أولاً : منزلة حفظ اللسان
قال اللّه تعالى: {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18]
والقول في الآية الكريمة نوعان : قول خير وقول شر
فللسان أيتها المحبة منزلتان ينزلهما به صاحب ذلك اللسان إما منزلة خيرة يحبها الله ورسوله كنشر العلم و تعلم القرآن وتعليمه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذكر لله تعالى من تسبيح وتهليل وتكبير قال الرسول صلى الله عليه وسلم (
كلمتان خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان , حبيبتان إلى الرحمن :سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر خير لي مما طلعت عليه الشمس ) صاحب
هذه المنزلة لا شك أنه منعم في الدنيا بعيش السعداء ومنعم في الآخرة بعيش الرضا من الحنان المنان وأما المنزلة الأخرى فهي منزلة الخسران في الدنيا والندامة في الآخرة وهي منزلة شر تنفر من صاحبها في الدنيا وحسرة على صاحبها
في الآخرة وهنا يكمن خطر اللسان الحقيقي حيث
الكذب وأعظمه الكذب على رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" والغيبة للمسلم ففي الآية الكريمة يقول تعالى
[ ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله.. ] والنميمة ففي الحديث الشريف " لا يدخل الجنة نمام " وقول الزور وغيرها من المهلكات كقذف المحصنات
ففي حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اتقوا السبع الموبقات وذكر منها : وقذف المحصنات الغافلات ".
وهذه جميعا حصاد ألسنة أيتها المحبة تودي بصاحبها إلى النار والعياذ بالله .
فلا يكون كلامك أيتها المحبة لله إلا كلاماً حسنا طيباً شهداً مستساغا لتنالي بذلك فضل اللسان في الكلام الطيب والمنطق الخير فتحوزي بذلك خيري الدنيا والآخرة.
ثانياً: فضل الكلام الحسن
والكلام الحسن هو الكلام الصادق النابع من نفس مؤمنة صادقة وهو ثمرة الخلق الحسن ، وسبب في نجاح المرء في حياته ، ومصدر لرقي المجتمع واصل ثابت لتقدم الأوطان ، وسعادة البشرية .
والقرآن الكريم ، أرشد المؤمنين بأن يحسنوا اختيار الكلام.
قال الله تعالى :-
[ وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم......الآية ]
ويأمر الله بخفض الصوت عند التخاطب ويشبه الصوت المرتفع بنهيق الحمير للتنفير منه .
وقال الله تعالى :-
[ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ..الآية ]
أي انه بسبب الرحمة التي أنزلها الله عليك يا محمد ، عاملت قومك بالرفق قولاً وفعلاً ولو كنت يا محمد فضا في لسانك
غليظا في قولك ، لتفرقوا عنك ونفروا منك ، وهذا إرشاد للمؤمنين
والكلمة الطيبة : هي الكلمة الصادقة الرائدة في حياة المؤمن ، إذ تبلغ النفوس سعادتها وتدرك
القلوب راحتها ، فهي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتوحد بين صفوف الأمة وتصلح
بين المتخاصمين وتقرب بين المتباعدين وهذا فضل اللسان عندما ينطق شهداً
فللكلمة الصادقة فعل السحر في النفوس الطيبة وللكلمة الطيبة فضل كبير عند الله وعند الناس حيث ترحب بصاحبها القلوب قبل الأجساد و تخلق جواً من ألألفة
رقـــــــــة اليـــأسمين