لا تتباهي بطولك وتغويهم بجسدك..
سليمان بن ناصر العقيلي
في محاولة لاستنطاق القلم.. المكبوت في إحدى الليالي الساهية في دروب التسوق. ذلك اليوم الذي أسال دماء من الحبر الأزرق على الورق بحجم كارثة رصدتها عيناي هذه الكارثة تفتقت من طباع أنثى.. أدمت كبرياءها وحشمتها بتصرفات لا تعكس أنوثتها ومبادئها الإسلامية الجميلة التي أنشدها في كل أنثى تعتزّ بكيانها الأنثوي وبرواسخ حقوقها التي منحها الإسلام.. حقيقة جملة من المشاهدات التي يندى لها الجبين أقلقت ضمائرنا حول بعض النساء.. اللاتي فتحن المجال لاستقبال نفثات الغرب المسمومة ودعاويه العابثة بصفاء ونقاوة وصدق المرأة المسلمة وأخلاقها!! بعد أن وقعت عيناي مصادفة على تلك المرأة المسكينة المخدوعة.. يوم أن وضعت من مستحضرات التجميل ما الله به عليم.. حول عينيها علاوة على نقابها الفاضح.. ومشيتها المثيرة للاستهجان.. في الوقت الذي تناست فيه أن زينة الوجه ليست في مساحيق التجميل بل في شرف المرأة.. حين تنبذ التبرج.. والتبهرج بمثل هذه المساحيق أمام الملأ في الأسواق، أهذه ابنة الإسلام.. أهذه بنت حواء التي رضعت لبن العقيدة؟!!.. حقيقة فكرة الكتابة حول هذا الموضوع راودتني كثيراً وما هي إلا عرض لأفكار كثيراً ما تخالجني عبر دائر أنثوية يطول فيها الحديث.
فيا أخيّة والله إنك بحجابك شمعة تضيئين أرضنا ودروبنا.. ووردة تعطرنا نخشى أن تكوني الضحية فتشربي من كأس الأعداء المسموم، وتدرسي مكايدهم وتحفظيها.. حقيقة.. ونحن نصدم بمثل هذه الصور المخجلة من بعض الفتيات اللاتي نزع عنهن الحياء..
لا أعلم حقيقة ما الذي يدعوك إلى هذا السفور.. ألم تزجرك نداءات الحق جل وتبارك في كتابه؟ ألم تعلمي أن تجاوزك نصوص القرآن والسنة حول تحريم السفور خروج عن نصوص الشريعة وعصيان للمولى جلّ وتبارك؟؟ ليتك تفقهين وليت تلك التي فعلت ما فعلت أمام ناظري تقرأ كلماتي وتخبرني بحق. هل تمتلك من الثقة في نفسها ما يغنيها عن هذا الصنيع الممجوج والمرفوض؟؟!! ذلك أنه كلما ضعفت ثقة المرأة بنفسها زاد اهتمامها بمظهرها. إن كنت ترومين الجمال.. فاعلمي أن الجمال في نظرنا نحن الرجال والشباب يكون في جمال النفس، وهو ما نضني أنفسنا في الجد والبحث عنه حالما نفكر في شريكة الحياة، فالدين أولاً.. والجمال ثانياً!!.. ذلك أنه كلما ضعفت ثقة المرأة بنفسها زاد اهتمامها بنظهرها.
اقرئي قول الشاعر حيث يقول:
يا بنيتي إن أردت آية حسن= وجمالا يزين جسما وعقلا
فانبذي عادة التبرج نبذا = فجمال النفوس أسمى وأعلى
صبغة الله صبغة تبهر النفس = تعالى الإله عز وجلا
ثم كوني كالشمس تسطع للناس = سواء من عزّ منهم وذلا
زينة الوجه أن ترى العين فيه = شرفا يسحر العيون ونبلا
واجعلي شيمة الحياء خمارا = فهو بالغادة الكريمة أولى
ليس للبنت في السعادة حظ = إن تناءى الحياء عنها وولى
تذكري أن جمالك حر طليق.. إلا من قيدين اثنين كلاهما أجمل هما: " العفاف والشرف ".. وأرجوك ألا تنسي هذين القيدين إذا ما عنّ لك داعي الفتنة.. وأغواك الشيطان!!
واعلمي أن أعظم مستحضرات التجميل للمرأة.. هو " مستحضر العفاف والسعادة ".. واعلمي يا أخية أن قلّة كلامك مع الرجال يزيدك ويرفعك قدرا!! ولباسك المحتشم يزيدك جمالا.
فوالله إنّي لأكره اثنين في الحياة " صحافي يبيع قلمه وامرأة تبيع جسدها ". ولتعلمي يا أخية: أن خير النساء من عفّت، وكفّت، ورضيت باليسير وأكثرت التزيين ولم تظهره إلا لزوجها!!
إذا كنت وردة جميلة وتتشدقين وتقتنعين بذلك.. فاعلمي أن الوردة التي يشمّها كثيرون تفقد عبيرها ورونقها.. وقيسي ذلك أنت على نفسك.. عندما تتبرجين!! اعلمي أن أحرص إنسان على حمايتك.. هو نفسك أنت!! عليك بما جاء في كتاب الله من آيات كثر كلها تنهى عن التبرج، قال تعالى: ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) [ الأحزاب: 59 ]، فلا تطفئي مصباح عقلك بعواصف هوى نفسك!! نعم أيتها المرأة أين عقلك حينما تتجاوزين نداء الله.. ألم تعلمي أن العقل وزير ناجح.. والهوى وكيل فاضح!! حاسبي نفسك عند كل هوى للنفس يجرفك إلى الهاوية. وهنا قول مأثور أنه يدعونا إلى محاسبة النفس: " على العاقل أن يكون له ثلاث ساعات: ساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها بمطعمه ومشربه "..
ولمن تباهت بجسمها وطولها وأغوت عباد الله بفتنتها أقول لها:
لا خير في حسن الجسوم وطولها *** إن لم تزن حسن الجسوم عقول
فالله الله.. أخية بحسن الفعل ولا تلتفتي لجميل القول ممن يصطاد في الماء العكر فما هي إلا إغراءات الآخرين المسمومة.. وهي بنهاية مستقبلك وافتضاح أمرك أمام الملأ موسومة!! :
ما انتفع المرء بمثل عقله = وخير ذخر المرء حسن فعله
مجلة الأسرة العدد 148 رجب 1426هـ
منقول للفائدة