السلام عليكم ورحمة الله
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما.فقال:”ما هذان اليومان؟ قالوا:كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر”[ وإسناده على شرط مسلم].
وجه الدلالة: إنهم كانوا يحتفلون بيومين جاهليين فلم يقرهما النبي صلى الله عليه وسلم بل قال:”إن الله قدأبدلكم”. والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه ، إذ لا يُجمع بين البدل والمبدل منه . قال تعالى :{ فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم } [ البقرة : 59] ولم يجمعوا بين القولين فقوله صلى الله عليه وسلم”إن الله قد أبدلكم” يقتضي ترك الجمع بين أعيادنا وأعيادهم، وقوله”خيراً منهما”يقتضي الاعتياض بعيدينا عن أعياد النصارى .
عن ثابت بن الضحاك قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله،إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة – موضع قرب مكة – فقال النبي صلى الله عليه وسلم:” هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟قالوا: لا. قال : هل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا. قال: فأوف بنذرك؛ فإنه لاوفاء بنذر في معصية الله ولافيما لايملك ابن آدم )) [أخرجه أبو داود وأصله في الصحيحين ].
وجه الدلالة من الحديث :دل هذا الحديث على أن الذبح في مكان عيد المشركين معصية لله ؛لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”لاوفاء لنذر في معصية الله”.ل ولا اندراج الصورة المسؤول عنها في هذا العموم لما كان في الكلام ارتباط،وكلام النبي صلى الله عليه وسلم منزه عن مثل ذلك. وإنما كان معصية حتى لا تُحيا أمثال هذه الأعياد.
فإذا كان مجرد الذبح في مكان كان فيه عيد لهم معصية فكيف بمن احتفل معهم أوهنّأهم؟؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم:“إن لكل قوم عيداً وإن عيدنا هذا- ليوم الأضحى”[ أخرجاه في الصحيحين ] .
ووجه الدلالة:هذا الحديث يفيد اختصاص كل قوم بعيدهم،
كما أن قول الله تعالى:[ المائدة : 48] “لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا”
يفيداختصاص كل قوم بشرعتهم ومنهاجهم.
..قوله صلى الله عليه وسلم (( وإن عيدنا هذا اليوم )) يعني :لاعيد لنا إلا هذا اليوم، فالتعريف باللام والإضافة يقتضي الاستغراق ، وهذه إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى جنس المشروع – العيدين –
يقول ابن القيم – يرحمه الله – في كتاب”أحكام أهل الذمة” ”وأما الـتهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك،ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه .” انتهى كلامه.
”وهذا نهي شديد عن أن يُفعل شيء من أعياد الجاهلية على أي وجه كان”
:{ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } .