ملعب الملك عبد الله في جدة سيكون جاهزا الشهر المقبل
لا استضافة للمباريات قبل الافتتاح الرسمي.. وتسليم المدينة الرياضية كاملة أواخر 2014
الدمام: علي القطان
العمل جار على قدم وساق في مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة لإنهاء المشروع قبل حينه
أكد مسؤول كبير في مشروع تشييد مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية في مدينة جدة، أن الانتهاء تماما من الملعب الرئيس والثلاثة ملاعب الرئيسة وغالبية محتويات المدينة الرياضية، سيكون خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، أي قبل مطلع العام الجديد 2014، حيث إن الإستاد الرياضي (الحلم) سيكون جاهزا من كل النواحي خلال فترة شهر من الآن.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه وصفته بحكم عدم الاختصاص بالحديث عن التفاصيل، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»؛ إن «الملعب بات حاليا جاهزا بنسبة تفوق 95 في المائة، حيث تمت زراعة العشب وتركيب المدرجات وغيرها من الأمور الأساسية، ولم يبق سوى اللمسات النهائية عليه ليكون جاهزا لاستقبال المنافسات».
وعن إمكانية استضافة الملعب المباراة الكبيرة المرتقبة بين الاتحاد والأهلي ضمن مباريات الجولة 19 من دوري عبد اللطيف جميل والمقرر لها يوم الجمعة 24 من شهر يناير (كانون الثاني) من العام الجديد، قال المصدر: «أحب أن أؤكد وبشكل واضح وصريح أن هذا الملعب لن يستضيف أي منافسة أو مباراة مهما كان حجمها قبل أن يحظى بالافتتاح الرسمي من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي سيكون افتتاحه للمدينة الرياضية تكريما كبيرا للرياضيين بشكل عام، حيث إن هناك اتفاقا لا يمكن التراجع عنه، وهو أن أي منافسة لن تتم قبل الافتتاح الرسمي من قبل القائد الوالد الكبير، وكون أن موعد رعاية الافتتاح من قبل خادم الحرمين الشريفين لم يتحدد، فمن (العبث) الحديث عن استضافة الملعب لمباراة الاتحاد والأهلي أو غيرها من المنافسات».
وعن الموعد المتوقع لاكتمال المشروع بالكامل، بين المصدر أن المشروع بالكامل سيتم إنجازه في الربع الثالث من عام 2014، وهذا الجزء الأخير من المشروع لن يؤثر أبدا في جاهزية الملعب في شهر ديسمبر المقبل، على اعتبار أن الجزء الأخير من المشروع هو عبارة عن صالة متعددة الأغراض تحوي ملاعب خاصة للألعاب المختلفة، مثل كرة اليد والكرة الطائرة وكرة السلة وغيرها.
وأشار المصدر إلى أن المدينة الرياضية تحوي ثلاثة ملاعب مزروعة بالعشب الطبيعي بأفضل المواصفات العالمية، ويمكنها استقبال تدريبات أكبر المنتخبات، كما توجد هناك ملاعب صناعية صغيرة، وغيرها من المرافق الأخرى، مثل ملاعب تنس أرضي وغيرها.
وشدد المصدر على أن التكنولوجيا استخدمت في جوانب كثيرة من المدينة الرياضية، مثل: «زي بوكس« الذي يسمح لـ«15» شخصا تقريبا بمشاهدة المباراة بخصوصية تامة، حيث إن منطقة الـ«زي بوكس» تضم مقاعد الكثير من المجموعات بخدمات (كبار الشخصيات)، وهناك كثير من الأمور التي ستكشف مدى الجهود التي بذلت ليكون هذا الملعب فعلا درة وعروس ملاعب الشرق الأوسط بشكل عام وليس السعودية بشكل خاص.
وأشار المصدر إلى أن من أبرز الأمور الجديدة في هذا الملعب تشييده بالاستغناء التام عن المضمار ليضاهي الملاعب الأوروبية الشهيرة، حيث سيكون المتفرج قريبا جدا من أرض الملعب ويعيش الحدث بكل تفاصيله.
وعن الحديث عن كون المهندس محمد المغلوث سيتولى إدارة هذه المدينة بعد الانتهاء منها كمرشح من شركة «أرامكو» التي تولت تشييد هذا المشروع، بين المصدر أن المهندس المغلوث يتولى استراتيجية الصيانة والتشغيل، وهذه الاستراتيجية تمثل المرتكز الأهم لأي مشروع عملاق، لكن لا يمكن استباق الأحداث في هذا الأمر.
ومن المعروف أن المغلوث من الرياضيين المرموقين في المنطقة الشرقية من السعودية، وسبق له تمثيل فريق الاتفاق لسنوات كلاعب مدافع قبل أن يلعب لمنتخب بلاده في فترات قليلة، ثم تولى عدة مناصب إدارية آخرها عضو مجلس إدارة قبل بضع سنوات، لكنه من كبار المهندسين في عملاقة شركات النفط العالمية.
وكانت شركة «أرامكو» قد بينت أخيرا أنه تم إنشاء المقصورة الرئيسة وكبائن الـVIP والمنصة والمراكز الإعلامية وغرف الملابس لملعب الملك عبد الله الذي اختير بعناية فائقة من ثلاث مدن عالمية (نيويورك، ميلان، ولندن).
وتعتبر مدينة الملك عبد الله الرياضية أحدث المدن الرياضية في السعودية والشرق الأوسط بشكل عام، وأمر بإنشائها خادم الحرمين الشريفين كهدية للرياضيين، وتقوم بتنفيذها شركة «أرامكو السعودية».
ويقع المشروع شمال مطار الملك عبد العزيز، وبدأ تنفيذه عام 2010، وكان مقررا تسليمه بالكامل في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2014، إلا أنه بات من المؤكد تسليمه قبل ذلك الموعد بشهرين على الأقل.
وبين المصدر أن ما يميز هذه المدينة سهولة الوصول إليها من أي مكان في مدينة جدة، خصوصا من مطار الملك عبد العزيز، وهذا الميزة مهمة جدا في أي مشروع بهذا الحجم.
وترمز فكرة تصميم المدينة للجوهرة المشعة، حيث ستكون واجهتها المستمدة من المشربية من شأنها توفير الظل المتناثر على الرواق الداخلي للإستاد، وصمم الملعب لاستضافة المباريات المحلية والإقليمية والدولية، حسب مواصفات الفيفا العالمية، حيث يتكون من ستة طوابق رئيسة تتضمن إلى جانب الطوابق المخصصة للجماهير 18 مقصورة خاصة، ومرافق ملكية لاستضافة أكثر من 200 شخص، وتتضمن المرافق الملكية أيضا غرفا للاجتماعات والمؤتمرات وصالة استقبال وأخرى للطعام، إضافة إلى مسجد جامع وأكاديمية رياضية ومستشفى رياضي طبي متقدم وملاعب متعددة للرياضات الأخرى وملاعب رديفة ومجمع ضيافة للرياضيين ومحطة قطار كهربائي.
وتتكون المدينة من إستاد رئيس يتسع لـ60 ألف متفرج، وإستاد رديف بسعة 20 ألف متفرج، وملعب خارجي مستقل لألعاب القوى بسعة ألف متفرج، وملاعب أخرى مختلفة وصالة مغلقة وقاعة متعددة الاستعمال بسعة 10 آلاف متفرج للألعاب الرياضية، ومواقف خارجية بسعة ثمانية آلاف سيارة.
وتقدر تكلفة إنشاء المدينة بما يقارب 380 مليون يورو (مليار و900 مليون ريال)، وهي أول مدينة رياضية لا تخضع للإشراف والتشغيل من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب. ومن المقرر أن تستضيف هذا المدينة بطولة كأس الخليج 22 للمنتخبات الكروية المقررة في الربع الأخير من عام 2014 بعد أن تقرر رسميا نقلها إلى مدينة جدة بسبب انعدام الأمن وغياب الجاهزية الفنية بالنسبة لمحافظة البصرة العراقية.