[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;border:9px inset black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] [ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;border:9px inset black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
القرآن الكريم دستورنا هذا الكتاب الذي ينطق بالحق. وهو اعتزازنا وعزتنا وشفيعنا وأنيسنا الذي يمتلئ بالإعجاز والمعجزات في كل آياته فيها العبر والاعتبار والقدرة والاقتدار. في مقالي هذا سأتطرق إلى ما يحمله هذا الإعجاز النفسي.. فالنفس هي أساس السلوك ومنبع التصرف ومكمن القيم والميول والاتجاهات وقال عز وجل {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}، دعوة إلهية عظيمة للتدبر في النفس.. وفي هذه النفس تجري مكونات الحياة وتنمو في وسطها مقومات العيش ومكملات السعادة..
وما زلت أتأسف على عدم وجود ربط حقيقي للقرآن الكريم بالمناهج في المدارس أو في حلقات التحفيظ فما لدينا هو تلاوة وحفظ وتفسير وتجويد.. ولكن لماذا لا يكون التفسير معدا بشكل أقوم وأمثل من حيث توضيح الآيات بالمنهجية الحياتية حتى تتشرب الأجيال الإعجاز.
الدورات التدريبية لدينا متعددة ولا يكاد يمر يوم واحد إلا ونجد عشرات الدورات عن التنمية البشرية وعن إدارة الذات وعن مواجهة المشكلات وتغيير أنماط الشخصية ولكني أستغرب من عدم وجود دورة واحدة تربط المتدربين والمتدربات بالقرآن الكريم وإعجازه العجيب المنفرد في بث الطاقة الإيجابية والقدرة الحقيقية على تعديل نمط السلوك ومواجهة المشكلات بكل أشكالها وأصنافها.
تظل آيات القرآن الكريم تلك الموجهات الإلهية والتوجيهات القدرية المرتبطة بالتكوين الإنساني وكينونة القضاء والقدر ولكننا نحتاج إلى الوقوف أمام كل آية وتشرب ما فيها والوصول إلى إعجازها من خلال التبصر والتدبر بما فيها..
هذا الكتاب المقدس نقرأه وهو شفيع لنا في قبورنا وشاهد يوم الحساب وفيه كل الإعجاز والإيجاز وفي سوره القصص والعبر والدلائل والبراهين التي تضع الإجابات الكاملة المختصرة أمام أي سؤال من الروح وأي استفسار من النفس وهو مرتبط بالحياة والمعيشة وتفاصيل الحياة من تميز وفرح وحزن وتقدم وتأخر ومرض وشفاء وصفاء ووفاء وبداخله الدرر المشعة بالحلول والمزايا المقترنة بالنجاح.
في داخل القرآن الكريم إعجاز نفسي عميق فلو تدبرنا آياته لوجدنا الترتيبات الإلهية العظيمة وجمال الحكمة وكمال السعادة وامتثال القيم.. ولرأينا كيف تدار الذات في مواجهة الصعاب وكيف تسمو الشخصية في المجتمع ولوجدنا مآثر الصحة النفسية بكل تفاصيلها في إراحة البال وإزاحة الهم ومجابهة الغم وطرد التشاؤم وهزيمة المصيبة والاعتزاز بالنفس والعيش في منظومة عجيبة من التكامل ما بين الحاجات والأمنيات وارتباط بين المطالب والحقوق.
جدير بكل المدربين والمدربات المتخصصين والمؤهلين أن يضعوا القرآن أول الموضوعات التي تربط الإنسان بالشخصية وأن يقرأوا قصص الواقع التي أثبتت أن جهابذة كفر وعتاولة إلحاد دخلوا الإسلام عبر آية واحدة أو شرح مبسط لهذا الكتاب العظيم وأتمنى أن تضع وزارة التعليم مناهج أو فصول ضمن العلوم الدينية وأن تعلم الطلاب معاني القرآن وربطها بالحياة وكذلك على دور تحفيظ القرآن التركيز على تفسير المعاني وأن يتخرج لدينا طلاب حافظون للقرآن وأيضًا مبدعون في تفسير آياته وسائرون قدمًا على التعلم المستمر والتدبر المتواصل في عبارات هذا الكتاب وأن تقوم وزارة الشؤون الإسلامية بتوجيه خطباء الجوامع أن يركزوا على شرح السور القرآنية والآيات وربطها بحياة الناس بواقعهم بآليات عيشهم عليهم أن يضعوا من الآيات الكريمة مناهج حقيقية في علم النفس الديني والسلوكي والاجتماعي وتوجيهها عبر الخطب والدروس إلى عقول وأفئدة الناس حتى يربطوا القرآن بالحياة ففيه كل السبل وشتى الصور وجميع الطرق التي تكفل للإنسان نيل أعلى درجات الصحة النفسية والعقلية.
-------------------------
ألإربعـــــــ1439/4/2هــــ،ــــأأأأء"""
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]