**عرف الله في السجن
،،زرته في السجن ، كان انسانا عاديا ،،ووجدته عميقا كالبحر ،،كان بين الناس ، يركض إذا ركضوا ويفعل كلّ ما يفعلون ، واليوم بين تلك الجدران لا يعمل فيه سوى عقله ،،
،،قلت له : كيف تقضي الوقت ،! قال : هنا الوقت للعِلم والتفكير ،،أنا أقرأ أكثر مما يقرأ طلاب الجامعات ،،هنا العِلم الذي يُقرَاُ لنفسه وليس الذي يُحفَظُ للإمتحان ..أكره أن يعطيني أحد شهادة ،،فلا يعرف مقدار علمي إلاّ الله لأنه العِلم كلّه ،،،،
.
،،وأريد من علمي أن يوصلني بالعِلم الكامل كما توصل ريحٌ قطرةً بالبحر ،،،تلك سعادة العلماء أن يبقوا مع الله ،،،
.
قلتُ له : كنتَ تهتمُّ بما تكون ،ومن تكون في الناس ، وسُلَّم الوظائف ،،! ،،قال: أنا اليوم أهتمُّ بما أعتقد ،،وما ذا عرفتُ ،،وحين تمشي في الظلماء ،، لا يهمّك سوى صواب وجهتك ،،وليس السلّم الوظيفيّ !!والذاهب الى السماء ،،لا يهمّه سوى مُرشد السماء …
.
،،.أريد أن تخرجني طريقي من هذا الموت ،،! ،قلت: أيّ موت ،،!،،نحن نعيش في الحياة ،،! قال: نحن ذاهبون إلى الموت ،،فكيف تقول أنّنا في الحياة!!!،،،ويجب أن تلقى في طريقك من ينتشلك إلى الحياة ،،،ينقذك من الوقوع في حفرة الموت ،،،!التي تنتهي فيها إلى الأبد ،،،!
،،الله ينتشل اؤلئك الذين يبحثون عنه ،،ويخرجهم من الظلام والموت ،، أنا اليوم أشعرُ بمولدي - أنّي مع الله -،، هنا الولادة ،، أن تشعر أنّك مع الحياة ،،
.
قلت : أيها الفتى ،،،،،،،،أرأيتَ لو مشى في الغابة الخطيرة اثنان ،،،،أحدهم لم يلقَ شيئا طول الطريق ،،،ووصل بسلام ،،أ،،،والآخر واجه المخاطر والصِعاب وعارك الغابة الخطيرة ووحشها وأدغالها ،،،حتى وصل بعد عِراكه الشديد ،،،هل يستويان
.
،،،لقد غيَّر العرِاك قلبك وعقلك ،،وقويتْ نفسك ،،حتى صار الحقّ أعظم ما تطلب ،،،،! وصار الحقّ أكبر عندك من حياة خاطئة ،،،!!وأنت اليوم مثل الشجرة المثمرة المليئة بالخير لك ولغيرك ،،تعرف وجهة الطريق ولا يضيع من يسافر معك ،، وصاحبك الذي يعيش في الأمان كالأرض الجرداء ،،،المكشوفة ،،ليس فيها طريق ،،،،
.
،،قد غيَّرَك السجن ،، يوم منعوا كلّ شيء فيك من الحياة ،،،وأفلتوا عقلك ،،،،فكلّما قيدوا جسمك حُرِّرَ عقلك ،،،،،،والعقل الحرّ هو مَطَرُ الحياة ،،،،،إذا صَدَقَ ،،،
.
،،،أنا لا أحبّ إلاّ تلك الشخصيات ،،التي يصنعها العِراك ،،،،وأقفُ كثيرا على قبور الذين يدمّرهم العِراك ،،،،،وأظلُّ واقفا حتى تنعصر على قبورهم من عيني دمعة ،،فأنا تعودّتُ أن أبكي على الأبطال المهزومين وأشيّعهم حتى يغيبوا في أفق الطريق
.
.
.
الكاتب / عبدالحليم الطيطي ،،
https://www.blogger.com/blogger.g?ta...osts/postNum=6