موضوع هذه المقالة هو التداول و التعاطي للكحول فالكثير من المدمنين على هذا الأخير يحبذون علاج إدمانهم لذلك أحببت أن أركز بشكل عام أولا على تعريف عام للكحول و المخمرات ثم الأضرار التي يسببها هذا الأخير و من ثم طرق ووسائل علاج ادمان الكحول . نبدأ أولا بالتعريف فالكحول هي مشروبات التي تحتوي على نسبة معينة من الكحول وقد تكون مخمرة كالبيرة) أو مقطرة كالويسكي، سواء كان مصدرها الفواكه، مثل العنب والتمر والزبيب والتفاح أو من الحبوب كالحنطة، والشعير، والذرة..أو العسل، والبطاطس، والنشا والسكر. والمركب الرئيسي في الخمر هو الكحول الإيثيلي أو الإيثانول
اضرارالكحول والخمور
يؤدي إلى اضطراب في هضم البروتينات .و يسبب أيضاً حدوث التهاب كبد حاد والتهاب معدة حاد ،كما ويسبب التهاب غشاء المعدة المخاطي المزمن الضموري وينقص إفراز HCl من الخلايا الجدارية ، وكذلك ينقص إفراز العامل الداخلي لكاستل وبالتالي يؤهب لحدوث فقر الدم بنقص الفيتامين B12 ، كما يسبب فقر دم بنقص الحديد لأنه يقلل امتصاص الحديد ، كما يؤهب لحدوث البلاغرا لأنه ينقص امتصاص النيكوتين أميد
كما يسبب فقدان شهية وإقياءات صباحية بعد فترة قصيرة من تناول الطعام أو في صباح اليوم التالي .ايضا تعتبر الصداقة وطيدة وقديمة بين مرض السل والإدمان على الكحول.ويرجع سبب ذلك إلى سوء التغذية وانخفاض القدرة المناعية عند المدمنين.لذا فإن هناك مقولة طبية شائعة بين الأطباء مفادها أنك إذا وجدت مرضاً في الرئة عند مدمن الخمر ففكر أولاً بمرض السل.ايضا ان الإفراط في شرب الخمر ينتج عنه تشمع الكبد الذي له علاقة بسرطان الكبد. يسبب الكحول ايضا ارتفاعاً في شحوم الدم بسبب الاضطراب الذي يحدثه في استقلاب الحموض الدسمة و يسبب الكحول نقصاً في مستوى البروتينات في الدم .
علاج إدمان الكحول
ينقسم برنامج علاج إدمان الكحوليات إلى ثلاث مراحل أو خطوات
التدخل المباشر ” “Intervention
تنقية الجسم من المادة المخدرة “Detoxification”
إعادة التأهيل ” “Rehablitaion
و يكمن الهدف من كل تلك الخطوات إلى تفعيل الدور العقاقيري في العلاج و لمعالجة أى طوارئ قد تحدث أثناء فترة العلاج. فمثلاً: مدمن الكحول الذي يعاني من أعراض اكتئاب جسيم تصل به إلى حد التفكير في الانتحار فلابد من احتجاز المريض بالمستشفى عدة أيام لحين زوال أفكار و هواجس الانتحار مثله مثل مريض تضخم عضلة القلب الذي يعاني من نزيف بدوالي المرئ فلابد أولا من علاج النزيف الطارئ في المرئ ثم بعد ذلك يُكمل علاج تضخم القلب المزمن. بعد ذلك لابد للمريض المصاب بإدمان الكحوليات من مواجهة الحقيقة و هى حقيقة المشكلة.
أولاً: التدخل المباشر Intervention
و عادة ما تسمى بمرحلة المواجهة و فيها يتم كسر إنكار المريض للمشكلة، ومساعدته على التعرف على مدى حجم المشكلة و توابعها في حالة إهمال استكمال خطوات العلاج بهدف استعظام الدافع لدى المصاب و لضمان استمراريته في الإقلاع عن تعاطي الكحوليات.
وفي هذه الخطوة لابد للمعالج أن يُحمِل المريض المسئولية عن كل الأعراض و المشاكل التي يعاني منها من أرق في النوم – أعراض اكتئاب – أعراض قلق – عدم القدرة على التأقلم مع ضغوط الحياة و المشاكل الجنسية لديه.
ولابد للمعالج أن يشرح كيف أن إدمان الكحول يساهم أو يسبب كل مشكلة من هذه المشاكل و تذكيره بأن الإقلاع عن تعاطي الكحوليات سوف يساهم بصورة ملحوظة في رفع كل هذه المعاناة من كل هذه المشاكل.
ولابد للمعالج أن يستخدم هذه الطريقة مع كل مشكلة تظهر للمتعاطي أثناء فترة العلاج و ذلك لإحتياج المتعالج إلى دوام التذكرة بأن تعاطي الكحوليات من الممكن أن يسبب العديد من المشاكل المتعاقبة و أن الإقلاع عن إدمان الكحوليات يحتاج إلى الاستمرارية للحول دون ظهور مثل هذه المشاكل المتكررة.
العائلة
و للعائلة دور في استراتيجية Intervention (التدخل المباشر) فلابد من منعهم من علاج أى مشكلة ناتجة عن إدمان الكحوليات تحدث للمريض الذي لا يملك المقدرة و لا الدافع للتوقف عن التعاطي.
و يمكن للأسرة أيضًا أن تقترح إنشاء مقابلات بين المتعالج و الأفراد المتعافين من التعاطي.
و هناك جماعات المساندة “support group ” للعائلة التي تعاني من وجود شخص مدمن للكحوليات و تتقابل مثل هذه المجموعات المدعمة للأسرة و أصدقاء المدمن عدة مرات أسبوعيًا مساهمة بذلك في رفع المعاناة من قلق و خوف ينتاب غالبًا أسرة و أصدقاء المدمن و لتعرف كل عائلة أنها ليست الوحيدة التي تعاني من مثل هذا الخوف و القلق..
و يمكن لهذه المجموعات مساعدة العائلة في مراعاة بناء أسلوب حياتهم حتى و إن رفض الشخص المتعاطي منهم المعالجة.
ثانيًا: تنقية الجسم من المادة المخدرة Detoxification
و يكمن جوهر الخطوة الأولى في فحص المصاب physically و في عدم وجود أى مشكلة عضوية جسيمة أو إدمان مواد أخرى غير كحولية فإن أعراض انسحاب الكحوليات نادراً ما تُشكل صورة خطرة تهدد حياة المدمن.
ولأن معظم مدمنى الكحوليات ينتابهم أعراض بسيطة وإذا ما كان المدمن يمتاز بصحة جيدة، مكتمل التغذية، يحاط بدعم اجتماعي من المحيطين به فإن أعراض انسحاب الكحول تمر و كأنها نزلة برد و لهذا فإن الخطوة الثانية هى الحفاظ على توفير الراحة التامة للمصاب – أسلوب تغذية متكامل – فيتامينات متعددة و خاصةً مركبات الثيامين.
التأهيل
يحتوي برنامج التأهيل على ثلاثة مكونات رئيسية
أولاً: المجهود المستمر لضمان زيادة و استمرار المعدلات العالية من الدوافع لدى المتعالج لاستمرار الإقلاع عن الكحوليات.
ثانيًا: العمل على مساعدة المتعالج على إيجاد أسلوب حياة خالي من الكحوليات.
ثالثًا: الحول دون حدوث انتكاسات.
عكس ما يعتقد مدمني الكحوليات بأن السبب في ذلك الإدمان هو اكتئاب، قلق، ضغوط الحياة اليومية أو أمراض توصف بالمؤلمة pain-syndrome . فلا يوجد حدث جسيم في حياة الإنسان أو فترات من الأوقات العصيبة و لا حتى أى مرض نفسي معروف من الممكن أن يكون السبب في إدمان الكحوليات.
وزيادة على ذلك فإن تأثير مسببات إدمان الكحوليات كما يعتقد البعض سريعًا ما تزول تحت تأثير الكحول نفسه في تغيير تصرفات و سلوكيات و أسلوب حياة الشخص المدمن(بيوت تأهيل المدمنين)