ليلة لا يؤذن فيهــا الفجر ’
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا ابن آدم أتدري ماذا يقول ملك الموت
و أنت نائم على خشبة الغسل ينادي عليك منادي
وهو ويقول:
يا ابن آدم ...
أين سمعك ما أصمّك ؟..
أين بصرك ما أعماك ؟ ..
أين لسانك ما أخرسك ؟..
أين ريحك الطيّب ما غيّرك ؟..
أين مالك ما أفقرك ؟.
فإذا وُضِعْتَ في القبر نادى عليك الملك
يا ابن آدم
جمعت الدنيا أمْ الدنيا جمعتك ؟.
يا ابن آدم تركت الدنيا أمْ الدنيا تركتك ؟.
يا ابن آدم استعددت للموت أمْ المنيّة عاجلتك ؟ ..
يا ابن آدم خرجت من التراب و عدتَ إلى التراب...
خرجت من التراب بلا ذنب و عدتَ إلى التراب و كلّك ذنوب.
فإذا ما انفض الناس عنك و أقبل الليل
لتقضي أول ليلة صبحها يوم القيامة ..
ليلة لا يؤذن فيها الفجر .. انتهت الصلاة... انتهت العبادات...
إنّ الذي سيؤذّن فجرها هو إسرافيل . أيتها العظام النخرة
.. أيتها اللحوم المتناثرة قومي لفصل القضاء بين يديّ الله رب
العالمين. إن الله يقول:
و نُفِخَ في الصور فجمعناهم جمعاً.
و يقول أيضاً:
و حشرناهم فلم نغادر منهم أحداً.
عندما يُقبِلْ عليك ليل أول يوم في قبرك ينادي
عليك مالك الملك و ملك الملوك يقول لك:
يا ابن آدم رجعوا و تركوك في التراب..
دفنوك و لو ظلّوا معك ما نفعوك..
و لمْ يبقَ لك إلا أنا الحيّ الذي لا أموت...
يا ابن آدم من تواضع لله رفعه و من تكبّر و ضعه الله.
عبدي أطعتنا فقرّبناك.. و عصيتنا فأمهلناك..
و لو عُدْتَ إلينا بعد ذلك قبلناك.
أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة والثبات.