سم الله الرحمن الرحيم
فهناك أربع قواعد للدين تميز بين المؤمنين والمشركين
( القاعدة الأولى )
أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مقرّين بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت النافع الضار الذي يدبر جميع الأمور ، وما أدخلهم ذلك في الإسلام . والدليل قوله تعالى (( قل من يرزقكم من السماء والأرض ، أم من يملك السمع والأبصار ، ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ، ومن يدبر الأمر ؟ فسيقولون الله ، فقل أفلا تتقون )) >> يونس : 31 << .
( القاعدة الثانية )
أنهم يقولون : ما توجهنا إليهم ودعوناهم إلا لطلب القربة والشفاعة ، نريد من الله لا منهم ، لكن بشفاعتهم والتقرب إليهم . ودليل القربة قوله تعالى (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ، إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه مختلفون . إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار )) >> الزمر : 3 << ، ودليل الشفاعة قوله تعالى (( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ، قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض ، سبحانه وتعالى عما يشركون )) >> يونس : 18 << . والشفاعة شفاعتان : شفاعة منفية ، وشفاعة مثبتة . فالشفاعة المنفية هي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، والدليل قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون )) . والشفاعة المثبتة هي التي تطلب من الله ، والشافع مكرم بالشفاعة ، والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن ، كما قال تعالى (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) >> البقرة : 255 << .
( القاعدة الثالثة )
أن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس متفرقين في عباداتهم : منهم من يعبد الشمس والقمر ومنهم من يعبد الصالحين ، ومنهم من يعبد الملائكة ، ومنهم من يعبد الأنبياء ، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار ، وقاتلهم صلى الله عليهم وسلم وما فرق بينهم . والدليل قوله تعالى (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله )) >> الأنفال : 39 << .
( القاعدة الرابعة )
أن مشركي زماننا أعظم شركا من الأولين ، لأن الأولين كانوا يخلصون لله في الشدة ويشركون في الرخاء ، ومشركو زماننا شركهم في الرخاء والشدة . والدليل قوله تعالى (( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ، فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون )) >> العنكبوت : 65 << .
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم