العيون والإدماع والشعور بعدم الراحة قد يكون مضنياً للغاية، وقد يؤدي إلى تكدير حياة من يعاني هذه الحالة . وأحد الأسباب الشائعة لحدوث هذه الحالة هو ما يعرف ب "متلازمة جفاف العين" . وهي متلازمة رغم أن اسمها قد يوحي بعكس ما تؤدي إليه، فإنها تسبب في الحقيقة مزيداً من الإدماع .
ويقول الأطباء إن هذه المتلازمة تتسبب بها أشياء كثيرة تتراوح من الطقس وحتى التغيرات الهرمونية، كما أنها قد تكون عرضاً من أعراض مشكلة صحية كامنة .
فما هي الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى إحداث هذه المتلازمة؟ وما هي الوسائل الكفيلة بالتغلب عليها؟ وما تأثير العوامل الأخرى فيها؟
أهمية الدموع
حين لا تفرز أعيننا ما يكفي، أو كما ينبغي، من الدموع، أو إذا كانت هذه الدموع تتبخر بسرعة شديدة، ففي هذه الحالة يصح القول إننا نعاني متلازمة العين الجافة .
ويقول الأطباء إن أعراض هذه الحالة تشمل الإحساس بألم، حساسية وتهيج أو أكلان في العيون، ضبابية في الرؤية، الإحساس بوجود شيء في العين، إدماع غزير وقد تصبح العيون محمرة ولكن ليس دائماً .
ووفقاً لاختصاصية البصريات ومديرة مؤسسة رعاية العيون البريطانية روزي غافزي، فإن هذه الحالة تزداد شيوعاً وسط من تخطوا سن 65 .
وتوضح روزي قائلة: "مع تقدمنا في العمر، لا تعود بنية العيون قوية كما كانت في السابق، ولذا تصبح العيون جافة" .
كما أن التغيرات الهرمونية المترافقة مع التقدم في السن يمكنها أن تضع عبئاً على نوعية أو جودة صحة دموعنا .
وتضيف روزي قائلة: "بعض النساء يكتشفن أنهن حينما يصلن إلى سن اليأس لا يعدن قادرات على تحمل العدسات اللاصقة . والأمر نفسه يمكن أن يحدث حينما يحملن أو يأخذن كبسولة منع الحمل" .
وللمفارقة، فإن من يعانون متلازمة العين الجافة، يكتشفون أن أعينهم تبدو دامعة .
وتقول خبيرة البصريات البريطانية فرانسيسكا ماركيتي: "العين جافة ولذلك تفرط في إفراز الدموع، بيد أن هذا الإفراط لا يكون مجدياً نتيجة لعدم احتواء هذه الدموع على مواد التزليق "أو الزيوت" الصحيحة" .
ويرى الخبراء أن قطرات العيون قد تسهم في التغلب على هذه المشكلة، وفي حالة النساء اللائي بلغن سن اليأس، قد تكون بدائل مثل زيت نبات زهرة الربيع الذي يسمى أحياناً "صابون الراعي" مفيدة أيضاً .
هل ترمش بطريقة خاطئة؟
تقول الخبيرة غافزي إن وميض العيون "أو الرمش" المنتظم مهم جداً لسلامة صحة العيون، وتضيف قائلة: "في كل مرة ترمش فيها، تحافظ على نشاط ونظافة القرنية، والقرنية هي الجزء الأمامي الشفاف من العين" .
والمشكلة هي أننا حينما نركز على شيء، مثل شاشة كمبيوتر أو هاتف بشكل خاص، فإننا ننزع نحو نسيان الرمش وهذا يؤدي إلى جفاف العيون .
وقد أظهرت دراسات أننا نرمش كمعدل وسطي نحو 22 مرة في الدقيقة، لكننا حينما نركز على شاشة كمبيوتر أو هاتف، أو حتى حينما نقود سيارة، فإن المعدل يقل ليبلغ ما يتراوح بين 5 و7 رمشات في الدقيقة .
وتقول غافزي أن كثيراً من الناس يكتسبون عادات رمش سيئة . وتوضح قائلة: "إنها حركة انعكاسية، بيد أن الطريقة الجيدة للتأكد من سلامة تزليق عينيك هي تعمد الرمش ببطء بين الفينة والأخرى" .
وللتأكد من ممارستك لهذه العادة المجدية ضع مقدمة سبابتيك في الزوايا أو الحواف الخارجية لحاجبيك وستلاحظ أنك حينما ترمش بطريقة طبيعية ستجد أن أصابعك ستسحب أو ستشد نحو الداخل . وإذا فعلت هذه الحركة ببطء وبحرص "كما لو كنت ستخلد للنوم" فإن أصابعك لن تتحرك كثيراً . وقد تبدو هذه الحركة غير طبيعية بالمرة في البداية" .
وقد وجدت دراسة نشرت في مجلة "أوبتيمتري آند فيغن ساينس" المعنية بأبحاث العيون أن القراءة من هاتف ذكي يمكن أن تجهد العين، لأن العيون سيتوجب عليها أن تشير إلى لاتجاه الصحيح وفي ذات الوقت تركز على نص صغير، وهذا يعني أنها ستعمل كثيراً .
وعندما تستخدم جهاز كمبيوتر، أو هاتفاً ذكياً أو كمبيوتر لوحياً "تابلت" لفترات طويلة، تذكر قاعدة 20- 20 -20: فكل 20 دقيقة، أنظر لمدة 20 ثانية في شيء يبعد نحو 20 قدماً على الأقل . أو قم بالتمرين التالي:
حينما تستخدم الكمبيوتر أو الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي، تخيل مفتاح الإدخال "Enter" باعتباره مفتاح رمش . أحرص على إتيان حركة رمش في كل مرة تنقر فيها على هذا المفتاح .
الشتاء أسوأ موسم لجفاف العيون
الطقس البارد لن يزيد جفاف العيون سوءاً، فبحسب الخبيرة ماركيتي، يمكن للتدفئة المركزية أن تجعل المناخ جافاً جداً وقد يجعل حالة عينيك أسوأ . وإذا تعجبت يوماً من السبب الذي يجعل عينيك تدمع أثناء مشيك على قدميك في الشتاء، فأعلم أن السبب في ذلك هو تجفيف الريح لها .
وتوضح ماركيتي قائلة: "إنها حركة الانعكاس مرة أخرى . فالعيون تفرط في إفراز الدموع لأنها جافة للغاية" .
الكحول تلهب الجفون
إلى جانب سلبياته وموبقاته الكثيرة، يقول الخبراء إن تناول الكحول يمكن أن يؤدي إلى إحداث ألم في العيون أيضاً بسبب تأثير الجفاف الذي تخلفه في الجسم . وبالنسبة إلى النساء، يرى الخبراء أن تناول الكحول يسهم في الإصابة بمرض التهاب الجفون، خاصة مع وضع مساحيق التجميل على الوجه فترة طويلة . والتهاب الجفون هو مرض شائع يؤدي لاحمرار وانتفاخ وتهيج الجفن ويؤدي لتقشر أهداب الجفن أيضاً . وهو يحدث بسبب التهاب بكتيري، أو من مضاعفات ناتجة من مرض جلدي . وإذا استمرت الأعراض، ينبغي مقابلة اختصاصي عيون .
لا تضع وقتك على قطرات تلميع العيون
توجد قطرات كثيرة لمعالجة جفاف العيون، بيد أن الخبراء ينصحون بانتقاء منتج خال من المواد الحافظة .
وتقول ماركيتي: إن المواد الحافظة يمكنها أن تصيبك بمرور الوقت بحساسية وأن تجعل متلازمة العين الجافة أسوأ . وينبغي التأكد من خلو المنتج من المواد الحافظة بمعاينة ديباجة العبوة .
وهناك بعض الناس الذين يجدون صعوبة في وضع قطرات العيون، بيد أن هناك قطرات يمكن استعمالها كبخاخات على العيون المغلقة، ما يسمح بامتصاص القطرات من خلال حافة العين . وينقسم الخبراء حول فعالية هذا النوع من القطرات، إذ يرى بعضهم أنها لا تفيد مثل القطرات المباشرة، لكن الخبيرة ماركيتي تقول إن العديد من مرضاها، خاصة الذين تهتز أيديهم أثناء وضع القطرة العادية، وجدوا أن القطرات البخاخة أفضل من لا شي .
وتضيف: إذا كنت تستخدم قطرة عيون فتأكد من أن تظل تستخدمها 4-6 مرات في اليوم على الأقل، لأن قطرات العيون عادة ما تحدث راحة فورية، ولكن يجب عدم استخدامها بإفراط أكثر من ذلك حتى لا ينقلب مفعولها العلاجي على المدى الطويل .
وتنصح الخبيرة ماركيتي بالتحدث مع الصيدلي أولاً في حالة الشعور بألم أو حرقة في العين، ولكن إذا استمرت مشكلة العين أكثر من أسبوعين فإنه يتوجب مراجعة الطبيب . وتضيف: لا تشغل نفسك بالقطرات التي تروج لتبييض وتلميع العيون، فهذا النوع من القطرات يحتوي على مواد تعمل على تقلص الأوعية الدموية لتجعل العيون أقل احمراراً، لكنها لا تقدم أية فائدة من ناحية تخفيف الألم والراحة ضد جفاف العين .
ارتفاع نسبة الرطوبة يقلل جفاف
العين وحساسية أغشيتها الخارجية
قال استشاري أمراض عيون كويتي ان ارتفاع نسبة الرطوبة في الهواء ليس له اثر سيىء على العين بل له اثر ايجابي عليها من ناحية تقليله من شدة الجفاف والحساسية على أغشية العين الخارجية .
اضاف الدكتور جمال بهبهاني الاستشاري في مستشفى العدان في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) أن الفترة الحالية تشهد انتشار أمراض حساسية العيون التي قد تظهر نتيجة تأثر غشائي ملتحمة العين المخاطي والقرنية للمهيجات العضوية النباتية المختلفة كحبوب اللقاح وبقايا النباتات والأشجار والحشائش وما ينتج عن موتها وتحللها ونمو نباتات جديدة مع بداية فصل الخريف .
واوضح أن تلك الحساسية تختلف عن الحساسية الناتجة عن التأثر بغبار المنزل والسجاد والأغطية والحيوانات المنزلية والمواد الطيارة كالعطور والتلوث الجوي بالغبار وملوثات المصانع كونها مزمنة ومستمرة بوجود تلك المهيجات .
ونصح المصابين بحساسية العين بالابتعاد والوقاية من مسبباتها وهذا افضل وامثل علاج لها وقد يكون ممكناً لدى البعض فيما يصعب تجنب الكثير من مهيجاتها والمواد المثيرة لها لدى الغالبية من الناس مبيناً أن التقليل من التعرض لتلك المثيرات يساعد على تخفيف الاعراض والحد من تطور المرض . أما بالنسبة للعلاج فينصح بهبهاني باستخدام الكمادات الباردة والقطرات المرطبة للعين للحالات البسيطة أما الحالات المتوسطة فقد تحتاج ايضاً إلى قطرات مضادات الحساسية التي لا تحتوي على مركبات الستيرويد في حين بعض الحالات الشديدة يستخدم فيها قطرات مضادات الحساسية تحتوي على مركبات الستيرويد والتي عادة تعطى لفترة قصيرة لا تتعدى بضعة أسابيع .
واضاف أن الاشخاص الأكثر تأثراً بالحساسية الموسمية هم الذين لديهم استعداد وراثي متمثل في خلل بالجينات الوراثية إذ انهم أكثر عرضة من غيرهم بإصابتهم بأمراض الحساسية الموسمية إذا ما تعرضوا لمؤثراتها . وبين أن اعراض المصابين بالحساسية قد يتطور مع تكرار التعرض للمواد المهيجة وعادة ما يعاني هؤلاء أو أقرباؤهم ايضاً أمراض الربو أو التهاب الجيوب الأنفية الموسمية أو الاكزيما المصحوبة بالحكة الشديدة .
وذكر أن الكثير من الناس "وللأسف الشديد يعتقد أن الحساسية وما تسببه من حكة شديدة بالعين وما يستدعيه ذلك من فرك شديد ومتكرر للعين هو أمر عادي وبسيط ولا يستدعي منا القلق فيما الحقيقة بعكس ذلك تماما" .
ودعا إلى تجنب فرك العين بشكل مستمر وخاصة فئة الأطفال لما قد يتسبب ذلك في ضعف قوة الابصار الانكساري نتيجة الزيادة والافراط في تحدب القرنية وترققها والذي قد يؤدي إلى ما يعرف بمرض (القرنية المخروطية)