توظيف ركن القراءة (المطالعة في المكتبة)
من المعلوم أن منهاج القراءة و الكتب المدرسية الخاصة بها تهدف أساسا إلى تنظيم و هيكلة عملية القراءة. فمن خلال هذه المواد الممدرسة, يكتشف الطفل قدرته على القراءة و يتدرب عليها و يزاول عدة أنماط منها.
و من المعروف أيضا أن القراءة لا تتم بالاقتصار فقط على القراءة حسب المناهج و توظيف الاستراتيجيات المكتسبة عن طريق الكتب المدرسية و ايضا ركن القراءة في المدرسة فإن هذه المناهج و الكتب المدرسية ليست إلا مفتاحا لولوج باب القراءة.
ذلك أن القراءة الحقيقية باعتبارها ممارسة اجتماعية و ثقافية و كفاءة ضرورية للعمل الفكري لدى التلاميذ و لبنة أساسية في جودة التربية, لا تعتبر كذلك إلا بعد تخطي عتبة ذلك الباب.
فالقراءة الحقيقية هي قراءة الأشياء المخصصة فعلا للقراءة و الكتابات الملموسة التي تقع عليها أيدينا في الحياة اليومية في شتى الظروف: الكتب (القصص القصيرة و الروايات و الدراسات....) و وسائل التعلم المختلفة ( كتب الرياضيات و العلوم الطبيعية و العلوم الاجتماعية و الوصفات..) و الوظيفية ( الموسوعات و المعاجم و القواميس و دليل الهاتف...) و وسائل الإعلام (الصحف و المجلات و الدوريات...) و القصص المصورة والكتابات الموجهة للمهنيين ( المذكرات و الإشعارات و التقارير و الإعلانات و البيانات التقنية...)
و بمعنى آخر,فإن أفضل السبل البيداغوجية للقراءة هي تلك التي تجعل الطفل القارئ بسرعة في وضعيات قراءة حقيقية و تحوله إلى قارئ لنصوص حقيقية. فمن هذا المنطلق تم تجهيز بعض المدارس بركن للقراءة . و هذا الركن ليس فقط عبارة عن خزانة للكتب من حيث أنه مكان منظم لتصفيف الكتب كالمكتبة أو عبارة عن مركز لجمع المعلومات ( من أجل الإعارة و الإطلاع عليها بعين المكان), بل هو أيضا ركن بيداغوجي في خمة عملية تعليم و تعلم استراتيجيات القراءة و وسيلة لتقويم القراءة لدى الأطفال الذين لم يعتادوا بعد على القراءة.