#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجاً
الدرة اليتيمة في تخريج أحاديث التحفة الكريمة (37) روى عبد الله بن الإمام أحمد أنه وجد بخط أبيه، وأبو داود، وابن ماجه، والنسائي في عمل اليوم والليلة، عن الوليد بن مسلم، قال: أخبرني الحكم بن مصعب المخزومي، أنه سمع محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب". وأخرجه الحاكم من طريق الوليد المذكور، عن الحكم بن مصعب المذكور. قال أبو حاتم الرازي: الحكم مجهول. وتناقض ابن حبان رحمه الله فذكره في الثقات والضعفاء، وجزم الحافظ في التقريب بما قاله أبو حاتم، فقال فيه ما نصه: "الحكم بن مصعب المخزومي الدمشقي مجهول، من السابعة" ورمز لـه بعلامة أبي داود والنسائي وابن ماجه. أما الحاكم فصححه! واعترض عليه الذهبي بقوله: الحكم فيه جهالة. وذكره البخاري في التاريخ الكبير، وذكر أنه روى عن محمد بن علي، وروى عنه الوليد بن مسلم، وسكت؛ فلم يوثقه ولم يجرحه. وجزم الشيخ العلامة أحمد شاكر في حاشيته على المسند بأنه صحيح بناء على سكوت البخاري عنه! وهو دليل عند الشيخ أحمد على ثقته عن البخاري، وهذا فيه نظر إلا أن يثبت بالنص أو الاستقراء ما يدل على أن البخاري أراد ذلك، ومن تأمل حاشية العلامة أحمد شاكر اتضح لـه منها تساهله في التصحيح لكثير من الأسانيد التي فيها بعض الضعفاء؛ كابن لهيعة، وعلي بن زيد بن جدعان، وأمثالهما، والله يغفر لـه، ويشكر لـه سعيه، ويتجاوز له عما زل به قلمه أو أخطأ فيه اجتهاده، إنه سميع قريب. وعلى كل حال فالحديث المذكور يصلح ذكره في الترغيب والترهيب لكثرة شواهده الدالة على فضل الاستغفار، ولأن أكثر أئمة الحديث قد سهلوا في رواية الضعيف في باب الترغيب والترهيب، لكن يروى بصيغة التمريض، كيُروى، ويُذكر، ونحوهما، لا بصيغة الجزم. قال الحافظ العراقي في ألفيته رحمه الله: يُشَكُّ فيه لا بإسنادهما وإن تُرِدْ نَقْلاً لِواهٍ أو لما بنَقْلِ ما صحَّ كقالَ فَاعْلَمِ فَأْتِ بتَمْريضٍ كيُرْوى واجْزِمِ مِنْ غيرِ تَبْيينٍ لِضَعْفٍ ورَأَوْا وسَهَّلوا في غيرِ مَوضوعٍ رَوَوْا عن ابنِ مَهْدِيٍّ وغيرِ واحدِ بَيانَهُ في الحُكْمِ والعَقائدِ والله ولي التوفيق. ![]() |
![]() |
|
, |
|
|