من هم ( الصديقون ) - الذين ورد ذكرهم في القرآن - ، وما هي صفاتهم ؟ .
أقوالٌ لبعض أهل العِلم في معنى "الصِّدِّيقية ، والصِّدِّيق" :
1 - قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - : ( الصِّدِّيقية : هي كمال الانقياد للرسول مع كمال الإخلاص للمُرسِل ) .
2 - وقال الإمام القرطبي - رحمه الله تعالى - : ( الصِّدِّيق هو الذي يحقق بفعله ما يقوله بلسانه ) .
3 - وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - : ( فالصِّدِّيق قد يراد به الكامل في الصدق، وقد يُراد به الكامل في التصديق ) .
4 - وقال ابن العربي : ( وأما الصِّدِّيق فهو من أسماء الكمال ، ومعناه الذي صدَّق علمه بعمله ) .
دعاءٌ قرآنيٌّ جليلٌ يُرجى أن يكون "صِدِّيقًا" ومن "الصِّدِّيقين" مَن يلهج به :
ويُرجى لمن التزم هذا الدعاء ولازمه ولهج به أن يجعله الله تعالى من "الصِّدِّيقين" - وهم الذين تلي درجتهم درجة الأنبياء ، وفوق الشهداء بنصِّ آية "69 ، من سورة النساء" - وهي مذكورة في أوائل هذا الموضوع - .
وهذا الدعاء القرآني العظيم هو قول : ( رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ) "سورة الإسراء ، من آية : 80".
قال الشيخ "عبد الرحمن السَّعدي" - رحمه الله تعالى - في تفسيره "تيسير الكريم الرحمن ، ص : 464" : ( أي : اجعل مداخلي ومخارجي كلها في طاعتك وعلى مرضاتك ؛ وذلك لتضمنها الإخلاص ، وموافقتها الأمر .
[ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ] أي : حُجةً ظاهرةً وبرهاناً قاطعاً على جميع ما آتيه وما أذَرُه .
وهذا أعلى حالةٍ يُنزلها اللهُ العبدَ أن تكون أحواله كلها خيرًا ومقربةً له إلى ربه ، وأن يكون له - على كل حالةٍ من أحواله - دليلٌ ظاهرٌ ، وذلك متضمنٌ للعِلْمِ النافعِ والعملِ الصالحِ ، للعِلمِ بالمسائلِ والدلائل ) انتهى .
وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ، ص : 101" : ( ومدخل الصِّدق ومَخرج الصدق هو المدخل والمخرج الذي يكون صاحبه فيه ضامنًا على الله ، وهو دخولٌ وخروجٌ بالله وللهِ ، وهذه الدعوةُ مِن أنفعِ الدعاء للعبد ، فإنه لا يزال داخلاً في أمرٍ وخارجًا من أمرٍ ، فمتى كان دخولُه لله وبالله ، وخروجه كذلك كان قد أُدخل مدخلَ صدقٍ واُخرج مَخرجَ صدقٍ ، والله المستعان )