قصيدة للفرزدق في الامام السجاد-عليه السلام- كاملة
************
يَا سائِلي أينَ حلَّ الجودُ و الكرَمُ....عندي بيانٌ إذا طلَّابُهُ قَدمُوا
اذا أتاني فتيً يستامُني خبراً....فإنّ فضلَ عليٍّ ليسَ ينكَتِمُ
هذَا الَّذى تَعْرِفُ الْبَطْحاءُ وَطْأَتَهُ....وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلُّ وَالْحَرَمُ
هذَا ابْنُ خَيْرِ عِبادِ اللَّهِ كُلِّهِمُ....هذَا التَّقِىُّ النَّقِىُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ
هذا الذي احمد المختار والدُهُ....صلّي عليهِ الإلَهُ ما جرَي القلمُ
لَو يعلمُ الرّكن مَن جاء يلثمه....لخرّ يلثمُ مِنهُ ما وَطَا القدمُ
هذا عليٌّ رسولُ اللهِ والدُهُ....أمسَتْ بِنور هُداهُ تَهْتهدي الأُممُ
هذا الّذي عمُّهُ الطّيار جعفرُ و الـ....ـمقتولُ حمزةُ ليْثٌ حبُّهُ قسمُ
هذا ابنُ سيّدةِ النسوانِ فاطمةَ....و ابنُ الوصيّ الّذي في سَيفهِ سَقَمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانُ راحَتِه....رُكْنُ الْحَطيمِ إِذا ما جاءَ يَسْتَلِمُ
وَ ليسَ قولُكَ مَنْ هذا بِضائِرهِ....العُربُ تعرفُ مَنْ انكرتَ و العجمُ
إِذا رَأَتْهُ قُرَيشٌ قالَ قائِلُها....إِلى مَكارِمِ هذا يَنْتَهِى الْكَرَمُ
إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقى كانُوا أَئِمَّتَهُمْ....أَوْ قيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِالْأَرْضِ قيلَ هُمُ
هذَا ابْنُ فاطِمَةَ إِنْ كُنْتَ جاهِلَهُ....بِجَدِّهِ أَنْبِياءُ اللَّهِ قَدْ خُتِمُوا
بُغْضى حَياءً وَيُغْضى مِنْ مَهابَتِهِ....فَما يُكَلَّمُ إِلّا حينَ يَبْتَسِم
ُ
ينشقُّ نورُ الهُدي عَن صُبح غرَّتِهِ....كالشمسِ ينجابُ عَن اشراقِها الظّلَمُ
مَشْتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ....طابَتْ عَناصِرُهُ وَالْخِيَمُ وَالشِّيَمُ
يُنْمى إِلى ذُرْوَةِ الْعِزِّ الَّتى قَصُرَتْ....عَنْها الْأَكُفُّ وَعَنْ إِدْراكَها الْقَدَمُ
اللهُ شرَّفهُ قِدماً و فضّلهُ....جري بذاكَ لهُ في لوْحهِ القلمُ
مِنْ جِدَّهِ دانَ فَضْلُ الْأَنْبِياءِ لَهُ....وَفَضْلَ اُمَّتِهِ دانَتْ لَهُ الْاُمَمُ
عمَّ البريّة بالأحسانِ و انقشعَتْ....عنْها العماية و الإملاقُ و الظُّلَمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غَياثٌ عَمَّ نَفْعُهُما....يَسْتَوْكِفانِ وَلا يَعْرُوهُما الْعَدَمُ
سَهْلُ الْخَليقَةِ لا تُخْشى بَوادِرُهُ....يَزينُهُ الخَصلتانِ العلمُ وَ الْكَرَمُ
اللّيثُ أهونُ منهُ حينَ يُبغِضُهُ....و الموتُ ايسَرُ منهُ حينَ يهتضِمُ
لا يُخلِفُ الوعدَ ميموناً فقُبّتُهُ....رحبُ الفناءِ أريب حينَ يعتَرمُ
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دينٌ وَ بُغْضُهُمُ ....كُفْرٌ وَقُرْبُهُمْ مُنْجىٍ وَمُعْتَصَمٌ
لا يَسْتَطيعُ جَوادٌ بُعْدَ غايَتِهِمْ....و َلا يُدانيهِمْ قَوْمٌ وَإِنْ كَرُمُوا
هُمُ الْغُيُوثُ إِذا ما أَزِمَّةٌ أَزِمَتْ....وَالْاُسْدُ اُسْدُ الشَّرى وَالْرأْىُ مَحْتَدِمٌ
لا يَنْقُصُ الْعُسْرُ بَسْطاً مِنْ أَكُفِّهِمُ....سِيَّانَ ذلِكَ إِنْ أَثِرُوا وَإِنْ عَدِمُوا
بكفّهِ خيزرانٌ ريحُهُ عَبِقُ ....من كفّ ارْوع في عِرنينهِ شَمَمٌ
حَمَّالُ أَثْقالِ أَقْوامٍ إِذا فُدِحُوا....حُلوُ الشّمائلِ تَحْلُو عِندهُ النعمُ
إنْ قالَ قالَ يَحْوي بما جميعُهُمُ....و إنْ تكلَّمَ يوماً زانَهُ الكَلِمُ
ما قالَ "لا" قَطُّ إِلّا فى تَشَهُّدِهِ....لَوْلَا التَّشَهُّدُ كانَتْ لائُهُ نَعَمُ
يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَ الْبَلْوى بِحُبِّهِمِ....وَيَسْتَرِب بِهِ الْاِحسانُ وَالنِّعَم
مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَّهِ ذِكْرُهُم....فى كُلِّ بُدْءٍ وَمَخْتُومٌ بِهِ الْكَلِمُ
مَنْ يَعْرِفِ اللَّهَ يَعْرِفُ أَوَّلِيَّةَ ذا....فالدّينُ مِنْ بَيْتِ هذا نالَهُ الْاُمَمُ
بيوتُهُم مِنْ قُريشٍ يُستَضاءُ بهِ....في النّائباتِ وَ عندَ الحُكْمِ إنْ حَكَمُوا
فَجدّهُ في قُريشٍ في أُرُومَتها ....محمّدُ و عليُّ بعدَهُم عَلَمُ
بدرٌ لهُ شاهدُ و الشّعبُ مِنْ أُحُدٍ....و الخندقانِ و يومُ الفتحِ إنْ علمُوا
و خَيبرٌ و حُنينٌ يشهدانِ لهُ....و في قُريضَة يومٌ صيّلٌ قتَمُ
يَأْبى لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَّمُّ ساحَتَهُمْ....خُلْقٌ كَريمٌ وَأَيْدٍ بِالنَّدى هَضِمٌ
أَىُّ الْخَلائِقَ لَيْسَتْ فى رِقابِهِمْ....لاوَليّةِ هذا أَوَّلَهُ نَعَمُ
مواطنُ قدْ علَتْ في كلِّ نائبَةٍ....علي الصّحابةِ لَمْ اكتُمْ وَ إنْ كَتَمُوا
************