الأزرق الكويتي الفارس الأول للبطولات الخليجية
يُعد المنتخب الكويتي لكرة القدم الفارس الأول لبطولات الخليج على مر العصور بلا منازع، إذ توج الفريق بعشرة ألقاب في بطولات 70 و72 و74 و76 و82 و86 و90 و96 و98 و2010، بجانب حصوله على مركز الوصافة مرة وحيدة عام 79، والمركز الثالث مرتين عامي 2009 و2013، في حين فأن منتخبي العراق والسعودية هما الأكثر فوزاً بالالقاب بعده، إذ فاز كل منهما بثلاثة ألقاب فقط.
والبطولة الخليجية هي معشوقة الجماهير الكويتية بمختلف ميولها، ويصل الأمر عند البعض إلى تفضيلها على البطولات القارية والإقليمية، لا سيما أن هذه البطولات أفرزت للكرة الكويتية العديد من النجوم التي صالت وجالت وكتبت اسمائها بأحرف من نور في سجلات البطولات المختلفة، لذلك فالحديث عن البطولات القارية القاسم المشترك بين الجماهير قبل وأثناء وبعد انتهاء البطولات.
Ads by LyricsArtAd Options
وفرض الأزرق الكويتي سيطرته على البطولة في نسخها الأربع الأولى، حيث حصد الفريق المركز الأول في البطولة الأولى استضافتها البحرين عام 1970 تحت قيادة المدرب المصري الشهير الدكتور طه الطوخي، بمشاركة أربعة منتخبات فقط، وحقق الفريق الفوز في مبارياته الثلاث على السعودية والبحرين بنتيجة واحدة هي 3-1، وقطر 4-2، وحقق نجم القادسية والمنتخب محمد المسعود لقب الهداف بثلاثة أهداف.
ونجح المنتخب الكويتي في الاحتفاظ بلقبه في البطولة الثانية التي أقيمت عام 1972 في السعودية، والتي وصل فيها عدد المنتخبات المشاركة إلى 5 منتخبات، وحسم الأزرق اللقب لمصلحته بفارق الأهداف بعد تساويه مع السعودية في النقاط ولكل منهما 5 نقاط، وتم تغير هذا النظام بعد البطولة مباشرة، حيث تقرر إقامة مباراة فاصلة في حال تساوي منتخب أو أكثر في عدد النقاط.
وشهدت هذه البطولة الإطلالة الأولى لنجم الكرة الكويتية على مر العصور جاسم يعقوب الملقب بالمرعب، والذي أعلن عن نفسه مبكراً بهدف في الشباك السعودية في المباراة الافتتاحية، ونجح زميله فاروق إبراهيم في الفوز بلقب أفضل لاعب.
وواصل المنتخب الكويتي سيطرته على البطولة في النسخة الثالثة التي أقيمت على أرضه ووسط جماهيره عام 1974 بلا هزيمة بلا من دون أن تهتز شباكه، ومن ثم احتفظ الفريق بكأس البطولة إلى الأبد، وأعلن "المرعب" جاسم يعقوب عن نجوميته حينما توج بلقب الهداف بستة أهداف.
ولم يتأثر المنتخب الكويتي بارتفاع عدد المشاركين إلى 7 منتخبات في البطولة الرابعة التي أقيمت عام 1976 في قطر، حيث حصد لقبه الرابع، بعد مباراة فاصلة مع المنتخب العراقي حسمها لمصلحته بأربعة أهداف لهدفين، حيث تساوى المنتخبان في عدد النقاط (10 نقاط)، وشهدت الدورة ولادة نجم كويتي جديد هو عبدالعزيز العنبري الذي سجل 3 أهداف في مرمى العراق، بينما واصل المرعب توهجه بحصد لقب الهداف بتسعة 9 أهداف.
وشهدت البطولة الخامسة التي استضافتها العراق عام 1979 خسارة الكويت للقب للمرة الأولى في تاريخه، وذلك بعد أن لعب اعتمد الفريق على اللاعبين الاحتياطيين، وبرز في البطولة اللاعبان يوسف سويد وعبدالله البلوشي.
وعاد اللقب مجددا للمنتخب الكويتي في البطولة السادسة التي أقيمت في الإمارات عام 1982، كما توج المنتخب بلقبه السادس في البطولة الثامنة التي احتضنتها البحرين عام 86، محققاً خمس انتصارات تحت قيادة المدرب الوطني صالح زكريا وهو أول مدرب خليجي يفوز باللقب، علماً بأن الفريق لم يكن ضمن المرشحين للفوز باللقب.
وبعد غياب 4 سنوات حققت الكويت لقبها السابع في البطولة التي استضافتها عام 1990 دون خسارة، ونجح مهاجم ومدرب القادسية السابق ومدرب الكويت الحالي محمد إبراهيم في الظفر بلقب الهداف بخمسة أهداف.
وفي البطولة الـ 13 بعمان كان منتخب الكويت خارج نطاق المرشحين أيضاً لكنه قلب الطاولة على الجميع وحقق لقبه الثامن تحت قيادة مدربه التشيكي ميلان ماتشالا، وحصل نجمه عبدالله وبران على لقب أفضل لاعب.
وفي البطولة الـ 14 التي استضافتها البحرين عام 1998، ظفر الأزرق باللقب التاسع تحت قيادة ماتشالا أيضاً وتوج مهاجمه جاسم الهويدي هدافاً بـ 9 أهداف وصانع ألعابه بدر حجي أفضل لاعب.
وكان أخر لقب حققه المنتخب الكويتي في البطولة الـ 20 التي استضافتها اليمن عام 2010، ولم يكن الفريق من بين المرشحين أيضاً، لكن المدرب الصربي جوران توفاريتش تفوق على نفسه ونجح في استعادة اللقب الغاب 12 عام عن خزائنه، ونال فهد العنزي لاعب الكويت الحالي لقب أفضل لاعب في البطولة، حيث ظهر اللاعب بمستوى ولا أروع جعله يحصل على اللقب عن جدارة واستحقاق شديدين.
Ads by LyricsArtAd Options
أما البطولة الـ 19 التي استضافها سلطنة عمان عام 2009، فكادت أن تشهد الغياب الأول للمنتخب الكويتي، الذي أوقفه الاتحاد الدولي لكرة القدم عن المشاركات الخارجية بحجة التدخل الحكومي في شؤون الاتحاد الكويتي لكرة القدم، بيد أن رسالة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التي أرسلها إلى رئيس "الفيفا" السويسري جوزيف بلاتر أعادت المنتخب للحظيرة الدولية، ومن ثم تأكدت مشاركته في البطولة قبل أيام قلائل من انطلاقتها.
وبنظرة سريعة إحصائيات المنتخب الكويتي فقد لعب في البطولة 104 مباراة، حقق الفوز في 55 منها، وتعادل في 21 وخسر في 28، وأحرز الفريق 190 هدف، ومنبت شباكه بـ 95 هدف.
ورغم أن كل التوقعات تشير إلى أن المنتخب الكويتي ليس من بين المرشحين للفوز بلقب البطولة الـ 22، بل يستبعد الكثيرون تأهله إلى الدور النصف النهائي، لكن جماهيره المتيمة بعشقه تعول كثيراً على الروح القتالية للاعبين، والتي تلعب دور البطولة في الأوقات الصعبة.
وأكثر ما يشغل تفكير الكويتيين هو عدم الاستعداد الجيد للبطولة، على غرار بقية المنتخبات الخليجية التي لعبت مباريات تجريبية على أعلى مستوى، بالإضافة إلى أن المدرب البرتغالي فييرا مازال في مرحلة التجارب على الرغم من توليه المسؤولية منذ أكثر من عام.