فوجئنا بـ(3) كلاب مذبوحة في غرفة الملابس
جدة ـ عبدالغني الشريف وضيف الله الصقر
أبلغ مدرب الأهلي الصربي نيبوشا لاعبيه بعد وصولهم من رحلة الجزائر عصر أمس الخميس إلى مطار جدة بعد خسارتهم مباراة الإياب في نصف النهائي أمام سطيف الجزائري 0ـ2 والتي فقد الفريق الأهلاوي على إثرها بطاقة التأهل للنهائي على كأس دوري أبطال العرب بأن العودة للتدريبات اليومية ستكون بداية من يوم غدٍ السبت.
وهي الرحلة التي وصفها رئيس الأهلي أحمد المرزوقي الذي ترأس بعثة الفريق برحلة المعاناة والمهزلة.
وكان الفريق الأهلاوي الذي كسب سطيف ذهاباً في جدة بهدف من ضربة جزاء لخالد بدرة قد وضع نفسه في الموقف الصعب في الإياب وخسره بهدفي دراج ياسين واديكورينيه القاتل في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة، وهو الهدف الذي أحبط كل محاولات الأهلي في التأهل خاصة أن الأهلي دخل المباراة بثلاث فرص الفوز أو التعادل بأي نتيجة أو الخسارة بفارق هدف.
وبعد مباراة سطيف التي أُقيمت على ملعب 8 مايو تعرض مدرب الأهلي نيبوشا للكثير من الانتقادات الفنية على اعتبار أنه لعب 90 دقيقة بنفس الطريقة وأن الفريق دفع ثمن المبالغة الدفاعية وعدم الاستفادة من المرتدات وأنه لم يستفد من التغيرات بالشكل المطلوب في الشوط الثاني وحتى إخراجه للاعب الوسط الصاعد أحمد درويش وإشراكه لتركي الثقفي لم يكن هو الحل الأفضل.
كما استقبل لاعبا الأهلي التونسي قمامدية والبرازيلي كايو بعبارات لاذعة من بعض جماهير الأهلي في مطار جدة لعدم ظهورهما بالمستوى المطلوب كلاعبين أجنبيين كلفا النادي مالياً الكثير، ودخل الأهلي المباراة أصلاً وهو يعاني من نقص إجباري بسبب تواجد عدد من لاعبيه في صفوف المنتخب الأولمبي، وكان من سوء حظه أن مباراته أمام سطيف تزامنت في نفس اليوم مع مباراة الأولمبي السعودي مع الأسترالي.
وبعد عودة الفريق إلى جدة عصر أمس استطلعت الرياضية رأي رئيس النادي أحمد المرزوقي الذي أكد أنه لن يشارك في أي بطولة عربية فيها فريق جزائري طالما أنه على مقعد رئاسة النادي الأهلي لأن فريق سطيف فقد أبسط أنواع الضيافة العربية واحترام الآخرين.. وقال: «من يصدق أننا فوجئنا بثلاثة كلاب مذبوحة منذ أيام في غرفة الملابس، الأمر الذي استفرغ معه لاعبونا».
ووصف المرزوقي بأن ما مارسته الجماهير الجزائرية ضد الفريق الأهلاوي هو (إرهاب رياضي) وأضاف: رغم كل السلبيات في الفرق الجزائرية إلا أنها تحظى بمجاملة صريحة من نائب رئيس الاتحاد العربي محمد راوراة الجزائري الذي كان من واجبه أن يتابع ويحضر ويعمل على راحة الفرق العربية التي تشارك في البطولة لأن أهداف الاتحاد العربي كما أعرفه أكبر من أن تفوز بطرق غير مشروعة.
وتابع: المشكلة ليست أن نخسر المباراة أو نخرج من البطولة ولكن من يصدق أن نائب رئيس فريق سطيف والمشرف على الكرة في سطيف دخلا على اللاعبين بين الشوطين وأشارا إلى رقابهما بأن لاعبي الأهلي سيتعرضون للذبح في حالة فوزهم.
ويقول المرزوقي: لقد اعترض مشجع جزائري يحمل سكيناً لاعبي الأهلي وهو في تدريبات التسخين قبل المباراة .. مؤكداً أن المهازل التي تعرض لها فريقه في الجزائر وقبله عدد من الفرق السعودية يجب ألا يمر مرور الكرام على المسؤولين في الاتحاد العربي لأن سلامة اللاعبين عندي كرئيس نادٍ أهم من الفوز في مباراة أو بطولة.
مهازل وإرهاب
من جهته تحدث المشرف على الكرة الأهلاوية وجدي الطويل شارحاً لـ«الرياضية» المهزلة والمأساة والمواقف المرعبة والمرهقة التي تعرض لها أفراد البعثة منذ أول يوم وصلوا فيه إلى ولاية سطيف الجزائرية، وقال: حتى ملاعب التدريبات كانت تطفأ كشافاتها الكهربائية في وسط التمرين أكثر من مرة.
ويضيف: لقد تعرض لاعبونا للإزعاج قبل المباراة وبعدها وتحولت المسيرات في الجزائر إلى تجمعات حول الفندق الذي سكنا فيه وهو فندق متواضع ولم يستجب لطلبنا بتغير السكن أو توفير الحماية والراحة للاعبين .. وحتى بعد المباراة لم نسلم من جماهير سطيف رغم فوزهم فقد طاردونا حتى الفندق وكالوا لنا شتائم أخجل من ذكرها ولا أدري ماذا كان سيحدث لنا لو أن الأهلي فاز في المباراة كان يمكن أن نعود جثثاً هامدة.
ويواصل وجدي الطويل حديثه ويقول: لقد اعترضنا مبكراً على إسناد مباراة الإياب مع سطيف لحكم مغربي على اعتبار أنه محسوب على منطقة المغرب العربي وكانت الآذان من طين وعجين وحدث ما تخوفنا منه، فالحكم المغربي العرجون كان واضحاً من قراراته بأنه خائف من جماهير سطيف ولم يستطع إيقاف المباراة رغم أن النار التي أطلقها جمهور سطيف كانت تمثل خطراً على سلامة لاعبينا.
وزاد: الأهلي ظل يدفع ثمن الظلم والتعب الضائع بسبب مشاركاته في بطولات الأندية العربية التي تطورت من حيث الحوافز المالية ولكنها لم تتطور في التنظيم وإعطاء كل فريق فرصة المنافسة الشريفة والمتساوية من حيث اختيار الملاعب والمدن المناسبة.
وتساءل الطويل أريد أن أعرف لماذا رفضت أمانة الاتحاد العربي طلب سطيف الجزائري باستضافة المباراة النهائية على أرضه، وكانت الإجابة ان ملعب سطيف لايصلح للمباريات المهمة ولا ادري هل مباراتنا مع سطيف كانت غير مهمة أو هامشية في نظر أمانة الاتحاد العربي.
واستغرب الطويل من وعود نائب رئيس الاتحاد العربي الجزائري محمد راوراة الذي أعطى الأهلي السعودي تطمينات هاتفية قبل السفر، وقال سأوفر لكم الراحة والحماية وللأسف لم نشاهد هذا الرجل لا في الفندق ولا في الملعب وحتى المباراة لم يحضرها لا هو ولا أي مسؤول في الاتحاد الجزائري.
وقال وجدي: بالنسبة للأخطاء الفنية للاعبين فهذا موضوع خاص بالجهاز التدريبي .. وأمامنا مباراة مهمة أمام الاتحاد على نهائي كأس ولي العهد وستكون تدريباتنا بداية من يوم غدٍ السبت مغلقة بناء على طلب من المدرب نيبوشا وليس أمامنا إلا نسيان ما حدث والنظر للمستقبل، فالفريق الأهلاوي مؤهل للبطولات وما حدث في سطيف له ما يبرره وأقول للاعبي الأهلي الحمد لله على السلامة والقادم إن شاء الله أفضل.