لم يكن فوز الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال على مضيفه الاتحاد أمس الأول في الدور الـ16 لكأس ولي العهد غريبا على الرغم من الأصوات التي كانت تقلل من قيمة الهلال الفنية كفريق وتعتقد أنه وصل لمرحلة متدنية من المستوى لا تؤهله للفوز على الفرق الكبيرة .. وهي أصوات ظهرت مقترنة بتراجع النتائج بعد التعادل مع الاتحاد وهجر والخسارة من النصر وهي تجاهلت أن الهلال كان الأفضل فنيا في تلك المباريات والأقرب للفوز وأجبر خصومه الثلاثة على اللعب مدافعين أغلب الوقت.. فأمام الاتحاد في جدة في الدوري سيطر الهلال على معظم فترات المباراة بنسبة تصل لـ59% من الأوقات وأمام النصر سيطر على 55% من الأوقات ولعبوا 48% من الوقت في ملعب النصر.. أما أمام هجر فكانت السيطرة الهلالية تتجاوز الـ71%.
كل هذه الأرقام لم تشفع للهلالين لأن الحصيلة كانت نقطتين من أصل تسع متاحة.
وفي تلك المباريات لم يلعب الفريق بكامل طاقمه الأساسي فأمام الاتحاد غاب تياغو نيفز وسلمان الفرج وأمام النصر غاب ياسر القحطاني وسلمان الفرج ولم يكن تياغو نيفز جاهزا بالكامل ولم يشارك إلا في 20 دقيقة فقط.. وأمام هجر لعب الهلال بلا مهاجم حقيقي لغياب ناصر الشمراني وياسر القحطاني.
وعندما لعب الهلال بكامل عناصرة أمام الاتحاد وفي جدة سيطر على الكرة في 62% من الوقت وأهدر فرص كانت ستحول المباراة لمهرجان أهداف.. والأهم هو أنه وعلى عكس المباريات الماضية أظهر مدرب الهلال الروماني لويس ريجي لمحات ذكية لم تكن تحضر في السابق أهمها التغيير السريع بالزج بسالم الدوسري بدلا من عبدالله الزوري والذي حول فيها سلمان الفرج من الوسط للظهير الأيسر.. ثم عاد وأجرى تغييرا ذكيا بالزج بسلطان الدعيع بعد أن تقدم بالهدف الثالث وهو أكثر من تغيير في تغيير واحد فزج بالدعيع كظهير أيمن وحول ياسر الشهراني للظهير الأيسر وحول الفرج كلاعب محور ثالث وهو أمر عطل منافذ اللعب الاتحادية في الأوقات المهمة من المباراة.
الشيء الأكثر أهمية أن المدرب تحرك سريعا في التغييرات.. لم ينتظر كعادته لدخول الدقيقة 80 ليتحرك وهو أمر كان يؤخذ عليه في السابق.. أشرك سالم الدوسري مطلع الشوط الثاني وتحرك سريعا بإشرك سلطان الدعيع بعد أن سجل هدف الفوز مباشرة.. أما دخول يوسف السالم فكان مضطر لإصابة ناصر.
الأهم من هذا كله هو تواجد رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد مع اللاعبين لوقت طويل وتواجده معهم في جدة وهو أمر أعاد لهم التوزان النفسي الذي كانوا يحتاجون له.
تواجد أكثر من 18 ألف هلالي في جدة أعطى لاعبي الهلال دافع معنوي كبير للتألق والفوز.
نقطة أخرى تضاف لأسباب عودة توهج الهلال.. الاتحاد لعب عكس مبارياته السابقة مهاجما وفتح اللعب وهو أمر أعطى لاعبي الهلال فرصة للتحرك.. أمام الاتحاد في الدوري وأمام النصر وأمام هجر كان الهلال يلعب أمام فرق تتكتل في الدفاع.. الاتحاديون في المباراة الأولى لعبوا بثمان لاعبين في الخلف حتى أن مختار فلاته المهاجم كان مكلفا بمراقبة ميهاي بنتلي في الوسط.. وحدث ذلك أمام النصر الذي لعب مدربه الأوروجاواني ديسلفا بثلاث محاور وزرع ثمان لاعبين في ملعبه.. ولم يفز النصر إلا بركلة جزاء وتأثر الهلال بطرد الظهير الأيسر عبدالله الزوري.. وحرم الحكم التشيكي الهلال من الحصول على واحدة مستحقه في الربع الأول من الشوط الأول. وكان يجب فيها طرد مدافع النصر عمر هوساوي
والحال نفسه مع هجر في الأحساء.. تحصل الهجراويين على لكرة جزاء مثيرة للشك ورفض الحكم أحتساب واحدة صريحة للهلال وألغى هدفا صحيحا للهلال.. وهي أمور كانت ستمنح الهلال الفوز بلا شك.
القروني: عاد للتوهج
يؤكد المدرب الوطني خالد القروني على أن تجاوز لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال لصدمة خسارة البطولة الآسيوية أحتاج لبعض الوقت وهو عندما تحقق استعاد الفريق توهجه وحضوره القوي وتجاوز الاتحاد في الدور الـ16 لكأس ولي العهد.. مشدداً على أن الهلال يملك الإمكانيات التي تؤهله للعودة السريعة وهذا ماحدث.. ويقول :"عانى الهلال من عدم الاستقرار على تشكيلة واحدة لكثرة الإصابات كما أنه مازالت ردة الفعل بعد خسارة كأس دوري أبطال آسيا مستمرة وهذا أمر طبيعي فإن تصل للخطوة الأخيرة ولا تحقق الكأس التي كنت تحلم به وتتأمل الفوز به ليس أمرا هينا خاصة وأن الفوز بكأس آسيا حلم لكل اللاعبين وليس لنادي الهلال فقط".
ويضيف :"كان لدى لاعبي الهلال صدمة كبيرة بعد الخسارة الآسيوية وفقدان فرصة اللعب في كأس العالم للأندية ولهذا كانت ردة الفعل طبيعية ولكن بعد إكتمال عودة اللاعبين رجع الهلال وأسترجع مستواه وحقق فوز مهم".
ويشدد القروني الذي قاد الاتحاد أواخر الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي على أن ما يحدث للهلال أمر طبيعي بعيدا عن حالة الإرهاق التي يعاني منها اللاعبون.. ويضيف ::"كان من الطبيعي أن يعاني الهلال من بعض الهبوط نتيجة ضياع الحلم الذي كان قريبا منه وأحتاج لبعض الوقت لكي يتقبل اللاعبون الخسارة كي لا يعودوا لمرحلة الصفر من جديد وكان الفريق بحاجة للخبرة لتجاوز الصدمة".. ويرى القروني أن فوز الفريق على الاتحاد سيعيده لوضعه الطبيعي سريعا.. ويقول :"الفوز على الاتحاد سيعطيهم الدافع للعودة للمسار الصحيح خاصة مع توقف الدوري بسبب بطولة أمم آسيا وهي فرصة للاعبين لألتقاط أنفاسهم والعودة لحالتهم الطبيعية".. ويتابع :"صحيح أن 8 من لاعبي الهلال سيستمرون في اللعب ولكن اللعب مع المنتخب غير اللعب في النادي.. في النادي سيكون كل الحمل على لاعبي النادي ولكن في المنتخب هم ضمن مجموعة كبيرة من اللاعبين وتختلف الأمور النفسية عن الأمور البدنية فيه وبالتالي سيكون لاعبي الهلال في وضع أفضل".
ويعتقد المدرب الوطني أن مشكلة الهلال كانت نفسية أكثر منها بدنية على الرغم من الإرهاق الشديد الذي عانى منه اللاعبون.. ويقول :"الخلل كان نفسيا أكثر.. فمثلا لاعب مثل نيفز لم يشارك مع المنتخب السعودي ومع ذلك هبط مستواه كثيرا لأنه كان لديه آمال كبيرة في اللعب في كأس العالم للأندية وهي تظاهره مهمة يشاهدها الجميع حول العالم وأحبط لأنه فشل في ذلك".. ويتابع :"علاج حالة لاعبي الهلال تحتاج للخبرة لتقبل الخسارة وأن هناك بطولات آسيوية كثيرة يمكنهم الفوز بها".
القاسم: شعروا بالمسؤولية
يشدد مدرب الحرارس السابق بنادي الهلال منصور القاسم على أن شعور لاعبي الهلال بأهمية المباراة وأنهم أمام نقطة تحول كانت وراء عودة روح الهلال المعتادة وبالتالي الفوز على فريق قوي مثل الاتحاد على أرضه وبين جمهوره.. ويقول :"كانت مباراة الاتحاد مصيرية.. فلو خسر الهلال فسيدخل في دوامة خطره وأستوعب اللاعبون الوضع الحالي وهذا أعطاهم دفعة قوية للفوز على الاتحاد في جدة".. ويصيف :"لم تتغير أمور كثيرة في داخل نادي الهلال.. فأسلوب اللعب ظل كما هو ولكن الرغبة والروح كانت مختلفة أمام الاتحاد".
ويشدد المدرب الذي سبق وأن عمل عدة سنوات في نادي الهلال على أن ماحدث للهلال مؤخراً يعتبر أمر طبيعي بعد خسارة البطولة الآسيوية.. ويضيف :"خسارة بطولة مهمة مثل آسيا يمكن أن يهبط معنويات الفريق وهذا أمر طبيعي".
ويتابع :"مدرب الهلال وُفق أمام الاتحاد في قراراته.. المدرب مثل اللاعب قد يتخذ قرارات يراها جيدة ولكن لا تكون كذلك وينعكس الوضع النفسي للمدرب على تلك القرارات التي قد لا تكون مناسبة للمباراة.. ولكن أمام الاتحاد شاهدنا المدرب يتحرك مبكرا ويجري تغييراته في وقت سريع وهذا أفاد الفريق كثيراً بدلاً من التأخر في التغيير وهو أتخذ قرارات جيدة وغيرت مسار اللعب بشكل جيد".
ويشدد القاسم على أن الهلال مضطر للتغيير في فترة الانتقالات الشتوية لحاجته لمهاجم أجنبي خاصة بعد إيقاف ناصر الشمراني آسيويا.. ويضييف :"الهلال بحاجة لمهاجم وهو في وضع صعب فهو بحاجة لصانع لعب ومحور وبالتالي سيكون تغيير أحد قلبي الدفاع مناسب ولكن لأن كواك لاعب آسيوي فهذا يعني أنه لن يستطيع التعاقد إلا مع لاعب آسيوي أخر وبالتالي قد يضحي بديغاو أو بنتيلي على الرغم من أن نيفز لم يكن مؤثرا كالسباق ولكن أمام الاتحاد قدم مستوى جيد وساعد على تحقيق الفوز.. إجمالا لم يعد نيفز اللاعب المهم الذي كان الموسم الماضي".