العودة   .:: شبكة نعناع ::. > ۩۩ :: نـعـناع العــامـه :: ۩۩ > :: المنتدى الاسلامي ::

:: المنتدى الاسلامي :: طبق التعاليم الأسلآميه لترضي رب البشريه وتنجو من النار السرمديه

الإهداءات


من هم الفقراء والمساكين المستحقون للزكاة؟

:: المنتدى الاسلامي ::


 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-15-2011, 04:48 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
Icon30 من هم الفقراء والمساكين المستحقون للزكاة؟

احبتى فى نعناع يسعد الله اوقاتكم فى طاعة الله

ربما البعض تحدث لماذا لاتكون هذه المواضيع فى القسم الرمضانى فى نعناع الحبيب

لكن بالنسبه للمنتدى الاسلامى ومنتدى الحبيب محمد هو تكمله للاقسام الرمضانيه

نفعنى الله وياكم

الليله راح نتحدث عن الفقراء والمساكين ومن هم

من هم الفقراء والمساكين المستحقون للزكاة؟
السؤال: من هم الفقراء والمساكين المستحقون للزكاة؟
*** يقول الدكتور محمد عبد الغني شامة أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر: الأصناف التي يجب أن تدفع الزكاة لها وأطلق عليها الفقهاء “مصارف الزكاة”.. ثمانية أصناف، بينها الله في قوله تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (التوبة: 60).
فمن أوائل من تصرف لهم الزكاة: الفقراء والمساكين، والفقير هو الذي يملك أقل من النصاب أو يملك نصابا غير تام يستغرق حاجته، والمسكين هو الذي لا يملك شيئا أصلا.. فيحتاج إلى ما يقتات به أو يواري بدنه.
إذن.. فالفقراء والمساكين هم المحتاجون الذين لا يجدون كفايتهم، غاية الأمر أن الفقير لديه أقل من حاجته، والمسكين لا شيء عنده على الإطلاق.
وهذان يعطيان ما يسد به حاجتهما.. فقد جاء في الحديث ما يدل على أنه ينبغي للفقير ما يقوم بعيشه.
ومن يستطيع القيام بعمل يدر عليه ما يحتاج إليه لا يعطى من الزكاة، فعن عبد الله بن عدي قال: أخبرني رجلان أنهما أتيا النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقسم الصدقة، فسألاه منها، فرفع فينا البصر وخفضه، فرآنا جَلَدين فقال: “إن شئتما أعطيتكما، ولا حظ فيها لغني ولا لقوي يكسب”.
ومن قل أجر عمله يحتاج إليه فهو من الفقراء.. فيجوز له أن يأخذ من الزكاة ليسد به حاجته، ومن ملك نصابا على أي نوع من أنواع المال وهو لا يقوم بكفايته لكثرة عياله أو لغلاء سعر فهو غني من حيث إنه يملك نصابا.. فتجب الزكاة في ماله، وفقير من حيث إن ما يملكه لا يقوم بكفايته، فيعطى من الزكاة تمام كفايته كالفقير سواء بسواء، وقال النووي: ومن كان له عقار ينقص داخله عن كفايته فهو فقير يعطى من الزكاة تمام كفايته ولا يكلف بيعه.
وإن كان عنده ما يفيض عن الحاجة الأصلية له ولأولاده: من أكل وشرب ومسكن ودابة: “أي وسيلة توصله لعمل إن لم تقم الدولة بتدبير ذلك على نحو يحفظ آدميته” وآلة يحتاج إليها في عمله ونحو ذلك مما لا غنى عنه، فكل من ليس عنده هذا القدر فهو فقير يستحق الزكاة.. ففي حديث معاذ: “تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم”.. فالذي تؤخذ منه: هو الغني المالك للنصاب، والذي ترد عليه، هو المقابل، وهو الفقير “أو المسكين” الذي لا يملك ما يشبع حاجته، وحاجة أهله ليعيشوا عيشة كريمة تليق بمركزهم الاجتماعي.






رد مع اقتباس
قديم 08-15-2011, 04:51 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
افتراضي

الحمد لله، الصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
لقد رغب الله تعالى عباده المؤمنين في البذل والإنفاق، ووعدهم فلى ذلك الأجر العظيم، قال -تعالى-: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:261)

وعن عدي بن حاتم -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً)
وعنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال الله -تعالى-: أنفق يا ابن آدم ينفق عليك).
وعن جابر -رضي الله عنه- قال: (ما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قط فقال لا).
فلا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلق أخاك بوجه طليق (مبتسم) فهي صدقة، والإنفاق في سبيل الله من أفضل الأعمال وأزكاها، فهو يزكي النفس، ويطهرها من رذائل الأنانية المقيتة، والأثرة القبيحة، الشح الذميم.
وقال ابن القيم -رحمه الله- في شأن الصدقة: إن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع البلاء حتى ولو كانت من فاجر وظالم، فإن الله -تعالى- يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء، قال -تعالى-: (وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ )(محمد: من الآية38)
وقال -تعالى-: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (سـبأ:39)
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ما نقصت صدقة من مال، بل تزده، بل تزده)
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مانقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله).
دعوة للإنفاق:
قال الله -تعالى-: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:268)

وقال -تعالى-: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) (محمد:38)
وقال -تعالى-: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) (الطلاق:7)
وعلى عيالك أيضاً صدقة:
قال -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل دينار ينفقه الرجل: دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله)
وقال -صلى الله عليه وسلم -: (إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة). ويحتسبها: أي يقصد بها وجه الله والتقرب إليه، وذلك لما فيه من أداء الواجب وصلة الرحم.
بل حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من تضييع الأهل وعدم النفقة عليهم، فقال: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت). أي: لو لم يكن له من الإثم إلا هذا التفريط في حق عياله كفاه في المؤاخذة عليه لعظمه عند الله، وهذا يدل على حرمة إهمال شأن العيال، وعدم النفقة عليهم.







رد مع اقتباس
قديم 08-15-2011, 06:45 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
افتراضي

الأول: أنَّ الفقيرَ ـ المحتاج المعفّف. والمسكين: الفقيرُ السائل. وبه قال مالك في كتاب ابن سُحْنُون ـ وهي:
المسالة السادسة:
قاله ابن عباس والزهري، واختاره ابن شعبان.
الثاني: الفقير هو المحتاج الزَّمِن. والمسكين هو المحتاج الصحيح؛ قاله قتادة.
الثالث: أنّ الفقير المحتاج، والمسكين سائر الناس، قاله إبراهيم وغيره.
الرابع: الفقير المسلم، والمسكين أهل الكتاب.
الخامس: الفقير الذي لا شيء له، والمسكين الذي له شيء؛ قاله الشافعي.
السادس: عكسه؛ قاله أبو حنيفة، والقاضي عبدالوهاب.
السابع: أنه واحدٌ، ذكره للتأكيد.
الثامن: الفقراء المهاجرون، والمساكين الأعراب.
(مأخود من كتاب أحكام القرآن لابن العربي)







رد مع اقتباس
قديم 08-15-2011, 06:49 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
افتراضي

مشروع إطعام الفقراء و المساكين....الإستثمار الحقيقي للحسنات

مقدمة :
هناك الكثير من الفقراء والمساكين يحتاجون إلى أبسط ضرورات الحياة ، و يفتقدون إلى الطعام والملبس و البعض منهم بلا مأوى ، من الذي يعمل على سد حاجاتهم و يواسي أحزانهم و يكفف دموعهم و يغنيهم عن مد أيديهم للغير ، علماً بأن هناك الكثير من المتعففين الذين يخجلون من طلب العون ، و قد قال الله عز وجل فيهم :
( لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) (البقرة:273)
لماذا لا نكون من أولئك الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه :
( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ) (الإنسان 8-9)
ولنتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الناس أفشوا السلام و أطعموا الطعام و صلوا الأرحام و صلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ) .

ما هو هذا المشروع ؟
كل يوم و كل ليلة ، تقدم وجبات الغداء والعشاء في الفنادق و المطاعم و قاعات المناسبات ، و بعد ذلك يتم رمي كميات كبيرة منها في القمامة بدون إستفادة .
لماذا لا يقوم كل فريق من فرق صناع الحياة و بالتعاون مع الجمعيات الخيرية ، بأخذ الطعام الزائد و القابل للأكل ، و من ثم توزيعه على الفقراء والمساكين .

أتصور بأن الطعام يمكن فرزه كالتالي :
1- طعام لم يتم تقديمه أصلاً للزبائن أو المدعوين ، (طبعاً هذا في حالة رغبة إدارة الفندق أو المطعم أو الداعي للتبرع به ) .
2- طعام تم تقديمه للزبائن أو المدعوين و لكن لم يتم أكله و هو بحالة جيدة .
3- باقي الطعام الذي يتبقى في الصحون .

بالنسبة لـلصنفين (1) ،(2) يتم تغليف الطعام و حفظه بطريقة جيدة يراعى فيها المنظر الملائم و الأمور الصحية ، و من ثم يتم توزيعه على وجه السرعة على الفقراء و المساكين ، أو حفظه في ثلاجات معدة لهذا الغرض لحين توزيعه.
بالنسبة للصنف (3) يتم إعطاؤه لبعض الحيوانات (أكرمكم الله) كل حسب ما يلائمه ، و كذلك يصلح لأن يكون سماداً عضوياً للتربة .

وبذلك نكون قد حققنا الكثير الكثير من الفوائد ، أذكر القليل منها :
1- عمل يحبه الله و يرضاه ، و نسأل الله أن يتقبله منا و يثقل به موازين أعمالنا.
2- سد أهم إحتياجات الفقراء والمساكين ألا و هو الطعام ، و كفهم مشقة السؤال .
3- الخروج من دائرة المسرفين والمبذرين الذين قال الله فيهم : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ( الأعراف : 31 )
( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً ) ( الإسراء : 26-27 )
4- سبب للمحبة و الألفة و المودة بين الناس .
5- المحافظة على إقتصاد الأمة إلى حد ما .
6- التعود على العمل الخيري الجماعي .

صدقوني هذا العمل البسيط ، ربما يبدأ صغيراً ، و لكنه بإذن الله سيكبر و يصبح أحد مشاريع (صناع الحياة) ، الذي نرجو من الله أن يكون خالصاً لوجه الكريم ، و يساهم في نهضة أمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .

و الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .
__________________
لا إله إلا الله ....... محمد رسول الله







رد مع اقتباس
قديم 08-15-2011, 06:55 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
افتراضي

تثبت الإحصائيات أن نسبة الفقراء في العالم الإسلامي تزيد عن النصف من تعداد السكان، مما ينبئ بالخلل العظيم في تبادل الحقوق والواجبات. ومن المعلوم أن ثروات العالم الإسلامي تكفي لإطعام العالم كله، كيف لا، وقد كانت مصر وحدها تطعم إمبراطورية روما من محصول قمحها. فوجب التضافر حينئذ لتدارك هذا الخلل بين الأغنياء والفقراء.



والدعوة الإسلامية بدعاتها ورجالها مأمورون أن يكون لهم قصب السبق في تحمل مسئولية الفقراء والمساكين في كل مجتمع، من باب الديانة والتقرب إلى الله أولا، ثم من باب الدعوة إلى الدين ونشر الحق بين كل شرائح المجتمع. وما من شك أن الدور الذي يضطلع به الدعاة الآن في توزيع الصدقات وأعمال البر يحتاج إلى الترشيد والتدريب لتحقيق أعلى قدر من الاستفادة. فإذا تحملنا إطعام الفقراء لسد خلتهم وإشباع جوعتهم فأولى بنا أن نرتفق لأرواحهم من زاد الإيمان ما ينجون به يوم القيامة، وهذا لعمر الله أولى بالاهتمام.



وطريق الدعاة إلى قلوب الناس مع الإحسان أيسر وأمضى، فالقلوب جبلت على حب من أحسن إليها، فلزم أن نعرف كيف يمكن أن نجعل المساعدات التي تقدم للفقراء والمساكين وسيلة لجذب قلوبهم لدين الله تبارك وتعالى.


وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم العطاء والصدقات سبيلا لتأليف القلوب، فألف قلوب الكثير من مشركي العرب بما كان يعطيهم من الأنعام والهدايا، وكان وجهه صلى الله عليه وسلم يتمعر إذا رأى من المسلمين من ظهرت عليه بوادر الجوع والمخمصة.



ونصوص الشرع المطهر تجعل الإطعام والدعوة إليه من آكد الواجبات الاجتماعية المحققة لمقصود الإيمان، والمستجلبة لمرضاة الله، والمؤدية للنجاة يوم القيامة. يقول الله تبارك وتعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين. في جنات يتساءلون. عن المجرمين. ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين. ولم نك نطعـم المسـكين..}، وقال عز وجل: {فلا اقتحم العقبة. وما أدراك ما العقبة. فك رقبة. أو إطعام في يوم ذي مسغبة}، ومدح المؤمنين المخلصين فقال: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا. إنما نطعمكم لوجه الله، لا نريد منكم جزاء ولا شكورا }، وذم من خصال المشركين بخلهم فقال: {أرأيت الذي يكذب بالدين. فذلك الذي يدع اليتيم. ولا يحض على طعام المسكين}، وذم المتعلقين بالدنيا فقال: {كلا بل لا تكرمون اليتيم. ولا تحاضون على طعام المسكين. وتأكلون التراث أكلا لما. وتحبون المال حبا جما}.

وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين.



فإطعام الطعام من شعائر الدين التي يجب أن يحييها الدعاة، ويعملوا على حض الناس عليها، ويتعاونوا فيما بينهم على القيام بها كفرض كفائي لرفع المأثم عن الأمة.

ومن أول ما يجب أن يعتني به الدعاة للاستفادة من مساعدات الفقراء والمساكين في الدعوة إلى الله أن يكون القائمين على البحث الاجتماعي وتوزيع النفقات والمساعدات والصدقات مدربون على المعاملة الحسنة والصبر على إلحاح بعض الفقراء، وعلى امتثال آداب الصدقة من السماحة والتبسم في الوجه وعدم نهر السائل واستعمال طيب الكلام عند انعدام النفقة.



ومن شأن تصرفات بعض القائمين على الصدقات أن يصد الناس عن دين الله تبارك وتعالى، كأن يتعامل مع الفقراء من منطلق أنهم لصوص أو مستغلون، وإغلاظ الكلام لهم ونهرهم، والتطاول عليهم بالسباب، والتكبر والتعالي عليهم، وإتباع الصدقات بالمن والأذى، وكل ذلك من شأنه أن يشوه صورة الدعاة عند الناس، وخاصة لو كانت الصدقات توزع عبر المساجد وعن طريق الدعاة.



وقد ضرب لنا السلف أروع الأمثلة في آداب التصدق، وقد يطول المقام بذكر تلك الأمثلة، ولكننا نشير إلى أن المنصرين استخدموا الآداب الإسلامية في الإحسان إلى الناس، وجعلوا الإحسان وسيلة لتنصير الفقراء والسذج من الخلق، وهاهي ذي أصقاع العالم تشهد مستشفيات ومراكز رعاية الفقراء واليتامى والمرضى والعجزة والمشردين، ورأينا كيف هرعت منظمات التنصير إلى الصومال وإلى البوسنة لرفع المعاناة والآلام عن المسلمين بزعم أن يسوع المسيح جاء لينقذهم.



ثم إن الأصل في الدعاة أن ينفقوا بسخاء مما في أيديهم، وألا يخشوا الفقر والإملاق، ولا يليق أن تدخر أموال الزكاة والصدقة بزعم الإنفاق منها عند قلة المتصدقين والممولين لمشروعات الإحسان والبر. وإقتار بعض الدعاة في الإحسان إلى الفقراء من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة عكسية.



ولا نريد أن يأتي اليوم الذي يستقر في قلوب الناس أن الدعاة إلى الله من أبخل الناس، فليس على الإنسان من بأس أن يعطي بسخاء مما في يده، فإذا انعدمت النفقة اعتذر للناس، وهذا أرجى مما لو رأى الناس ما في يديه ثم لاحظوا بخله وإقتاره. وقد رجع أعرابي إلى باديته بعد أن أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين فقال لقومه: يا قوم أسلموا! فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال: (أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالا ) رواه البزار والطبراني في الكبير وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئا لغد. رواه ابن حبان وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.

كما يجب على القائمين على الصدقات أن يبحثوا عما يسد خلة الفقير ويعملوا على تحصيلها عبر المتصدقين، وليس بالضرورة أن يكون طعاما، فقد يحتاج الفقير إلى الملبس، وقد يحتاج إلى مصروفات تعليم أبنائه في المدارس وتجهيز ما يحتاجون إليه، وقد يحتاج مصروفات علاج باهظة.



وهناك الكثير من الأساليب والطرق في رعاية الفقراء واليتامى والمساكين، ولكن المقصود هنا أن نوفر لهم فرصة لتعلم أحكام الدين، وأن نأمرهم بالمعروف ونعينهم على أدائه، وننهاهم عن المنكر ونعينهم على تركه، بل إن الدعاة يستطيعون أن يقوموا بدور في دعوة الطلبة الفقراء عن طريق تنظيم مجموعات تقوية، ودروس دينية خاصة، مع الاهتمام بالأطفال، وتنشئتهم نشأة إسلامية صحيحة.



ولن يغيب عنا أن ننبه أن كل ما يقوم به الدعاة في سبيل هؤلاء الفقراء إن هو إلا حق مكتسب، وواجب يجب ألا يشعروا فيه بمنة على أحد لئلا تحبط أعمالهم وهم لا يشعرون. وقد قال الله تعالى: {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل}، وقال صلى الله عليه وسلم في وصيته لمعاذ بن جبل لما أوفده إلى اليمن: (ثم أعلمهم أن الله قد أفترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم)، وكأن الصدقة سترد إلى أصحابها الحقيقين بها والجديرين بنوالها.



وعلى الصعيد الفردي، فكل متصدق يستطيع أن يبذل مع الصدقة نصيحة، فيأمر الفقير بتقوى الله والمحافظة على الصلاة، ويحذره من أن يستخدم المال فيما يغضب الله كشرب الدخان ونحو ذلك، وليس علينا أن قبل منا الناس أو أبوا، ولكن المقصود أن تتكامل أعمالنا الدعوية، فلا ندع بابا إلا ولجناه، ولا جادة إلا سلكناها، وتلكم هي الدعوة الصادقة التي تجعل حياة الداعية كلها دعوة إلى الله تبارك وتعالى.



وقد يعجز بعض الفقراء عن تحصيل العلم الشرعي، وسماع الموعظة، فمن حقه على الدعاة أن يوفروا له الكتب ومصروفات المواصلات وأشرطة الدروس والمواعظ، ولربما كان النفع والرجاء فيه أعظم من غيره، وقد قال تبارك وتعالى: {أما من استغنى فأنت له تصدى. وما عليك ألا يزكى. وأما من جاءك يسعى. وهو يخشى. فأنت عنه تلهى. كلا، إنها تذكره}.



وليعلم الدعاة والناس أجمعون أن السعي على الفقراء والمساكين من أرجى القربات عند الله تعالى، فقد جعله الرسول صلى الله عليه وسلم عِدْل قيام الليل وصيام النهار، ثم إن لهم يوم القيامة دولة ووجاهة عند الله، ويسبقون الخلائق إلى الجنة بخمسمائة عام.

فأجدر به من سبيل خير، وأخلق بالدعاة أن يكونوا أول السالكين فيه، وليكن شعارهـم: {إنما نطعمكم لوجه الله، لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا







رد مع اقتباس
قديم 08-15-2011, 06:56 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي افتـقر الخلقُ إليه, ومدّوا يد الحاجة له, والتجئوا مظهرين الفاقة بين يديه، والصلاة والسلام على سيد المفتـقرين إلى رب العالمين وعلى آله وصحبه وجميع التابعين إلى يوم الدين. وبعد: إخواني الفقراء والمساكين الذين تفضل اللهُ عليكم بخفّة الحساب, والسبق إلى الجنان، أوصيكم بوصية الإسلام، لتـتموا حياتكم على كمال الإيمان، ثم تلـقوا ربكم فائزين بتمام الرضوان، أخي الفقير: اعلم أن لله في خلقه شؤوناً، يعطي من يشاء ما يشاء كما يشاء، ويمنع من يشاء ما يشاء كما يشاء، خلق الخلقَ بحكمته، ويبتليهم بعدله، وهو أعلم بهم من نفوسهم، ( ألا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )(1) .
فالله تعالى إن أعطى فبفضل، وإن منع فبعدل، وما منع عبداً شُحاً عليه بل منعه إكراماً له، سبحانه عطاؤه عطاء ومنعُه عطاء، فكن يا أخي حيث أقامك لا حيث تـقيم نفسك، وحيث أراد لك لا حيث تريد لنفسك، وها أنا أبدأ وصيتي لك بقول الرسول الأعظم الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه" (2).
وقال صلى الله عليه وسلم: "أنزل الله جبريل في أحسن ما كان يأتيني في صورة فقال: إنّ الله تعالى يقرئك السلام يا محمد ويقول لك: إني قد أوحيت إلى الدنيا أن تمرّري وتكدّري وتضيّـقي وتشدّدي على أوليائي كي يحبوا لقائي. فإني خلقتها سجناً لأوليائي وجنة لأعدائي" (3).
وقال عليه الصلاة والسلام: "يا أيها الناس إنّ هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشدة. ألا وإنّ الله تعالى خلق الدنيا دار بلوى والآخرة دار عقبى؛ فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سبباً وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي، فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها، واهجروا لذيذ عاجلها لكريه آجلها(4).
اعلم يا أخي أنّ الله ما قتر عليك في الرزق لهوانك عليه بل لكرامتك عنده، وما ضيّـق عليك في المعيشة إلا ليخفف عنك الحساب، ثم يُلحقك بالسابقين الأولين، والفقر نعمة إلهية أنعم بها على عبده، ولا تظنن أني أقصد بالفقر الضعف والعجز وقلة المال، فإن هذا مكروه في الإسلام حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من الفقر كما كان يستعيذ من الشيطان وإنما الفقر نوعان:
1- فقر ناشئ عن الكسل وحب البطالة وحب الراحة والفراغ واللهو وهذا الفقر مردود في الإسلام .
2- وفقر مكتوب في التـقدير، وهو الذي يقوم صاحبه بالعمل ويسعى بالجد والاجتهاد ويعرق من أجل الأولاد ويبذل الجهد لتأمين المعيشة وستر الحال، لكن الله قَدَرَ عليه رزقَه فهذا الذي يدخل الجنة قبل الأغنياء بخمس مائة سنة بغير حساب، بل يجعله الله شافعاً مشفَّعاً لكل من أسدى إليه معروفاً ولو شق تمرة أو شربة ماء، فهو يقف يوم القيامة موقف الشهداء والصالحين .
أخي الفقير: ليس الفقر بعار إنما العار أن تسلك مسلك الفقر بالحاجة للغير، وأن تـترك الجد والاجتهاد وبذل الجهد في الاكتساب، وتهمل العمل والسعي، ثم إذا أكرمك الله بشيء من رزق أسأت التصرف فيه بتبذير أو إسراف أو محبة تـقليد الغير، فقدمت إلى شراء زينة لا حاجة لها، بل الواجب أن تـنفق الفضل في حاجتك وحاجة أهلك وولدك مدَّخراً ما زاد ليوم حاجتك ومرضك.
وإن كان رزقك كفافاً فاشكر الله الذي أنعم عليك بما لا سؤال به عليك، ومع ذلك عليك بالاقتصاد ما استطعت وإن كان قليلاً، وادَّخر ليومِ مرضك ما تسد فيه رغبتك عن الاستدانة، فالصدق قول الصادق الأمين: "ما عال من اقتصد" (5)، واجتهد أن تجعل في بيتك مؤونة شهر أو سنة فإن ضاقت عليك يوماً رأيت في البيت ما يسد الحاجة، وإياك والسرف في إطعام أصحابك فإن لقمة تضعها في فم امرأتك أو صبيتك أفضل من إطعام خمسين صاحباً. وأنظر يا أخي دائماً إلى من هو دونك وأقل منك رزقاً لتزداد شكراً لله تعالى، ولا تـنظر لمن هو أعلى منك فتسخط معيشتك وتـنتـقد خالقك وتسوء بذلك نفسك .
واعلم أن للفقير آداباً من جملتها: أن لا يكره ما ابتلاه الله به من الفقر وهذا واجب عليه. وأرفع من هذا أن يكون راضياً بالقدر، وأرفع منه أن يكون فرحاً به لأن الله رضيَ له ذلك، فإن الفقير إذا لبس درع الرضا سلم من حراب الجزع وأسنَّة السخط ونبال التبرم ، والخير كل الخير في الرضا فإن لم تستطع أن ترضى فاصبر، ولو لم يكن في الفقر إلاّ أنه باب الرضا عن الله لكان ذلك كافياً لفضل الفقر على الغنى.
ومن الأدب أن يظهر التعفف والتجمل ويكتم الشكوى والفقر والحاجة، ويعلم أنّ ستر الفقر من كنوز البر، وأن لا يتواضع لغني لأجل غناه، قال سيدنا علي رضي الله عنه:(ما أحسن تواضع الغني للفقير رغبة في ثواب الله تعالى وأحسن منه تيه الفقير على الغني ثـقة بالله عزّ وجلّ).
ومن الأدب أن لا يخالط الأغنياء ولا يرغب في مجالستهم لئلا يخالطه الطمع فيهوي في البلاء، ومن الأدب أن لا يردّ رزقاً أتاه من غير مسألة ولا استـشراف نفس قال صلى الله عليه وسلم : "من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف نفس ولا مسألة فليقبله ولا يرده فإنما هو رزق ساقه الله إليه" (6).
ومن الأدب: الكسب ؛ وهو بذل الجهد بعمل يُستغنَى به عن الغير. قال لقمان الحكيم(7) لابنه:(يا بني استغنِ بالكسب الحلال عن الفقر فإنه ما افتـقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته، وأعظم من هذه الثلاث استخفاف الناس به).
أخي الفقير: إن ضاقت عليك الدنيا فداوها بثلاث: الأول: صبر تذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم وجوعه، وأنه كانت تمضي عليه الأيام وهو يربط الحجر على بطنه من الجوع. ولا يكون الصبر إلاّ بالتحمل لمراد الله من غير شكاية، والطمأنينة بوعد الله من غير لجاجة، والثاني: الرضا بقضاء الله والتوكل على الله والتسليم لأمر الله والبسمة لما أراد الله والسرور بما قسم الله سبحانه، والثالث: الشكر لما اختاره الله لك من نعمة ورحمة ولما جعل فيك من أهلية الشفاعة لمن أسدى إليك معروفاً، وأن جعلك سبحانه باباً لطاعته يتـقرب الناس بسببك إليه بصدقة تظهر صدق محبتهم لله .
ثم إنّ كمال الشكر أن اختارك لتكون أول من يدخل الجنة، وأن جعل رفقتك يوم القيامة مع الأنبياء والصديقين، وأن لا حساب عليك، وكم من نعمة لله عليك فأكثِر من الحمد والشكر لله الذي اختار لك ما فيه رضاه عنك، فكن صادقاً بإظهار افتـقارك إليه ولجوئك إلى بابه، وانكسارك على باب كرمه وتذللك على أعتاب جوده، مظهراً بين يديه افتـقارك معلناً إليه احتياجك فهو الصمد وإليه الملتجأ، ثم إنّ من الواجب عليك أن تسعى بكل جدك واجتهادك لمواصلة الأعمال من غير فراغ لتمسي ويدك كالّة تعبة من عملك وبهذا تمسي مغفوراً لك.
وقال صلى الله عليه وسلم: "من أمسى كالاًّ من عمل يديه أمسى مغفوراً له"(8)، ثم اقصد بجِدِّك واجتهادك كفاية أهلك وأولادك وحمايتهم من السؤال لتدرك بشارة النبي صلى الله عليه وسلم: "وأهل الجنة ثلاثة: الثالث منهم : وعفيف متعفف ذو عيال" (9)، ولعلك يا أخي تسعى إلى عمل ولا يتوفر لك الأجر الذي تريد فتـقعد بدون عمل ذلك اليوم، وهذا خطأ فيك بل اعمل بالقليل والقليل خير من العدم. وإن جفاك الرزق وأعرض عنك العمل فاطرق باب التـقوى بملازمة التـقرب إلى الله بالطاعة والعبادة فإن الله يقول: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)(10) وإن ضاق رزقك واشتد عليك نواله وعسر عليك مناله فأكثر من الاستغفار والرجوع إلى الله واسمع قول الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الاَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ )(11)، فإنك إن عملت بما أمرَك فإنه سبحانه لا يخلف وعدَه بما وعدَك.
وتيقَّن أنّ رزقك سوف يأتيك على ضعفك وأنّ ما قُدِّر لماضغيك أن يمضغاه لا بد وأن يمضغاه، ولقد رزقك وأنت في ظلمة الرحم وظلمة البطن بين الأحشاء، ولقد شق لك الفم وأوجد لك البلعوم وركّب لك المعدة ووصلها بالأمعاء، والخالق العظيم لهذه الأمور هو المتكفل بإطعام الفم وبلع البلعوم وهضم المعدة وامتصاص الأمعاء، وهو القائل سبحانه ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ )(12) ، واليقين ما خلق الله هذا إلا بالحق ولأمر حق، فلا تخش من جوع ولا تضطرب لفقد حاجة، ولا تشغل فكرك بتأمين رزق غد، فكما أن الله سبحانه لا يطالبك بعمل غد فلا تطالبه برزق غد، ألا يكفيك ما أقسم الله تعالى به: (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ).(13) سبحانه يرزق الطير في الهواء، والنمل في التراب والحشرات بأنواعها، حتى العنكبوت والوحوش بأسرها، حتى من عمي منها أو عجز.
والفقر يا أخي هو فقد ما هو محتاج إليه، وعلى هذا فكل موجود سوى الله هو فقير محتاج إلى الغني المطلق، وليس في الوجود إلاّ غني واحد، فأظهر افتـقارك إليه ومُدَّ يد الحاجة بين يديه، والذي اتـفق عليه الناس أن فاقد المال يسمى فقيراً لأنه لا يتوصل إلى حاجاته إلاّ بالمال، وهو مضطر إليه ليشبع جوعته أو يكسو عورته أو يطعم صبيته.
قال سيدنا علي رضي الله عنه:" إن لله تعالى عقوبات بالفقر ومثوبات، فمن علامات ثوابه أن يحسن عليه خُلُقُه ويطيع به ربه ولا يشكو لأحد حاله ويشكر الله على فقره. ومن علامات عقوبته أن يسوء عليه خُلُقُه ويعصي به ربه ويترك طاعته ويكثر الشكاية ويتسخط القضاء" ، فالفقير المحمود هو الذي لا يتسخط ويرضى ويعلم أنّ ما اختاره الله له خير من اختياره لنفسه.
(1) ك:67: الملك-الآية:14 (2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، 5: 427 عن محمود بن لبيد، وأخرجه الحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وضعفه السيوطي في الجامع الصغير، 1: 242ن رقم 1793. وللبيقهي في الشعب ولابن عساكر رواية قريبة من هذا عن حذيفة رضي الله عنه. (3) أخرجه البيهقي في الشعب عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه. وضعفه السيوطي في الجامع الصغير، 1: 367، رقم 2723 (4) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وانظره في كنز العمال، 3: رقم 6203. (5) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، 1: 447 عن ابن مسعود رضي الله عنه. حديث حسن.الجامع الصغير، 2: 430، رقم 7939). (6) أخرجه الإمام أحمد وابن حبان والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في الشعب وابن أبي شيبة عن خالد الجهني. (7) لقمان الحكيم، يروي أنه كان عبداً حبشياً لرجل من بني إسرائيل، فأعتقه وأعطاه مالاً، وذلك في زمن سيدنا داود عليه السلام. ولم يكن نبياً على معظم الأقوال، أما سعيد بن المسيب فقد قال: إن لقمان النبي كان خياطاً. واشتهر بالحكمة. انظر:ثمار القلوب، 124، رقم 176، الثعالبي، دار نهضة مصر– 1965 (8) أخرجه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس رضي الله عنهما. وضعفه السيوطي في الجامع الصغير، 2: 503، رقم 8532 (9) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. (10) م: 65: الطلاق-الآية: 2 . (11) ك:71: نوح-الآية:11 . (12) ك:23: المؤمنون-الآية:115 (13) ك: 51: الذاريات-الآية:22 .






رد مع اقتباس
قديم 08-15-2011, 06:59 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
افتراضي

هل تصدقت بصدقة على الفقراء والمساكين؟
الحمد لله، الصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
لقد رغب الله تعالى عباده المؤمنين في البذل والإنفاق، ووعدهم فلى ذلك الأجر العظيم، قال -تعالى-: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:261)
وعن عدي بن حاتم -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً)
وعنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال الله -تعالى-: أنفق يا ابن آدم ينفق عليك).
وعن جابر -رضي الله عنه- قال: (ما سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قط فقال لا).
فلا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلق أخاك بوجه طليق (مبتسم) فهي صدقة، والإنفاق في سبيل الله من أفضل الأعمال وأزكاها، فهو يزكي النفس، ويطهرها من رذائل الأنانية المقيتة، والأثرة القبيحة، الشح الذميم.
وقال ابن القيم -رحمه الله- في شأن الصدقة: إن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع البلاء حتى ولو كانت من فاجر وظالم، فإن الله -تعالى- يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء، قال -تعالى-: (وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ )(محمد: من الآية38)
وقال -تعالى-: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (سـبأ:39)
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ما نقصت صدقة من مال، بل تزده، بل تزده)
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مانقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله).
دعوة للإنفاق:
قال الله -تعالى-: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:268)

وقال -تعالى-: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) (محمد:38)
وقال -تعالى-: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) (الطلاق:7)
وعلى عيالك أيضاً صدقة:
قال -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل دينار ينفقه الرجل: دينار ينفقه على عياله، ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله)
وقال -صلى الله عليه وسلم -: (إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة). ويحتسبها: أي يقصد بها وجه الله والتقرب إليه، وذلك لما فيه من أداء الواجب وصلة الرحم.
بل حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من تضييع الأهل وعدم النفقة عليهم، فقال: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت). أي: لو لم يكن له من الإثم إلا هذا التفريط في حق عياله كفاه في المؤاخذة عليه لعظمه عند الله، وهذا يدل على حرمة إهمال شأن العيال، وعدم النفقة عليهم.








رد مع اقتباس
قديم 08-15-2011, 08:42 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو

✿ مديرة الموقع ✿

إحصائية العضو







*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice

 

*دنيا المحبة* غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
افتراضي

جزآإك الله كل خير
على كل موضوعاتك القيمه
دمت بكل خير حفظك المولى ورعاك ..~







رد مع اقتباس
قديم 08-16-2011, 10:56 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
..:: إداريه ::..

إحصائية العضو







حروف عبدالله الفيصل is an unknown quantity at this point

 

حروف عبدالله الفيصل غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: المنتدى الاسلامي ::
افتراضي

بارك الله فيك

وجزآك خيراً . .

وأسعدك بالدارين . .







رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(إظهار الاعضاء الذين قاموا بقراءة الموضوع منذ 11-26-2024, 12:56 PM (تعيين) (حذف)
لم يقم احد بقراءة الموضوع بعد.
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ّ ()(الطب الشعبي .. كنز الفقراء ينقب عنه الأغنياء )() بست قرين :: منتدى الصحه وفروعه :: 4 07-03-2006 05:06 PM
( الثوم طبيب الفقراء ) نهى :: منتدى الصحه وفروعه :: 4 05-14-2006 04:09 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir