تؤدي المساجد دوراً عظيماً ومهمّاً في الإسلام، فهي تغيّر أحوال الإنسان من الشقاء إلى السعادة، ومن الضيق إلى الرخاء، كما أنّها تعالج القلوب فتجعلها رقيقة، وتجليها من الذنوب والآثام التي يقع بها الإنسان في كثير من الأحيان، وهي الأماكن التي تتنزل فيها الرحمات وترفّ الملائكة بأجنحتها عليها، وهي الأماكن التي تحصل فيها المنافسة في الخيرات، كما أنّ المساجد هي أفضل الأماكن التي تربي المسلم، ففيها تظهر معالم الأخوّة والمساواة؛ حيث يجتمع المسلمون جميعاً في مكان واحد، ويقفون في صفٍّ واحد ويُصلّون خلف إمامٍ واحد، منهم الغنيّ، والفقير، والقوي، والضعيف، والملك، والخادم، والعالم، والعامي، كلّهم يقفون سواءً أمام ربّ العالمين، لا يفضل أحدهم أحداً إلا بتقواه، وهذه التقوى محلّها القلب، ممّا يجعل الناس في ظلّ هذه الأجواء متكاتفين ومتضامنين دون أن يعتدي أحدهم على الآخر وفق نسبه، أو منصبه، أو وظيفته ونتابع معكم حقوق المساجد فى الاسلام
مراقبة المساجد ومتابعة أمورها: ينبغي على الحاكم المسلم أن يُكلّف مَن يثق به؛ لمتابعة إدارة شؤون المساجد كافّةً، ومتابعة ما يخصُّها؛ لما تحتلّه من مكانة بالغة الأهميّة في الدّولة الإسلاميّة، على ألّا تكون تلك المتابعة تقييداً لعمل الأئمّة، وتضييقاً لصلاحيّاتهم ونشاطاتهم، التي يجب أن تتوافق مع قواعد الشّريعة وما وُجِد لأجله المسجد
تعيين إمام راتب يؤمّ النّاس ويأمرهم بالمعروف: ينبغي للحاكم المسلم أن يجعل لكلّ مسجدٍ إماماً راتباً، يتولّى شؤونَه ويقوم بمسؤوليّته تجاهه، يقول الآمدي في ذلك: (فأمّا الإمامة في الصّلوات الخمس فنصب الإمام فيها مُعتبَرٌ بحال المساجد التي تُقام فيها الصّلوات، وهي ضربان: مساجد سلطانيّة، ومساجد عاميّة، فأمّا المساجد السلطانيّة فهي المساجد والجوامع والمشاهد، وما عظُم وكثُر أهله من المساجد التي يقوم السّلطان بمراعاتها، فلا يجوز أن يُنتدَب للإمامة فيها إلّا من ندبه السّلطان لها وقلّده الإمامة فيها؛ لئلّا يفتئِت الرعيّة عليه فيما هو موكولٌ إليه، فإذا قلّد السّلطان فيها إماماً كان أحقّ بالإمامة فيها من غيره، وإن كان أفضل منه وأعلم(