[align=center][table1="width:85%;border:6px groove black;"][cell="filter:;"][align=center]
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحسان الظن بالآخرين وعدم
التشكيك في ضمائر الناس والحكم عليهم بما نراه ونسمعه بأنفسنا فالذي
يعلم البواطن والسرائر هو الله وحده وليس من حق أي إنسان أن يردد
شائعات كاذبة حول إنسان آخر.
وقد سئل صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟
فقال :
( كل مخموم القلب صدوق اللسان )
قيل :
صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟
قال :
( هو التقي النقي الذي لا إثم في قلبه ولا بغي ولا غل ولا حسد )
ولقد نهى صلى الله عليه وسلم أتباعه عن أن يبلغوه أخبارا لا يحب
أن يسمعها فقال:
( لا يبلغني أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئا،
فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر )
حسن الظن بالناس خلق إسلامي أصيل أرشدنا إليه القرآن الكريم وتعلمناه
من رسولنا صلى الله عليه وسلم وشيوع هذا الخلق بين الناس يحمي
المجتمع من مصائب كثيرة فالأمة السعيدة الرشيدة هي التي يكثر فيها
الأفراد الذين يبنون علاقاتهم مع غيرهم على حسن الظن وعلى عواطف
المحبة المشتركة والمودة الخالصة والتعاون المتبادل والثقة الوثيقة
والابتعاد عن سوء الظن دون أن تكون هناك ضرورة تدعو إليه،
إذ من دعاء المؤمنين الصادقين:
} رَبنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ
وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً للذِينَ آمَنُوا رَبنَا إِنكَ رَؤُوفٌ رحِيمٌ {
خلق إسلامي
والذي يتدبر القرآن الكريم وتوجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدرك أن حسن الظن في مواطنه خلق من أفضل الأخلاق التي ينبغي أن
يتحلى بها المسلم وفضيلة من الفضائل التي يجب أن تسود المجتمع
الإسلامي المستقيم على أمر الله وأن سوء الظن دون مقتضى ليس من
أخلاق المؤمنين الصادقين فقد قال الله سبحانه عندما أشاع المنافقون
حديث الإفك عن السيدة عائشة رضي الله عنها:
} لوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَن الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مبِينٌ {
والمعنى:
ولقد ضرب المؤمنون والمؤمنات أروع الأمثال في حسن الظن بغيرهم فها
هو أبو أيوب الأنصاري عندما أشاع مرضى النفوس حديث الإفك عن
السيدة عائشة يقول لامرأته:
يا أم أيوب أسمعت ما يقوله بعض الناس عن عائشة؟
قالت سمعت وهذا هو الكذب.
ثم قالت له: هل لو كنت مكان صفوان
(وهو الشخص الذي اتهم مع عائشة)
أكنت تظن بحرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم سوءاً؟
قال : لا
فقالت له: ولو كنت أنا بدل عائشة ما خنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعائشة خير مني وصفوان خير منك وهكذا كان الأخيار الأطهار يبنون
أمورهم على حسن الظن بالناس.
أنواع الظن
إن المسلم مطالب تنفيذا لأوامر الله وتوجيهات الرسول الكريم بأن يتجنب
الظنون السيئة التي لا مبرر لها وأن يقيم حياته على الظنون الحسنة التي
تنبذ الشائعات الكاذبة التي ينشرها الأشرار عن الأخيار
[/align]
[/cell][/table1][/align]