فضل دعاء الشفاء من المرض
ينسى الكثير من الناس ذكر الله تعالى والتوجه إليه عزّ وجل في السرّاء
ولكن عندما يمرّ الإنسان بشّدة – خاصة المرض- يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ويدعوه بنفسه ويتضرع إليه ويطلب منه المغفرة والشفاء
ومن فضل الله سبحانه وتعالى أنه لم يجعل بين العبد وربه وسيطًا ولا حاجزًا أو وكيلاً
بل هو القريب السميع مجيب الدعوات، وهو الرحمن الرحيم الذي يرحم عباده ويغفر لهم ذنوبهم مهما كثرت.
والكثير من الناس معرض لإبتلاء المرض، ولذلك عليه الصبر على هذه المحنة واحتساب الأجر والثواب عند الله
والاجتهاد في الدعاء والتضرّع إلى الله.
فـ الله تعالى يحب أن يدعوه الناس وخاصة المرضى الذين يتوسلون إلىه وحده ليفك كربهم ويشفيهم
وقد جعل الله للدعاء فضلاً عظيمًا وخاصة دعاء المريض، وجعل أيضًا للصبر على الابتلاء جزاءً وثوابًا كبيرًا
لابد أن يسعى كل مريض إلى نيله.
ومع الإلحاح على طلب الشفاء من الله تعالى والدعاء المستمر يستجيب الله تعالى لعباده المرضى
ويشفيهم في القريب العاجل ويمنحهم صحتهم وعافيتهم المفقودة بالإضافة إلى ثواب الدعاء العظيم.
يقول الله عزّ وجل “أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ”
زيارة المريض
زيارة المريض وعيادته واحدة من الآداب الرفيعة التي حثّ عليها الإسلام لما لها من أثر كبير على المريض وأهله
فالمريض لا يكون في أحسن حالاته النفسية ويحتاج إلى من يخفّف عنه ما يمر به من ضيق وحزن
ويشدُد من أزره.
وبلغ من عناية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالمريض أن جعل عيادته وزيارته حقاً من حقوقه
فعن أبي موسى – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم ـ قال:
( أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني) (الأسير)
رواه البخاري
و قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا بن آدم مرضت فلم تعدني
قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده
أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني
قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟
أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟
يا بن آدم استسقيتك فلم تسقني؟ قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟
قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما علمت أنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي )
وقال – صلى الله عليه وسلم –
( حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه
وإذا استنصحك فانصحه وإذا عطس فحمد الله فشمته
وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه )
رواه مسلم
فضل زيارة المريض
جعل الله لعيادة المريض ثوابًا عظيمًا، لما له من أثر كبير على المريض في التخفيف عنه
بل وجعله سببًا في زيادة الأجر والثواب واكتساب الحسنات
وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: ( إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع ).
(ويعني اجتناء ثمر الجنة)
رواه مسلم.
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( من عاد مريضًا أو زار أخًا في الله، ناداه منادٍ أن طِبت وطاب ممشاك
وتبوأتَ من الجنة منزلاً )
رواه الترمذي.
وعن علي – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول:
( ما من مسلم يعود مسلمًا غدوة إلا صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يُمْسِي
وإن عاده عشية صلّى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح
وكان له خريف (ثمر) في الجنة )
رواه الترمذي.
وأما عن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ: قال:
“إنا والله قد صحبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في السفر والحضر
وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير ” .
آداب زيارة المريض
من آداب زيارة المريض اختيار الوقت المناسب للزيارة
وتجنب الذهاب في أوقات النوم والراحة.
تهوين المرض على المريض ورفع معنوياته ومحاولة تحسين حالته النفسية قدر المستطاع
تذكير المريض بأجره وثوابه الكبير عند الله، واحتساب الأجر
وذلك لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين دخل على أعرابي يزوره لمرضه:
( لا بأس عليك، طهور إن شاء الله ). رواه البخاري.
من هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند زيارة المريض أن يرقيه ويدعو له بالشفاء
فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
( كان إذا أتى مريضًا أو أُتي به إليه قال: أذْهِب الباس، رب الناس، اشفِ وأنتَ الشافي
لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادر سقمًا )
رواه البخاري.
تجنب إكثار الأسئلة على المريض وإزعاجه بها، خاصةً فيما يتعلق بمرضه.
ومن هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إدخال السرور على المريض وطمأنته
والتحدث إليه بما ينفعه، والدعاء له بالشفاء، وتبشيره بالشفاء من المرض