.وهاأنذا في منعطفها الخطير
** أحتاج الى الشجاعة وأنا أُشرف على الستّين ...أحسُّ كأنّما كنت في طريق طويلة آمنة ...وهاأنذا في منعطفها الخطير الذي حذّرونا منه طويلا ...إنّك في الستّين من العمر …!!..هذا هو العمر الذي ربطوه بالموت دائما ...فأحسّ كأنّي في البحر وأقتربُ من دوامة قاتلة ….وهنا أحتاج الى الشجاعة ...لا دواء إلّا الشجاعة فقط ….ليس لأنقذ نفسي من الموت بل لأقبلَ الموت ….فهنا لا شيء ينقذك ...وحتى الله يريد موتك في واحدة من دوّامات كثيرة كلّها بعد الستّين ….
.هنا يقلّ العمر ...فمهما طال عمرك لن يزيد عن أعوام معدودة ...وقد كنتُ في أوّل العمر أشعر ببعد المسافة بيني والستّين ...ولا أكاد أصدّق أنّي وصلته ..!!..فأنت تشعر أنّك جنب الموت ...هاهو الموت الذي لطالما فكّرتَ فيه ...انّه حولك هنا أو هنا ,,,,حتى وأنت تجلس بين ابنائك ...تنظر اليه وينظر اليك …...وحتى وأنت سعيد في منتهى سعادتك ...يقول لك الموت : كيف يضحك ميت !!
...و الموت كان معنا دائما ...ولكنّا لم نكن نفكّر إلّا بحياتنا ...ومع هذا العمر تلاقينا مع الموت ومع فراغنا من آمالنا ...فلا أدري ما الموت منهما ,,,,
.والموت قدر كبير لا تغيّره ...هل تغيّر أن يخلق الله شخصا ما في رحم امّه ...هل تمنع أن يضع أخ أخاه في جوف القبر ...أريد الإيمان معي فقط لأسكن في ذلك القبر ...كيف أسكنه من دون صلاتي وأملي برحمة الله ….كم هو شقي من يسكن القبر بلا ايمان ……,وكيف أسكنه وأنا ذاهب الى الجحيم
.
**رأيته يضحك ويُلقي السلام وينشر خير نفسه وفجأة ...لقيه أحدهم وقال له شيئا فاضطرب وتعكّر كما تُلقي في الماء ترابا وقاذورات ……...وهاج وتحوّل إلى شيطان مارد في ساعة ………...قلتُ في نفسي : نحن الشياطين وليس هو ...إذا لقيك شيطان يجذبك اليه وإذا لقيك ملاك تصير مثله …….ونستجيب لكلّ دعوة
.
عبدالحليم الطيطي