بسم الله الرحمن الرحيم
فالله الله يا إخوتي ، تمسكوا بأصل دينكم ، وأوله وآخره وأسه ورأسه شهادة أن لا إله إلا الله ، واعرفوا معناها وأحبوها وأحبوا أهلها واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين ، واكفروا بالطواغيت وعادوهم وأبغضوا من أحبهم أو جادل عنهم أو قال ما عليّ منهم أو قال ما كلفني الله بهم ، فقد كذب هذا على الله وافترى ، فقد كلفه الله تعالى بهم وافترض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ولو كانوا إخوانهم وأولادهم . فالله الله تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئا . اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين .
ولنختم الكلام بآية ذكرها الله تعالى في كتابه تبين لك أن كفر المشركين من أهل زماننا أعظم كفرا من الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى (( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه ، فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا )) فقد سمعتم أن الله سبحانه ذكر الكفار أنهم إذا مسهم الضر تركوا السادة والمشايخ ولم يستغيثوا بهم ، بل أخلصوا لله وحده لا شريك له . واستعانوا به وحده ، فإذا جاء الرخاء أشركوا . وأنت ترى المشركين من أهل زماننا ـ ولعل بعضهم يدّعي أنه من أهل العلم ، وفيه زهد واجتهاد وعبادة ــ إذا مسه الضر ، قام يستغيث بغير الله : مثل معروف الكرخي أو عبد القادر الكيلاني وأجل من هؤلاء : مثل زيد بن الخطاب والزبير . وأجل من هؤلاء مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم . فالله المستعان وأعظم من ذلك ، واعلم أنهم يستغيثون بالطواغيت والكفرة والمردة مثل شمسان والأشقر وأمثالهما .
وصلى الله على الرسول محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إعداد محمود مهدي الاستانبولي