[rams]http://www.anashed.net/audio/khafy_allotf/khafy_allotf.ram[/rams]
لا يوجد مسلم لا يرفع يديه إلى الله عز وجل تضرعاً وخفية..
ولكن الخلاص من مظالم الناس.. هو الأساس..
في شعر ( طاهر أبوفاشا ) حنينٌ روحي، وشَجَن إنساني، وشعورٌ ينساب، ودفء يدخل شفاف القلب، وشيء لا أدري كيف أصفه.. أو أُسَميه.. شيء يجعل الألم في أعماقنا يمتزج بالأمل..
شعر ( طاهر أبوفاشا ) حين يتوجه إلى الله عز وجل، يجعلنا جميعاً نرفع الأيدي إلى أرحم الراحمين:
لـغـيركَ مــا مـددتٌ iiيـدا وغـيرُك لا يـفيض ندا
ولـيس يـضيقُ بـابك بي فـكيف تـردُّ مـن iiقصدا؟
وُركـنك لم يزلء صمداً فكيف تذود مَنء وردا
ولـطفك يـا خفيَّ اللطف إن عـادى الزمانُ.. iiعدا
عـلى قـلبي وضـعتُ يدا ونـحوك قـد مـددتُ يدا"
*****
سـرى لـيلى بغير iiهدى ولا أدري لأي iiمــــدى
يـطـاردني الأسـى iiأبـدا ويـرعاني الـجوى iiأبـدا
نـهاري والـهجيرُ iiلظىً ولـيـلي والـظـلام iiردى
فــوا كـبـدا إذا iiأضـحي وإن أمـسـي فــوا iiكـبدا
ولـيس سـواك لـي iiسندٌ أضعتُ الأهل والسندا"
*****
على قلبي وضعتُ يدا ونـحوك قد مددت iiيدا
ورد في الحديث الشريف: ( إن الله حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين ).
وفي رواية: ( إن الله رحيم كريم، يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيراً ).
وقال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عز وجل يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني ).
وفي حديث آخر: قال الله تعالى: ( يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي ).
وفي الحديث الشريف: ( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء في الرخاء ).
وحين كنا أطفالاً في الابتدائي كنا نقرأ ونحفظ هذا الحديث العظيم الذي كان أبو إدريس الخولاني - رحمه الله - إذا حدِّث به جثاً على ركبتيه:
عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل أنه قال:
( يا عبادي، إني حرمَّت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا..
يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم..
يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم..
يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم..
يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم..
يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضُري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني..
يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً..
يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أحجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً..
يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر..
يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله عز وجل، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه..).
لا يوجد مسلم لا يرفع يده إلى ربه تضرعاً وخفية.. دعاءً وإشفاقاً ورجاء..
ولكن هنالك أشياء تحجب الدعاء وتجعله يعود خائباً، وهي الظلم وأكل حقوق الناس.. حتى لو عجز الناس عن الظالم وعن أكل حقوقهم فإن الله لا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض..
وحتى لو أكل حقوق الآخرين وهم لا يعلمون، أو نهش أعراضهم وهم غافلون فإن الله بكل شيء عليم..
الظلم سيئ جداً..
ومرتعه وخيم..
- الظلم ظلمات في الدنيا والآخرة، وهو - مع الأسف - منتشر في دنيانا نحن البشر فوق ما نتصور، فليس الظلم في أكل حقوق الناس فقط، ولكن أيضاً في احتقارهم.. ( بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) وفي عدم إنصافهم، وفي سلب جهودهم المعنوية ونسبتها للظالم، وفي جرح مشاعرهم بغير وجه حق، وفي قهر الزوج لزوجته، وتسفيه الزوجة لزوجها، وفي عدم العدل بين الأولاد، وعدم العدل بين المرؤوسين، وفي تحميل الخدم فوق ما يطيقون..
وفي اتهام الناس في دينهم وعملهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى على أن لا أغفر له؟ إني قد غفرت له وأحبطتُ عملك ).
- والاستكبار على الناس نوع كريه من الظلم، وفي الحديث الشريف: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، وفعله حسناً، فقال: إن الله تعالى جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس ). وبطر الحق: هو رده وعدم الاعتراف به.. وغمط الناس: هو احتقارهم والاستهزاء بهم..
- لا يوجد مسلم لا يرفع يديه إلى الله عز وجل تضرعاً وخفية.. ولكن الخلاص من مظالم الناس.. هو الأساس.. وقد ورد في الحديث الشريف: ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: " يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم " وقال: " يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ".
- ثم ذكر الرجل يطيل السفر.. أشعث أغبر.. يمد يديه إلى السماء: يا ربِّ.. ياربّ.. ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأني يستجاب لذلك؟ )
منقوول