#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
عن الجواب المسكت فى قول الله تعالي:
«وقال نسوة فى المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها فى ضلال مبين. فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشَ لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم» (يوسف: 30 31-). يقول د.أحمد السلمى الحويطى مدرس البلاغة والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس إن لهذا الجواب المسكت ثلاثة أطراف: الأول النسوة، والثانى امرأة العزيز، والثالث يوسف عليه السلام، والقضية أو القول الذى يستدعى ردا مسكتًا هو قول النسوة: «امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها فى ضلال مبين». وقد جاء رد امرأة العزيز على قولهم هذا عمليا، حكاه الله جل وعلا فقال: « فلما سمعت بمكرهن..» الآية ويوضح أن الأسلوب المسيطر على هذه الآيات هو الأسلوب الخبرى المناسب لسرد الوقائع العملية، لافتا إلى أن الأسلوب الخبرى فى قول النسوة غرضه لوم امرأة العزيز وتخطئتها، و الحركة البلاغية فى هذا المقول تدعم هذا الغرض، فذكرها بقولهم (امرأة العزيز) دون اسمها، وقولهم (فتاها) بصيغة الإضافة، كل هذا يشير إلى المفارقة التى بين منزلتها العالية ومنزلة يوسف، وبالتالى فالذى أقدمت عليه يستحق اللوم. وتقديم (امرأة العزيز) على الفعل (تراود) للاهتمام. والفعل المضارع (تراود) يدل على التجدد والاستمرار، أى أن مراودتها يوسف عليه السلام متكررة وهذا أمر يعد سببًا لأن يخوض الناس فى هذا الأمر. وقد جاء الرد المسكت من امرأة العزيز على كلامهم الشديد هذا عمليا، وذلك من خلال: دعوة هؤلاء النسوة. إعداد متكئ لهنّ وإعطاء كل واحدة منهن سكينًا وأمْرها يوسف بالخروج إليهن. ![]() |
![]() |
|
, , , |
|
|