في محراب الصلاة أعلن الفوز أمير المؤمنين
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
ويهوى الأسد إلى حيث الخلولد لينعم بمرضاة العزيز الحكيم
نعم في ليلة من ليالي القدر العظيمة كان علي عليه السلام على موعد والفوز بجنات الله بعد عمر سخره في خدمة الله لم تمر فيه لحظة غفل فيها عن الإخلاص لله في العمل بل كانت حياته كلها ملأى بطاعة الله وزينة عبادته له
نعم لقد كان عبداً من عباد الله المخلصين منذ اللحظة التي خرج فيها من رحم أمه والذي تشرفت به الكعبة لينزل في جوفها ساجداً لله شاكراً لنعمته عليه بأن جعله سيد الموحدين واخاً لخير المرسلين وولياً من أوليائه المخلصين
لقد عرف خالقه فأبى إلا أن يكون له مُخلصاً فكرم الله وجهه وسما بروحه لتكون طاهرة مطهرة أذهب عنها الرجس والذي هو مفسدة النفس ليعلوا فوق العلا ويسمو ليصل إلى الملكوت الأعلى
نعم إنه علي الأسد الضرغام والسيف القاطع الذي به قام الإسلام واستقام دين الرحمن لم تأخذه الله في لومة لائم والمعارك والغزوات تشهد له بأنه الناصر الأول لدين الله والمحامي الأوحد عن خير عباد الله فكانت ضربته لأعداء الله تعدل عبادة الثقلين لأنه يُقاتل عن عقيدة وإخلاص وقوة إيمان لا يشوبها شائب ولا يعتريها رياء ، ليكون بذلك سيف الله الذي به أطاح برءوس أبطال الهيجاء وفرسان الوغى ليهنأوا بقتلة كريمة من إنسان عظيم لا يستثني الضربة بالضربة ولا يسلب الفارس ما يلبس من غنائم وحلل
نعم إنه الأسد الضرغام الذي يُخيف بزئيره الذئاب الضارية فترتعد وتبتعد وإن أبدت المقاومة كان مصيرها الهلاك
إنه الكرار الذي الذي يكر ولا يفر فلم يُعهد أن وضع درعاً يحمي به ظهره فهو للعدوا مقابل يعدوه بضربة لا يستثنيها فيوقعه صريهاً يخور بدمه ويُكبر الله على ما أتاه من قوة أعانته على قطع دابر الكفر لا يعتريه خوف أو وجل حتى وإن قابل أشجع الشجعان وأقوى الفرسان بل على العكس من ذلك فهو يُخيف الأبطال عند مقابلتهم له ويُعينهم بذلك على أنفسهم ليكونوا في خبر كان وقد شهدت لذلك بدر وأحد والخندق وتبعتهم بالشهادة خيبر فكم بطل من أبطال تلك المعارك نال نصيبه من سيفه البتار وهوى صريعاً بضربة واحدة أرسلت بروحه إلى دركات النيران
نعم إنه علي الذي وتر فيه صناديد العرب فقتل أبطالهم وناوش ذؤبانهم فملأ بذلك قلوبهم أحقاداً بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن فاضبت على عداوته وأكبت على منابذته لأنه سفه آلهتهم وحطم كبرياءهم فنقموا منه نكير سيفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمره في ذات الله ليتآمروا على قتله ليتم التنفيذ في ليلة عظيمة من ليالي القدر التي فيها تُرفع الأعمال وتُقدر الآجال وتُغفر الذنوب العظام ليكون منفذها الجبان أشقى أشقياء بني الإنسان على مر العصور والزمان ، ليكون علي على موعد والشهادة والتي كان مفتاحها الجُرح العظيم في محراب الصلاة في صبيحتها بسيف الغدر وهو ساجد لرب الأنام لينطق بكلمة الفوز ويقسم بها برب البيت ولم يُعهد لأحد من البشر أن نادى وهو في وقع الألم فزت ورب الكعبة سواه عليه السلام
ليدوي في السماء صوت جبريل بنبرة حزينة تهدمت والله أركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى قُتل علي المرتضى قتله أشقى الأشقياء