الاردن يحتفل بذكرى الاسراء والمعراج الشريفين

الاردن يحتفل بذكرى الاسراء والمعراج الشريفين


يشارك الاردن الامتين العربية والاسلامية الاحتفال اليوم السبت بذكرى الاسراء والمعراج الشريفين التي تعد حدثا عظيما في تاريخ الاسلام ومحطة بارزة تجاوزت حدود الزمان والمكان.
تلك الحادثة التي تربط بين المسجد الحرام والمسجد الاقصى الذي بارك الله تعالى حوله وتؤكد مكانتهما في نفوس المسلمين وضرورة المحافظة على المقدسات الاسلامية التي تعد جزءا من العقيدة السمحة.
واذ نحتفل بهذه الذكرى فاننا نستذكر الظروف القاسية التي تحيط ببيت المقدس مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم وموضع عروجه الى السماء , فهو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي حرص الهاشميون وهم خيرة العترة الطيبة واصحاب الولاية الشرعية والدينية على رعايته وحمايته وصونه حتى يبقى نبراسا يضيء طريق عزة الامة وفخارها.
وقال مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة «لقد منّ الله سبحانه وتعالى على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالمعجزات الباهرة والآيات الظاهرة تأييدا لدينه واظهارا لحجته».
واضاف ل( بترا ) ان حكمة الله سبحانه وتعالى شاءت ان يجمع لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من المعجزات الحسية ما فاق كل ما جاء به كل الانبياء السابقين , لان بعض الناس يقف عند المحسوس ولا يسمو نظره الى المعقول , ومنهم من لا ينتفع الا بالمعنوي المعقول , لهذا شاءت حكمة الله تعالى ان تكون لخاتم الانبياء والمرسلين معجزات حسية ومعنوية.
واشار الى ان الاسراء والمعراج معجزتان من المعجزات التي ايد الله بهما نبينا محمدا صلى الله وسلم وكرمه فيهما تكريما , واطلعه على عظيم قدره ومكانته عند ربه في وقت كان فيه اهل الارض لا يعرفون قدره ومنزلته ويغمضون عيونهم ويصمون آذانهم عما جاءهم به من الهدى والخير والشرف العظيم في الدنيا والاخرة.
وبين ان الله سبحانه وتعالى في تلك المرحلة الاعجازية بعث امينه جبريل عليه السلام ليرافق محمدا صلى الله عليه وسلم تكريما وتشريفا وحمله على مراكب لا تصل اليها البشرية مهما تقدم بها العلم والتقنية واسرى به ليلا من حرم الى حرم يضرب له في الطريق الامثال ويجسم له المعاني ويريه حقائق الاشياء.
واوضح سماحة الشيخ الخصاونة ان حكمة الله سبحانه وتعالى شاءت ان جمع لمحمد عليه الصلاة والسلام الانبياء لاستقباله في بيت المقدس واكرمهم بالاقتداء به اعترافا بعظيم قدره وعلو منزلته , فتمت له البيعة والولاية على المقدسات ودور العبادات مشيرا لقول الله سبحانه وتعالى « واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين «.
وبين ان الرابط الذي يربط المسجد الاقصى المبارك مع الامة هو الايمان الذي هو اقوى الاربطة واوثقها.
وقال «وبما ان الهاشميين هم اصحاب الولاية الشرعية والدينية على المقدسات الاسلامية فان الاحتفال بهذه المعجزة مستمر كي تبقى هذه القضية شمعة يحملها الهاشميون تضيء الطريق دليلا على عزة الامة ونصرها باذن الله تعالى « وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم «.
وقال مدير عام المحاكم الشرعية فضيلة الشيخ عصام عربيات ان قوله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء (سبحان) مصدر سبح تسبيحا بمعنى نزه تنزيها ولا يقال ذلك الا لله عظم كبرياؤه وتعالت اسماؤه والسبح هو الذهاب والابعاد في الارض فانه قيل ما ابعد الذي له هذه القدرة عن النقائص فلا يكون اصطفاؤه الخصيص به الا حكمة وصوابا.
واضاف ان في قوله تعالى ( ليلا ) في رحلة الاسراء والمعراج اشارة الى ان الحادثة جرت في بعض من الليل وليس الليل كله وهذا يستفاد من تنكير كلمة ليل والا فان السرى اصلا هو السير في الليل واختيار الليل ظرفا لهذه المعجزة اختبار لاهل الايمان ولكي تظل هذه الحادثة على كل لسان بين مصدق ومرتاب ومكذب وبين قائل هي بالروح وقائل هي بالروح والجسد ولو كانت نهارا لانتهت في حدود رؤية اولئك الذين شهدوا هذه الحادثة وانطوت كما انطوى غيرها من الاحداث.
وبين ان حادثة الاسراء والمعراج تجاوزت حدود الزمان والمكان وقد كان هذا امرا لا يمكن تصوره عقلا ولا تخيله ذهنا ولعل في هذا اشارة الى ما سيحصل لاحقا من قدرة على تجاوز حدود الزمن الى زمن السرعة الذي اصبح فيه العالم قرية صغيرة .
وقال فضيلة الشيخ عربيات ان الربط بين المسجد الحرام والمسجد الاقصى اشارة واضحة الى اهمية مكانة المسجد الاقصى في نفوس المسلمين , اذ ان فيه تأكيدا على مكانة الاقصى التي يجب ان لا تنسى في صدور المسلمين الذين يجب عليهم المحافظة عليه في كل زمان ولاسيما انه على ارض مباركة.
وقال استاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد القضاة ان ذكرى الاسراء والمعراج الشريفين من اعظم المناسبات التي تمر على الامة الاسلامية لانها تذكرنا بالمعالم الاسلامية الكبرى في حياة الامة الاسلامية وبالمسجد الحرام والمسجد الاقصى مضيفا ان الله عز وجل ربط بينهما بقوله تعالى « سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى».
وبين ان هذا الارتباط يؤكد على ان المحافظة على المقدسات الاسلامية جزء من العقيدة وان التفريط بالمقدسات في القدس الشريف لا قدر الله هو تفريط بالكعبة المشرفة وبالمسجد النبوي الشريف.
وقال : « لقد كانت رحلة الاسراء والمعراج بالروح والجسد معا لا كما يدعي بعض الناس بانها كانت بروح فقط وفي نوم النبي صلى الله عليه وسلم «.
واشار الدكتور القضاه الى انه وفي هذه المناسبة الجليلة على المسلمين ان ينفضوا عن انفسهم وارواحهم وعقولهم غبار التبعية وان يثبتوا ويجددوا الالتزام بشرع الله سبحانه وتعالى في ظل هذا الدين العظيم الذي هو سر عزتنا وكرامتنا مصداقا لقوله تعالى « ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين».
وقال مدير المركز الاسلامي في الجامعة الدكتور احمد العوايشة ان بالاسراء والمعراج ثلاث معجزات اولها ان الاسراء حدث في فترة وجيزة من بيت الله الحرام الى المسجد الاقصى المبارك , مشددا على اهمية الحفاظ على المسجد الاقصى وعدم التفريط ببيت الله الحرام سواء بسواء.
واضاف ان المعجزة الثانية هي المعراج من بيت المقدس الى السماوات العلى , اما الثالثة فهي ان الله عز وجل صور للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بيت المقدس عندما سأله المشركون ان يصفه لهم فكان ذلك.
وبين الدكتور العوايشة ان الاسراء والمعراج اتى ليكرم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد المعاناة التي واجهها من المشركين موضحا ان الاسراء والمعراج لم يكن فيه ارتباط بالاسباب على عكس الهجرة التي ارتبطت بالاخذ بالاسباب لانها كانت تكليفا , اما الاسراء والمعراج فكان تكريما.
وقال ان صلاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالانبياء اماما هي دليل على ان هذه الرسالة خاتمة الرسالات وان الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم هو امام الانبياء والمرسلين جميعا عليهم الصلاة والسلام.
الباحث والمفكر الاسلامي الدكتور حمدي مراد قال اننا نحتفل بهذه الذكرى المباركة التي تأتي في عبرها ودلالاتها مؤشرا وموجها دائما لهذه الامة وتحمل في طياتها دلالات عظيمة من ابرزها ان رسالة الاسلام حق وهي الرسالة الخاتمة وان محمدا صلى الله عليه وسلم هو نبي ورسول هذه الرسالة وهو خاتم الانبياء والمرسلين بحق.
وفي ذلك كما اضاف رد على مزاعم المشككين في كل زمان ومكان وبخاصة اولئك الذين يسيئون الى الحبيب عليه الصلاة والسلام او يشككون في حقيقته وحقيقة رسالته التي تحمل حقيقة الرحمة والمحبة والمودة والامن والسلام والتسامح للانسانية جمعاء.