قبل ثلاثين سنة تقريبا ، اتصل بي أحد الأخوة الأفاضل وذكر لي أن إحدى المحسنات واسمها ” أم علي ” تبرعت لبناء مسجد ، فاقترحنا عليها أن تبنيه في منطقة فقيرة تحتاج لهذا المسجد ولا يستطيع المسلمون هناك أن يبنوه .
فذهبنا إلى جمهورية مالاوي في الجنوب من قارة أفريقيا .. وصدمنا بما رأينا هناك من مآسي وآلام يعيشها إخواننا ونحن عنهم غافلون .
مئات الآلاف من الأطفال لم يكونوا قادرين على دفع أبسط التكاليف التي تحفظ كرامة الإنسان مثل ( علاج مريض بالملاريا لا يكلف أكثر من 10 فلوس أو إطعام جائع وجبة لا تزيد عن 15 فلساً أو دفع الرسوم الدراسية لطالب فقير لا تزيد عن 500 فلس كويتي في السنة ).
لقد كنا في غفلة بسبب حياة الرفاهية التي نعيشها في بلادنا حتى انتبهنا بهذه الزيارة .. فكان لا بد لنا من عمل منظم لاستمرار مشاريع الخير لا في مالاوي فحسب بل في قارة أفريقيا ، وفي ذات الوقت كنا نرى الخير في قلوب الناس في مجتمعاتنا والرغبة الأكيدة في الوقوف بجانب إخوانهم ممن لم يمن الله عليهم بمثل ما فضلنا به من خير .
وبفضل من الله تأسست عام1981 لجنة مسلمي ملاوي ، إلا أن الحاجة كانت في ملاوي وفي غيرها ، فتم في عام 1984 تغيير الإسم إلى ( لجنة مسلمي افريقيا )، وبمرور الوقت أعدنا التفكير في الاسم ، إذ أن برامجنا التنموية و مساعداتنا وصلت للمسلم وغير المسلم ، فاخترنا اسم ( جمعية العون المباشر ) وكان ذلك في عام 1999، وبتوفيق الله أولاً ثم دعاء الخيرين من أمثالكم نمت هذه المؤسسة حتى غدت شجرة كبيرة تظلل الملايين من المستفيدين من خدماتها الإنسانية والاجتماعية والصحية والتعليمية ومن مساجدها ومدارسها وآبارها ومشاريعها الخيرية المختلفة .
وختاماً .. لا نملك إلا أن نرفع أيدينا شكراً لله الذي فتح أعيننا على طريق الخير .. وجزى الله خيراً الأخت ” أم علي ” وأمثالها ممن شجعنا ودعمنا للسير في أعمال الخير .. ونسأل الله أن يجمعنا وإياكم في ظل رحمته يوم القيامة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم
عبدالرحمن حمود السميط رحمه الله
------
سبحان الله فكرة جاءت ثم ترجمت على ارض الواقع فعم الخير لملايين الاشخاص سواءا اسلامهم او اطعامهم او علاجهم
اللهم يسر لنا ما يدخلنا الفردوس
اللهم إني اسألك باسمك الاعظم أن تغفر للشيخ عبدالرحمن السميط ولوالديه ولمن سار على دربه وتجعلهم في الفردوس