من قال سبحان الله وبحمده قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من قال: (سبحان اللهِ وبحمدِه)؛ حطَّ اللهُ عنه ذنوبَه ، وإن كانت أكثرَ من زَبَدِ البحرِ)،[١] هناك العديد من الأذكار التي حثّ الإسلام على ذكر الله -تعالى- بها ومنها قول: (سبحان الله وبحمده)،[١] ومعناه أنّ العبد يُبعد عن الله -تعالى- كل ما لا يليق به من صفات النقص والعيب والسوء، وتنزيهه عن الحاجات البشرية من أولاد وزوجة وشركاء، ومدحه والثناء عليه بكمال علمه وحكمته وقدرته ونعمه على خلقه وإحسانه إليهم وغيرها من الصفات الكاملة،[٢][٣][٤] وقد ورد فضله في العديد من الأحاديث النبويّة، ومنها ما يأتي
قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من قال: (سبحان اللهِ وبحمدِه)؛ حطَّ اللهُ عنه ذنوبَه ، وإن كانت أكثرَ من زَبَدِ البحرِ)،[١][٥] وقد اختلف العلماء في اعتبار الكبائر من جملة الذنوب والخطايا التي تُحطّ بهذا الذكر؛ فذهب الجمهور إلى أنّ الأعمال الصالحة كالذكر، والصلوات الخمس، وأداء العمرة إلى العمرة، وصيام رمضان إلى رمضان، وابتعاد العبد عن فعل الكبائر تُكفِّر صغائر الذنوب،[٦] ويُرتجى منها أن تُخفّف الإثم المترتب على فعل الكبائر حال انتفاء الصغائر،[٧] أمّا الكبائر فلا تُكفَّر إلا بأحد الأمرين إمّا بتوبة العبد، أو بعفو الله -تعالى- عنه ورحمته به.[٦] قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِئَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةِ، بأَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به، إِلَّا أَحَدٌ قالَ مِثْلَ ما قالَ، أَوْ زَادَ عليه)،[٨][٩] فمَن حرص على قول هذا الذكر مئة مرة صباحاً ومئة أخرى مساءً نال الفضل الذي أشار إليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو أنّه سيأتي يوم القيامة بأفضل الأعمال أجراً وثواباً ولن يأتي أحدٌ بأفضل ممّا عمله إلّا مَن قالها مثله أو زاد عليه.[٩][٢] قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أَحَبَّ الكَلَامِ إلى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ).[١٠][٣] قال سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-: (كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَومٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِن جُلَسَائِهِ: كيفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قالَ: يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ، فيُكْتَبُ له أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عنْه أَلْفُ خَطِيئَةٍ).[١١][١٢] قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ)،[١٣] فقد وصف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هاتين الكلمتين بثلاثة أوصاف أوّلهما أنّهما خفيفتان على اللسان وذلك لِخلوّهما من الحروف الثقيلة عليه كحروف الاستعلاء والإطباق ما عدا حرف الظاء، وحروف الشدّة ما عدا حرفَي الباء والذال، وثانيهما أنّهما ثقيلتان في الميزان وذلك لِلأجر العظيم الذي أعدّه الله -تعالى- لمّن قالَهما،[١٤] وثالثهما أنّهما حبيبتان إلى الرحمن وهو أعظم ما وُصِفتا به؛ فحب الله -تعالى- لهما كان سبباً في حبّه لعبده وذلك لأنّه -سبحانه- إذا أحبّ عملاً أحبّ مَن يقوم به.[٤]