أغرب عبادة تغيب عنا في رمضان

أغرب عبادة تغيب عنا في رمضان



يقال عنها إنها أغرب عبادة، لأنها الأسهل، فلا تأخذ وقت على الإطلاق في إتمامها، بل من الممكن أن تقال في أي وقت وليس وقت معين، فضلا عن أنها تبدأ من الله فالملائكة ثم المؤمنين، فكأن من يفعلها إنما يأتي بعد الله بذاته العليا ثم ملائكته في الترتيب.. فلو أردت أن تعرف ما هي هذه العبادة اقرأ قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» (الأحزاب:56)، فهي آية عظيمة جدًا وفيها يبين المولى عز وجل كيف يشرف نبيه الأكرم صلى الله عليه وسلم، وبيان منزلته عند الله سبحانه وتعالى، وأنها منزلة عظيمة، لأنه بذاته العليا يصلي عليه صلى الله عليه وسلم، فكيف بنا نحن.. نضيع هذه العبادة العظيمة رغم أنها لا تأخذ من وقتنا إلا القليل رغم فضلها العظيم والكبير.


الصلاة على النبي ورمضان
في رمضان قد ينشغل العبد بين العديد من العبادات الهامة لاشك، بين صلاة وصيام وقيام ليل وتهجد وصدقة، لكن أيضًا مما لاشك فيه أن الصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لا تحتاج لوقت كبير، فقط وأنت في طريقك إلى العمل صلي عليه، أو وأنت تنتظر أي شيء حرك شفاك بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، فلو أن كل مسلم يعلم فضل الصلاة على النبي لما ضيع وقتًا أو لحظة واحدة إلا وهو يردد الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.

إذ أنه لم يتحدث القرآن الكريم فقط عن فضل الصلاة على الرسول، وإنما أيضًا قد جاءت أحاديث كثيرة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. منها ما أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فإنه من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا»، فيما أخرج أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صلوا علي فإنها زكاة لكم، وسلوا لي الوسيلة من الجنة».



بشرى جبريل
كثيرة هي الدلائل على فضل الصلاة على النبي، ليس في رمضان فقط، وإنما في كل أيام العام، فعن عبد الرحمن بن عوف : قلت يا رسول الله، سجدت سجدة خشيت أن يكون الله قد قبض روحك فيها. فقال: إن جبريل أتاني فبشرني أن الله عز وجل يقول لك: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه. فسجدت لله شكراً، لكن هل هناك وقت معين هو الأفضل للصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام، نعم.. إذ يعد أفضل الأوقات للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها، لحديث أوس الثقفي رضي الله عنه قال: من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة وفيه الصعقة. فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي.