهائي كانت بسبب تسرع بعض اللاعبين وحماسهم الزائد ورغبتهم في حسم النتيجة منذ وقت مبكر.
* خلاف المساهمة في تحقيق البطولة العربية الأخيرة.. ماذا قدم الجيوشي للخليج حتى الآن؟
ـ خلال الأشهر الـ5 الماضية التي أشرفت فيها على تدريبات الفريق كان أمامي هدف واحد فقط هو بناء فريق للمستقبل دون النظر إلى النتائج.
وبناء أي فريق يحتاج مالا يقل عن عامين، ونحن لا نزال في بداية المهمة ومع هذا حققنا لقب البطولة العربية وهذا إنجاز جيد.. لكن الهدف الأساسي كان بناء فريق للمستقبل بخلاف ما كان يحدث في السنوات السابقة بالنسبة ليد الخليج التي شهدت تراجعاً كبيراً، حيث خسر الفريق عدداً من البطولات إضافة إلى الكثير من الأموال على جلب لاعبين أجانب ومدربين من أجل تحقيق بطولات إلا أن البطولات لم تتحقق.
سعيت منذ أن أشرفت على يد الخليج إلى بناء جيل جديد يركز أولاً وأخيراً على عمله، والواجب المناط به بعيداً عن أي أمور أخرى، ونجحت إلى حد كبير في ترسيخ هذا المفهوم لدى لاعبي الفريق، وأنا سعيد بما تم إنجازه حتى الآن.
* هناك 3 بطولات محلية بانتظار يد الخليج هي بطولات الدوري وكأس الاتحاد والنخبة... بماذا تعد الجماهير الخلجاوية؟
ـ لا أعد بتحقيق أي إنجاز، وسبق أن أوضحت أن مهمتي هي بناء فريق للمستقبل.. وهذا يحتاج لمزيد من الوقت، وإذا وفقنا في تحقيق البطولات بما نملكه من إمكانات فهذا أمر جيد، وإن لم نوفق فلن تكون النهاية، وسنستكمل العمل من أجل تحقيق الهدف المتمثل ببناء جيل جديد.
* يقال إن الجيوشي يتمتع بشخصية قوية، وهذا ما اتضح من خلال ما يحدث بينك وبين بعض اللاعبين منذ قدومك وحتى قبل انطلاق البطولة العربية... كيف ترى الأمر؟
ـ كمدرب يهمني كثيراً الجانب الرياضي، وحريص على تنمية هذا الجانب لدى اللاعبين، وأعتقد أن وظيفة اللاعب الأساسية هي اللعب وتقديم العطاء خلال التدريبات والمباريات بعيداً عن المهاترات، وما لاحظته أثناء فترة إشرافي على الفريق أن هناك بعض العناصر لا يخدمون الفريق من الناحية الفنية، كما أنهم سبب كثير من المشاكل، وتم إعطاؤهم الفرصة أكثر من مرة، لكن الوضع لم يتغير لذا كان لا بد من اتخاذ قرار حازم تجاه ذلك.
* لكن القرارات الحازمة طالت لاعبين مؤثرين لهم تاريخهم وخبرتهم في الفريق؟
ـ يجب ألا نعطي الموضوع أكبر من حجمه، أعتقد أن كل من أثار هذه البلبلة هو لاعب واحد، وقد سبق وقلت وجهة نظري في هذا الموضوع، وقد تنازلت في بداية الأمر وقبلت بتواجده ضمن قائمة الفريق المشارك في البطولة العربية ليس للحاجة الفنية لكن كتكريم له ولتاريخه، إلا أنني قررت استبعاده لاحقاً بعد تهجمه وإساءته للفريق وللجهازين الفني والإداري.
أعتقد أن كل فرد عليه التركيز على دوره بعيداً عن المهاترات التي لا تخدم أحداً، وأنا صريح جداً، ولن أتردد في التصدي لأي شخص يخالف النظام أو يتجاوز حدوده.
* كثيرون يتهمونك بالتفرد بالقرار؟
ـ لا أعرف من أشاع هذا الكلام الذي يتناقله الجميع، وهو بكل تأكيد غير صحيح، يجب أن يعلم الجميع أني أعمل مدرباً ليد الخليج وحيداً دون مساعد، وهذا ما قررته إدارة الخليج، وقد احترمت قرارها وقبلت العمل منفرداً مع وجود الإخوة في الجهاز الإداري هشام الموسوي وماجد محفوظ وعادل خريدة وعادل العجمي، وعندما نكون في الملعب وأقوم بتوجيه اللاعبين فأنا أقوم بواجبي كمدرب مسؤول عن النواحي الفنية، وقد يفسر البعض عدم سماحي للجهاز الإداري بتوجيه اللاعبين من الناحية الفنية بأنه نوع من الدكتاتورية وهذا خطأ، فالنواحي الفنية من اختصاصي، وبدوري لا أتدخل في النواحي الإدارية التي هي من اختصاص الجهاز الإداري، ونحن نعمل بتناغم مع بعضنا، وهذا سر نجاحنا.
* سبق لك اللعب للخليج كمحترف وحققت معه بطولة.. ثم عدت بعد سنوات لتولي مهمة الإشراف عليه كمدرب.. ما الفرق بين التجربتين؟
ـ هناك فرق كبير جداًَ، في السابق كان الخليج يملك أهم ميزة وهي أن الجميع يحب الخليج الكيان، الجميع متكاتف والهدف تحقيق النجاح.
اليوم الوضع مختلف فعندما قدمت قبل 5 أشهر تقريباً شاهدت أموراً غريبة جداً فمدينه سيهات أصبحت منقسمة حول ناديها، أصبح هناك الإنترنت والمنتديات التي يتم خلالها تصفية الحسابات وتبادل الاتهامات وهذا محزن.
* هل تعتقد أنك أحد أسباب هذه الصراعات؟ وما الحل من وجهة نظرك لعودة الأجواء الصحية للبيت الخلجاوي؟
ـ لا أعتقد أنني سبب لما يحدث فمنذ قدمت لتدريب الخليج، والوضع متأزم جداً، وإذا كنت السبب، وكان رحيلي سيعيد الجميع للتكاتف ونبذ الصراعات فأنا مستعد للرحيل الآن.
وحقيقة سبق أن طلبت الرحيل أكثر من مرة، وإداري الفريق عبدالله العجمي الذي هو أحد أسباب بقائي في تدريب الفريق يعلم ذلك، ولولا أنني أعطيته كلمة أحترمها لما قبلت العمل في مثل هذه الأجواء.
أما عن الحلول فأنا لا أملكها، لكني أطالب الجميع بالعودة إلى الحكمة والتعقل والابتعاد عن المهاترات التي لا تخدم.