السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
لماء زمزم ميزة على غيره في التركيب؟
نعم ماء زمزم له ميزة من حيث التركيب , فقد قام بعض الباحثين من الباكستانيين من فترة طويلة فأثبتوا هذا , وقام مركز أبحاث الحج بدراسات حول ماء زمزم , فوجدوا أن ماء زمزم ماء عجيب يختلف عن غيره , قال لي المهندس " سامي عنقاوي " مدير – رئيس مركز أبحاث الحج .. عندما كنا نحفر في زمزم عند التوسعة الجديدة للحرم كنا كلما أخذنا من ماء زمزم زادنا عطاء .. كلما أخذنا من الماء زاد ..
.. شَغّلنا ثلاث مضخات لكي ننزح ماء زمزم حتى يتيسر لنا وضع الأسس , ثم قمنا بدراسة لماء زمزم من منبعه لنرى هل فيه جراثيم ؟! فوجدنا أنه لا يوجد فيه جرثومة واحدة !! نقي طاهر , لكن قد يحدث نوع من التلوث بعد ذلك في استعمال الآنية أو أنابيب المياه أو الدلو يأتي التلوث من غيره ! , ولكنه نقي طاهر ليس فيه أدنى شيء . هذا عن خصوصيته ومن خصوصية ماء زمزم أيضا أنك تجده دائما .. ودائما يعطي منذ عهد الرسول صلى الله عليه سلم إلى اليوم وهو يفيض ..
كم تستمر الآبار التي غير ماء زمزم ؟! خمسين سنة , مائة سنة .. ويغور ماؤها وتنتهي فما بال هذا البئر دائما لا تنفذ ماءه ؟
قال صلى الله عليه وسلم : ( ماء زمزم لما شرب له ) أخرجه أحمد - حق أنا علمت علما قاطعا بقصة رجل من اليمن – أعرفه فهو صديقي - هذا رجل كبير , نظره كان ضعيفا .. بسبب كبر السن وكاد يفقد بصره ! , وكان يقرأ القرآن وهو حريص على قراءة القرآن .. وهو يكثر من قراءة القرآن وعنده مصحف صغير .. هذا المصحف لا يريد مفارقته , ولكن ضعف نظره فكيف يفعل ؟ !
قال : سمعت أن زمزم شفاء فجئت إلى زمزم , وأخذت أشرب منه فرأيته أنا , أنا رأيته يأخذ المصحف الصغير من جيبه ويفتحه ويقرأ , أي والله يفتحه ويقرأ وكان لا يستطيع أن يقرأ في حروف هي أكبر من مصحفه هذا , وقال : هذا بعد شربي لزمزم . فيا أخي الكريم هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولكن الدعاء شرطه أن يكون صاحبه موقنا بالإجابة شرط أن تكون مستجيبا , شرطه أن تحقق شرط الجواب : ( إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) - البقرة : 186
- يسرية شفيت من قرحة قرمزية في عينها اليسرى بعد استعمالها ماء زمزم :
يذكر أحد الإخوة المسلمين بعد عودته من أداء فريضة الحج فيقول : حدثتني سيدة فاضلة اسمها – يسرية عبد الرحمن حراز – كانت تؤدي معنا فريضة الحج ضمن وزارة الأوقاف عن المعجزة التي حدثت لها ببركات ماء زمزم فقال : إنها أصيبت منذ سنوات بقرحة قرمزية في عينها اليسرى نتج عنها صداع نصفي لا يفارقها ليل نهار , ولا تهدئ منه المسكنات .. كما أنها كادت تفقد الرؤية تماما بالعين المصابة لوجود غشاوة بيضاء عليها .. وذهبت إلى أحد كبار أطباء العيون فأكد أنه لا سبيل إلى وقف الصداع إلا باعطائها حقنة تقضي عليه , وفي نفس الوقت تقضي على العين المصابة فلا ترى إلى الأبد ..
وفزعت السيدة يسرية لهذا النبأ القاسي , ولكنها كانت واثقة برحمة الله تعالى ومطمئنة إلى أنه سيهيئ لها أسباب الشفاء رغم جزم الطب والأطباء بتضاؤل الأمل في ذلك .. ففكرت في أداء عمرة , كي تتمكن من التماس الشفاء مباشرة من الله عند بيته المحرم .
وجاءت إلى مكة وطافت بالكعبة , ولم يكن عدد الطائفين كبيرا وقتئذ , مما أتاح لها – كما تقول – أن تقبل الحجر الأسود , وتمس عينها المريضة به .. ثم اتجهت إلى ماء زمزم لتملأ كوبا منه وتغسل به عينها .. وبعد ذلك أتمت السعي وعادت إلى الفندق الذي تنزل به فوجئت بعد عودتها إلى الفندق أن عينها المريضة أصبحت سليمة تماما , وأن أعراض القرحة القرمزية توارت ولم يعد لها أثر يذكر ..
كيف تم استئصال قرحة بدون جراحة ؟! .. كيف تعود عين ميئوس من شفائها إلى حالتها الطبيعية بدون علاج ؟! وعلم الطبيب المعالج بما حدث , فلم يملك إلا أن يصيح من أعماقه الله أكبر إن هذه المريضة التي فشل الطب في علاجها عالجها الطبيب الأعظم في عيادته الإلهية التي أخبر عنها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : ( ماء زمزم لما شرب له , إن شربته تستشفي شفاك الله , وإن شربته لشبعك أشبعك الله – وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله , وهي هزمة جبرائيل وسقيا الله إسماعيل ) رواه الدارقطني والحكم وزاد
- إخراج حصاة بدون جراحة :
ومثل هذه الحكاية وحكايات أخرى نسمع عنها من أصحابها أو نقرؤها , وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على صدق ما قاله الرسول صلى الله عليه سلم عن هذه البئر المباركة زمزم فيروي صاحب هذه الحكاية الدكتور فاروق عنتر فيقول :
لقد أصبت منذ سنوات بحصاة في الحالب , وقرر الأطباء استحالة إخراجها إلا بعملية جراحية , ولكنني أجلت إجراء العلمية مرتين .. ثم عن لي أن أؤدي عمرة , وأسأل الله أن يمن علي بنعمة الشفاء وإخراج هذه الحصاة بدون جراحة ؟
وبالفعل سافر الدكتور فاروق إلى مكة , وأدى العمرة وشرب من ماء زمزم , وقبل الحجر الأسود , ثم صلى ركعتين قبل خروجه من الحرم , فأحس بشيء يخزه في الحالب , فأسرع إلى دورة المياه , فإذا بالمعجزة تحدث , وتخرج الحصاة الكبيرة , ويشفى دون أن يدخل غرفة العمليات ..
لقد كان خروج هذه الحصاة مفاجأة له وللأطباء الذين كانوا يقومون على علاجه , ويتابعون حالته .. فسبحان الله الشافي المعافي .
[align=right]1- الدراسات الجيولوجيه والهيدروبيولوجيه :-[/align]
[align=center][/align]
[glow1=FF0000][align=center]صوره لخارطة جيولوجية لشبه الجزيرة العربية[/align][/glow1]
[align=right]لقد قمت انا من كلية علوم الأرض وبمساعدة بعض الزملاء من كليه الارصاد والبيئه وزراعة المناطق الجافه من جامعة الملك عبد العزيز و بالتعاون مع مصلحة المياه والمجاري بالمنطقة الغربية بإعداد بعض الدراسات الجيولوجية والهيدرولوجية الخاصة بالمنطقة الغربية ونورد فيما يلي بعض النقاط الهامة الواردة فيها :
تقع المنطقة موقع الدراسة – المنطقة الساحلية غربي المملكة العربية السعودية ، بين البحر الأحمر وجبال الحجاز ، وتشكل سلسلة الجبال الواقعة ناحية الشرق حاجزا طبيعيا وفاصلا بين الأودية الموجودة في الناحية الشمالية والجنوبية مثل وادي فاطمة ووادي عسفان الخ .. التي تصرف مياهها تجاه البحر الأحمر ووادي وج ووادي العقيق اللذين يصرفان مياههما تجاه الحوض الرسوبي في الناحية الشرقية . وتتحكم النشاطات المائية ( الهيدرولوجية ) التي تحدث في الأودية التي تصرف مياهها تجاه الغرب ، بصفة عامة في هيدرولوجية هذه المنطقة إلا أنه قد يكون لتركيب التشكيلات الصخرية في المنطقة تأثير على النواحي الهيدرولوجية فيها .
في هذه الاختبارات ثلاث مضخات غاطسة واستمر الضخ لعمق 10.20 مترا أسفل المنسوب الأول للمياه وبعد ذلك أوقفت المضخات الواحدة بعد الأخرى وتشير التقديرات العامة إلى أن معدل تدفق المياه أعلى بكثير مما سجلته آبار الصخور النارية في مختلف أنحاء العالم .
قامت شركة المهندسين الاستشاريين المتحدين – النزهة – مكة المكرمة بمراقبة سقوط المطر مرتين في منطقة مكة المكرمة وكذلك التغييرات التي حصلت في منسوب مياه البئر بعد سقوط المطر في هاتين المناسبتين ولاحظت بأن المطر الذي سقط فوق مكة المكرمة مباشرة قد أدى إلى حدوث فيض في وادي إبراهيم وفي بعض أجزاء الحرم الشريف غير أنه لم تحدث أي تغييرات تذكر في منسوب المياه بزمزم .
وأما الملاحظة الثانية فكانت خاصة بمطر غزير سقط فوق منطقة الطائف وبنسبة بسيطة فوق المدينة ولم يحدث هذه المطر أية فيضانات في وادي إبراهيم غير أنه أحدث تغييرات مفاجئة وكبيرة في منسوب المياه بزمزم ، وتحتفظ شركة المهندسين الاستشاريين المتحدين بالسجلات التي دونتها عن سقوط المطر في هاتين المناسبتين
تاريخ بئر زمزم مسجل في عدة كتب موثوق بها ولقد تم تشغيل وصيانة هذا البئر بعناية فائقة منذ زمن النبي إبراهيم عليه السلام غير أنه اختفى مدة من الزمن إلى أن اكتشفه مرة ثانية عبد المطلب .
وقبل تشييد مباني الحرم الشريف الحالية كانت هناك عدة آبار في منطقة الحرم وقد دفنت جميع هذه الآبار أثناء التشييد ما عدا بئر الداوودية . ولقد اهتدى فيوجروا إلى أحد هذه الآبار المهجورة .
يقع بئر زمزم عند تقاطع ثلاثة مجموعات من ( تاريخي مثل البخاري والمشاهدة ) . وتمتد هذه التصدعات من الصفا ومن الكعبة ومن المروة باتجاه البئر . يبغ عمق البئر 30.5 متر منها 1705 متر في صخور جرانيتية ، ولقد تم تبطين الجزء الذي يقع فوق الطبقة الصخرية بحائط بنائي وتوجد ثلاثة فتحات في هذا الجدار تصل التصدعات بالبئر .
يبلغ منسوب المياه الساكن للبئر في حالة عدم استخدامه ثلاثة أمتار أسفل سطحه ، ويحصل تسرب كبير من البئر عندما يكون في هذه الحالة إذا تتسرب المياه من جانب البئر إلى الحفرتين الموجودتين في منطقة الخدمات الجديدة ويتوقف هذا التسرب عندما يجرى ضخ المياه من البئر .
بلغ مستوى المياه التي ملأت منطقة زمزم خلال أحداث شهر محرم عام 1400 هـ إلى حوالي 2متر فوق منسوب المياه الساكن في البئر ويتفق هذا المستوى مع منسوب المياه الجوفية في الناحية العلوية من وادي إبراهيم .
هنالك ثلاثة مصادر مختلفة أخرى للمياه في منطقة زمزم تم تجميعها في حفرتين وضخت خارج الحرم الشريف في أثناء فترة الملاحظة فالبركة المجاورة للصفا تستقبل التسرب من جانب البئر ومن ناحية الصفا ويحدث التسرب الذي يأتي من جانب البئر في الأوقات التي لا يتم فيها تشغيل البئر ، ويتوقف في فترة التشغيل . وأما التسرب الآخر فهو تسرب ضئيل ويجرى من تحت الجدار الخرساني الموازي للصفا والمروة .
الحفرة الأخرى الموجودة في جانب المروة تستقبل التسرب من ناحية زمزم ومن أنبوبتين يصبان مباشرة فيها والكمية التي يصرفها الأنبوب الصغير كمية صغيرة ودرجة حرارتها منخفضة وهي كمية لا تذكر إذا ما قورنت بكمية التسرب من جانب البئر وبالكمية التي يصرفها الأنبوب الكبير . ولقد بنى هذان الأنبوبان حسب إرشادات المهندسين الاستشاريين المتحدين ( أ.سي. تي ) الذي قاموا بمراقبة منشأ هذين المصدرين المائيين وذكروا بأن الأنبوب الصغير يسحب المياه العميقة المتسربة من الطرف العلوي من وادي إبراهيم عبر الرسوبات الغرينية إلى البركة .
في أثناء الحفريات لمنطقة الخدمات الجديدة في زمزم انكسر أنبوب مياه وتسربت منه المياه إلى جانب مبنى " المؤذنين " . ووفقا لما ذكره المهندسون الاستشاريون فقلد تم بناء غرفة تجميع رئيسية ( مانهول ) لجمع هذه المياه ثم سحبها إلى البركة بواسطة الأنبوب الكبير وذكروا أيضا بأن هذه المياه آتية من شبكة مياه عين زبيدة . وقد لوحظ بأن معدل الصرف من الأنبوب الكبير لا يتغير عند تشغيل زمزم .
تم أخذ عينات من البئر والأنبوب الكبير والأنبوب الصغير ، وفحصت هذه العينات في جامعة الملك عبد العزيز ، كما جرى في الموقع دراسة الخصائص الفيزيائية لهذه المصادر .
تبين الدراسات المتعلقة بمدى قابلية التوصيل وبدرجة الحرارة الاختلاف بين مصادر المياه الموجودة في منطقة الخدمة إذا أن انخفاض درجة الحرارة وانخفاض مدى قابلية التوصيل في المياه المسحوبة عبر الأنبوب الصغير تشير إلى أن مصدر هذه المياه يختلف عن المصادر الأخرى – حيث أن هذه المياه عبارة عن مياه جوفية تجري ببطء عبر رسوبات غرينية في وادي إبراهيم .
كما أن درجة حرارة المياه المتسربة من تحت البئر في ناحية الصفا وقابليتها للتوصيل إلى أعلى مما هو الحال في زمزم . ونسبة التسرب هذه ضئيلة جدا . ومن المحتمل أن هذه المياه تأتي من نفس المصدر وتتسرب فوق الطريق المفتوح في جبل قبيس .
وتشير الملاحظات إلى أن التسرب الحاصل من جانب البئر إلى ابرك يأتي من البئر نفسه حيث أن خصائص تلك المياه هي نفسها خصائص مياه زمزم بالإضافة إلى أن التسرب يتوقف أثناء ضخ المياه من زمزم .
تتساوى درجة حرارة المياه في الأنبوب الكبير وفي زمزم غير أن قابلية التوصيل تختلف اختلافا بسيطا فيهما مما يشير إلى أن مياه هذا الأنبوب ليست من بئر زمزم . ومع ذلك فإن التماثل بين خصائص هذين المصدرين يتطلب إعطاء تفسير على مستوى إقليمي يبين سبب ذلك .
يوجد بئر الداوودية في اتجاه التيار النازل من زمزم .
إن أية كتلة مائية غير محصورة موجودة في منطقة الحرم الشريف تنحدر باتجاه المسفلة ولذلك فإن المياه الجوفية في وادي إبراهيم والداوودية تتصل ببعض هيدروليكيا ، كما أنه من المحتمل أن تتسرب مياه زمزم نحو هذا البئر في الفترات التي لا تكون فهيا قيد الاستغلال .
وعليه فإن بئر الداوودية يحتوي على مياه من عدة مصادر . وفي أثناء فترة مراقبة هذين البئرين كانت الخصائص المادية فيهما متماثلة ، غير أنه لوحظ بأن بئر الداوودية يتأثر تأثيرا بسيطا وبالتدريج عند سحب المياه من زمزم ولو كان هذان البئران متصلين اتصالا هيدروليكيا مع بعضهما البعض عبر التصدعات والمفاصل الصخرية لكان هنالك استجابة فورية في هذين البئرين حين تعرضهما لأي مؤثر . وحيث أن الوضع ليس كذلك فإن هذا يعني أن لبئر الداوودية خصائص هيدروليكية مختلفة عن بئر زمزم.
وقد كشفت اختبارات الضخ التي أجريت في 13 ديسمبر 1979 م بعضا من خصائص البئر واستخدمت في هذه الاختبارات ثلاث مضخات غاطسة واستمر الضخ لعمق 10.20 مترا أسفل المنسوب الأول للمياه وبعد ذلك أوقفت المضخات الواحدة بعد الأخرى وتشير التقديرات العامة إلى أن معدل تدفق المياه أعلى بكثير مما سجلته آبار الصخور النارية في مختلف أنحاء العالم .
قامت شركة المهندسين الاستشاريين المتحدين – النزهة – مكة المكرمة بمراقبة سقوط المطر مرتين في منطقة مكة المكرمة وكذلك التغييرات التي حصلت في منسوب مياه البئر بعد سقوط المطر في هاتين المناسبتين ولاحظت بأن المطر الذي سقط فوق مكة المكرمة مباشرة قد أدى إلى حدوث فيض في وادي إبراهيم وفي بعض أجزاء الحرم الشريف غير أنه لم تحدث أي تغييرات تذكر في منسوب المياه بزمزم . [/align]
[glow1=CC0066]الخلاصه :[/glow1]
[align=right]تستقبل بئر زمزم مياهها من صخور قاعية تكونت في العصور العديمة وذلك عبر ثلاث تصدعات صخرية تمتد من الكعبة المشرفة والصفا والمروة وتلتقي في البئر . ويصل الضغط الرأسي للمياه المندفعة من هذه التصدعات إلى حوالي 10 أمتار وفقا للقياسات التي تمت أعلى فتحة الصدع داخل البئر . ويعلو طبقة الصخر الموجودة في موقع البئر طبقة من الرمل الناعم يصل سمكها إلى 16 مترا علما بأن للمياه الجوفية المتدفقة عبر المواد الغرينية خواص طبيعية وكيمائية تختلف عن مثيلاتها في زمزم .
تعوض الصخور القاعية التي تغذي بئر زمزم بالمياه إمداداتها من الجبال الموجودة في الناحية الشرقية وتتصل منطقة التعويض هذه بمنطقة البئر عبر مجموعة من التصدعات . تتقاطع المفاصل الصخرية والمنحنيات السطحية التي تتراوح اتجاهاتها بين 40 / 50 درجة و 130/150 درجة و10/20 درجة . مع مفاصل ومنحنيات أخرى أصفر وتكون شبكة . وتعتبر الاتجاهات الصدعية الثلاثة التي شوهدت في موقع البئر وهي من النوع الموضعي مدخلا إلى الشبكة الرئيسية
تحتل مدينة مكة المكرمة منطقة الأودية ومناطق النتوءات الصخرية . ويوجد اتصال نشط بين البيئة السطحية والبيئة السفلية المتخللة عبر التصدعات هنالك صعوبات في تصريف المياه الجوفية في مناطق الصخور الصدعية .
وهكذا هو الحال بالنسبة لمنطقة مكة المكرمة . كما وأن هناك احتمال حدوث تسرب من شبكات مياه المجاري ومن شبكات تصريف مياه الأمطار إلى بئر زمزم عبر التصدعات التي تمتد من السطح إلى شبكة التصدعات التي تغذي زمزم .
توزع مياه عين زبيدة في مكة المكرمة بواسطة شبكة بنيت في حوالي عام 1500 م ويمر فرع من هذه الشبكة بمحاذاة طريق الصفا غير أن الموقع الصحيح لهذا الفرع لم يظهر على الخرائط وتسحب المياه من هذه الشبكة إلى إحدى برك التصريف في منطقة خدمات زمزم .
إن المنطقة التي تغذي شبكة عين زبيدة بالمياه وتجدد إمداداتها المائية هي منطقة واحدة وهي منطقة الجبال الموجودة في الناحية الشرقية وتظهر هذه الحقيقة بوضوح من درجة حرارة المياه ومن خصائص التوصيل ومع ذلك فإن مياه زمزم تختلف عن مياه عين زبيدة .
تحدث تسربات مائية بين بئر زمزم والمنطقة المجاورة له ، ففي أثناء فترات عدم سحب المياه من البئر يرتفع منسوب المياه ليصل إلى مسافة ثلاثة أمتار من سطح البئر تحدث تسربات في مختلف الاتجاهات غير أن هذه التسربات تتوقف أثناء فترات ضخ المياه من البئر ولذلك يجب أخذ هذا الموضوع في عين الاعتبار في الأمور المتعلقة ببئر الداوودية وتسربات المياه من وادي إبراهيم ومن المصادر الأخرى نحو زمزم .
يقع بئر الداوودية في اتجاه التيار النازل من زمزم ومن المؤكد أن البئرين متصلان هيدروليكيا عبر رواسب غرينية حيث أن الاتصال الهيدروليكي بينهما عن طريق التصدعات الصخرية مستحيل تقريبا ، أما التسرب من بئر زمزم إلى بئر الداوودية فهو شئ مؤكد – مع أنه من المحتمل أن يحدث ذلك عبر الرواسب الغرينية حيث أنه يمكن لنفس البئر أن يصرف المياه عبر الرواسب الغرينية فقد كانت الخواص الطبيعية للبئرين متماثلة في أثناء فترة المراقبة عندما كان البئران بدون استعمال .
يرتفع منسوب المياه الجوفية في وادي إبراهيم حوالي 2 متر فوق المنسوب الساكن لزمزم . تعمل شبكة التصريف في منطقة الخدمة الجديدة على تخفيض منسوب المياه الجوفية إلى ما هو أدنى من المنسوب الساكن للبئر .
لا تستطيع أية تسربات مائية من التيار الصاعد للوادي الوصول إلى زمزم إذا لم ينخفض منسوب المياه في البئر إلى مستوى أقل من منسوب القنوات الاعتراضية ويحدث تسرب من البئر إلى منطقة الخدمة وبخلاف ذلك قد يحث بعض التسرب من المنطقة إلى البئر . ومن ثم فإن إقامة ترنشات على أعماق أقل من متوسط مناسيب المياه قد تعمل على منع حدوث أي تسرب إلى البئر .
تنطلق المياه الجوفية من المناسب العليا إلى المناسيب الأدنى ولزمزم ارتفاع ساكن ينخفض قليلا عن منسوب المياه في الوادي . وتعمل الترنشات على تخفيض منسوب المياه وتعمل على سحب وتجميع المياه المترسبة من الوادي ومن زمزم . ومع ذلك فإنه في موسم الحج تنخفض مناسيب مياه زمزم إلى عدة أمتار أدنى من مناسيبها الاعتيادية . ولذلك لا تستطيع الترنشات السطحية سحب وتجميع المياه من الوادي لأن زمزم يصبح كالترنش . وتتسرب المياه من الوادي إلى زمزم ، غير أنه إذا كان بالإمكان بناء ترنش أعمق فإن هذا سوف يؤدي إلى انخفاض مستوى أية تسربات مائية قبل أن تصل إلى البئر . [/align]
[align=right]2- قياس بئر زمزم وما فيها من عيون :[/align]
[align=right]اهتم كثير من السابقين بذرع زمزم من علوها إلى قاعها وسعتها وما فيها من العيون . يقول الأزرقي : " كان ذرع زمزم من أعلاها إلى أسفلها 60 ذراعا وفي قعرها ثلاث عيون عين حذاء الركن الأسود ، وعين حذاء أبي قبيس والصفا ، وعين حذاء المروة . ثم كان قد قل ماؤها جدا حتى كانت تجم في سنة ثلاث وعشرين وأربع وعشرين ومائتين ، فضرب فيها تسعة أذرع سحا في الأرض في تقوير جوانبها ثم جاء الله بالأمطار والسيول في سنة خمسة وعشرين ومائتين فكثر ماؤها وقد كان سالم بن الجراح قد ضرب فيها في خلافة الرشيد هارون أمير المؤمنين أذرعا وكان قد ضرب فيها في خلافة المهدي أيضا . وكان عمر بن ماهان – وهو على البريد والصوافي – في خلافة الأمين محمد بن الرشيد قد ضرب فيها وكان ماؤها قد قل حتى كان رجل يقال له : محمد بن مشير من أهل الطائف يعمل فيها قال : أنا صليت في قعرها فغورها من رأسها إلى الجبل أربعون ذراعا ذلك كله بنيان وما بقي فهو جبل منقور وهو تسعة وعشرون ذراعا وذرع حبك زمزم في السماء ذراعان وشبر وذرع تدوير فم زمزم أحد عشر ذراعا وسعة فم زمزم ثلاثة أذرع وثلثا ذراع ، وعلى البئر ملين ساج مربع فيه اثنتا عشرة بكرة يستقى عليها " .
وقال الإمام الفاسي " وقد اعتبر بعض أصحابنا بحضوري ارتفاع فم زمزم عن الأرض وسعته وتدويره فكان ارتفاع فمها في السماء ذراعين إلا ربعا وسعته أربعة أذرع ونصف وتدويره خمسة عشر ذراعا إلا قيراطين كل ذلك بذراع الحديد المشار إليه " .
وروى ياقوت الحموي في معجم البلدان عن محمد بن أحمد الهمذاني أنه قال . " وكان ذرع زمزم من أعلاها إلى أسفلها ستين ذراعا وفي قعرها ثلاث عيون ، عين حذاء الركن الأسود ، وعين حذاء أبي قبيس والصفا ، وأخرى حذاء المروة ، ثم قل ماؤها جدا حتى كانت تجم وذلك سنة 223 أو 224 فحفر فيها محمد بن الضحاك ، وكان خليفة عمر بن فرج الرخجي على بريد مكة وأعمالها تسعة أذرع ، فزاد ماؤها واتسع ، ثم جاء الله بالأمطار والسيول سنة 225 فكثر ماؤها . ثم قال وذرعها من رأسها إلى الجبل المنقور في الجبل وهو تسعة وعشرون ذراعا ، وذرع تدويرها أحد عشر ذراعا وسعة فمها ثلاثة أذرع وثلثا ذراع " .
ويلاحظ هنا وجود فرق في ذرع زمزم بين الأزرقي والفاسي والهمذاني . ويرجع ذلك إلى اختلاف الأذرع التي قاسوا بها البئر وطول الزمن الذي بينهم تعرضت خلاله البئر لحوادث وطوارق من طم وحفر وعمارة وإصلاح وتغيير.
وقد وصف أبن جبير ذرع زمزم في عصره وذلك سنة 578هـ فقال :
" وعمقها إحدى عشرة قامة حسبما ذرعناه ، وعمق الماء سبع قامات .
أما عن العيون الثلاثة التي ذكر الأزرقي وجودها في قعر زمزم فقد ذكر الفاكهي أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال لكعب الأحبار : " فأي عيونها أغزر ؟ قال العين التي تخرج من قبل الحجر قال صدقت " .
وروى الدار قطني في سننه عن ابن سيرين أن زنجيا وقع في بئر زمزم فمات ، فأمر به ابن عباس فأخرج ، وأمر بها أن تنزع فغلبتهم عين جاءت من الركن ، فأمر بها فسدت بالقباطذي والمطارف ونحوها حتى نزحوها فلما نزحوها انفجرت عليهم .
وأخرج الطماوي في شرح معاني الآثار ، وابن شيبه بإسناد صحيح عن عطاء : " إن حبشيا وقع في زمزم فمات . فأمر عبد الله بن الزبير بنزح مائها فجعل الماء لا ينقطع ، فنظر فإذا عين تجرى من قبل الحجر الأسود فقال ابن الزبير حسبكم . وقال العمري في مسالك الأبصار : وقد وقع فيها حبشي فنزحت من أجله فوجدوا ماءها يثور من ثلاث أعين أقواها ماء عين من ناحية الحجر الأسود ، رواه الدار قطني " .
وفي بداية عام 1400هـ كلفا بعض الباحثين بتنظيف بئر زمزم وتطهيره فقاموا بتركيب مضخات كبيرة لضخ جميع المياه الموجودة في البئر مما أتاح لهم أخذ قياسات دقيقة للبئر ومشاهدة جدرانه ومصادر المياه الرئيسية للبئر بعد ضخ المياه إلى مستوى أدنى من هذه المصادر وتصويرها سينمائيا وفوتوغرافيا . وقد قام الغواصان اللذان كانا معنا في تنظيف البئر بقياس عرض البئر كل حوالي أربعة أمتار وتبين أن البئر من الداخل محكم التلبيس بعمق أربعة عشر مترا وثمانين سنتيمترا من فوهة البئر وتحت هذا العمق يوجد فتحتان لتغذية البئر إحداهما متجهة إلى الكعبة المشرفة والثانية إلى جياد ثم جزء منقور في الجبل بعمق 17.20 مترا .
ومن الملاحظ أن هذه القياسات قريبة من القياسات التي وردت في الروايات التاريخية التي اتفق معظمها على أن " غورها من رأسها إلى الجبل أربعون ذراعا ( 22.5 مترا ) لذلك كله بنيان وما بقي فهو جبل منقور وهو تسعة وعشرون ذراعا ( 16.25 مترا ) . ويعود الفرق في عمق الجزء المبنى بين الوقت الحاضر والروايات التاريخية إلى أن بئر زمزم الآن منخفضة عن الكعبة المشرفة تحت سطح أرضية المطاف بينما كانت في السابق فوق سطح الأرض .
أما بالنسبة للجزء المنقور في الجبل فيتبين أن هناك فرقا يقدر بحوالي متر واحد وذلك نتيجة لعملية تنظيف البئر .
ويختلف قطر البئر باختلاف العمق فهو يتراوح بين 1.5 مترا ، 2 مترا ويصل القطر عند التقاء الجزء المبنى بالجزء المنقور بالجبل إلى 1.80 مترا حيث توجد المصادر الرئيسية للبئر وهي مبنية بصفين من الحجارة وهي على النحو التالي :
1- المصدر الرئيسي : وهو عبارة عن فتحة تتجه جهة الكعبة المشرفة في اتجاه الركن المواجهة لحجر إسماعيل وطولها 45 سم وارتفاعها 30 سم وبها غور إلى الداخل ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه . وهذا يتفق مع ما ورد في الروايات التاريخية .
2- المصدر الثاني : وهو عبارة عن فتحة كبيرة بطول 70 سم ومقسومة من الداخل إلى فتحتين وارتفاعها 30 سم باتجاه جياد .
3- المصادر الفرعية : وهي فتحات صغيرة بين أحجار البناء تخرج منها المياه . توجد خمس منها في المسافة التي بين الفتحتين الأساسيتين وقدرها متر واحد كما يوجد 21 فتحة أخرى تبدأ من جوار الفتحة الأساسية الأولى وباتجاه جبل أبي قبيس والصفا والمروة حتى تصل إلى الفتحة الثانية وهذه الفتحات لا توجد على مستوى واحد ولكنها على مستويات مختلفة وتتدفق منها المياه بكميات متفاوتة .
ومن الملاحظ أن الروايات التاريخية تحدثت عن وجود ثلاث عيون " عين حذاء الركن الأسود وعين حذاء أبي قبيس والصفا وعين حذاء المروة " بينما تبين بالمشاهدة أن هناك مصدرين أساسيين فقط أحدهما تجاه الكعبة والآخر تجاه جياد أما المصدر الثالث التي قالت الروايات التاريخية أنه جهة جبل أبي قبيس والصفا فقد وجدت بدلا منه تلك الفتحات الصغيرة بين أحجار البناء وعددها 21 فتحة . ومن المحتمل أنه عند قفل هذا المصدر عند إصلاح بئر زمزم سنة 1028 هـ تفجرت المياه من بين حجارة البناء . فقد ذكر الغازي في تاريخه عن العلامة الخضراوي رضي الله عنه في " تاج تواريخ البشر " أنه في شهر رمضان 1028هـ وقع في بئر زمزم أحجار كثيرة من الجهة الشامية والغربية وقد أصلحت في يوم الاثنين الرابع من شهر شوال سنة 1028هـ وتم البناء يوم السادس عشر من شوال فما باشر الماء جعل رمضا من غير جبس ولا نوره وما لم يباشر الماء جعل بالنورة والجبس . " .
وقد تبين من فحص الجزء الصخري في بئر زمزم أن هناك أجزاء منحوتة طوليا في هذا الصخر أربعة منها أسفل المصدر الرئيسي وأربعة بين المصدرين الرئيسيين في مسافة متر واحد وأثنى عشر في المسافة التي توجد فيها الفتحات الصغيرة . ويختلف غور هذه الأجزاء المنحوتة فبعضها غائر يصل إلى عمق ست سنتيمترات وبعضها سطحي . ومن المحتمل أن هذا النحت الطولي في الصخر حدث نتيجة لسقوط المياه من المصادر بصفة مستمرة أو نتيجة لاحتكاك حبال الدلاء فقد ذكرت الروايات التاريخية انه كانت توجد اثنتا عشرة بكرة عند فم البئر لجلب الماء أو قد تكون نتيجة لهذين العاملين معا .[/align]
[align=center]
قطاع طولي في بئر زمزم
مسقط افقي لبئر زمزم عن مستوى الفتحات الرئيسية
مقطع يبين فتحات المياه في بئر زمزم
مقط طولي في اتجاه الكعبة
صورة حقيقة ونادرة التقطت من قاع بئر زمزم لمنابع زمزم وهي من الصورة النادرة
صورة حقيقة ونادرة التقطت من قاع بئر زمزم لمنابع زمزم وهي من الصورة النادرة
صورة حقيقة ونادرة التقطت من قاع بئر زمزم لمنابع زمزم وهي من الصورة النادرة[/align]
[align=right] ومن الواجب الإشارة أنه حدث اختلاف في تحديد الاتجاهات الرئيسية لمصادر منابع مياه زمزم بين المصلحة ومركز أبحاث الحج ، وقد علمت بأن المركز سوف يقوم بدراسات دقيقة تحدد هذه الاتجاهات بدقة في المستقبل .[/align]
[align=right]3- مصادر تغذية بأر زمزم بلمياه :[/align]
[align=right]من المعروف أن الآباء تغذى بالمياه المتواجدة في باطن الأرض من الأودية أو من الشقوق الصخرية نتيجة لعوامل مختلفة . وقد رأينا أن نعطى القارئ على الصفحات التالية فكرة مبسطة عن مصادر المياه المغذية للآبار العادية بصفة عامة وعلاقة ذلك ببئر زمزم . أما بالنسبة للقارئ المتخصص فسوف يجد بابا كاملا عن الدراسات الجيولوجية والهيدرولوجية . [/align]
[align=center] المياه الجوفية : [/align]
[align=right]تنقسم المياه الجوفية إلى قسمين :-
1- مياه تواجدت في الصخور النارية أثناء تبلورها من الكتلة النارية في باطن الأرض أو في الصخور الرسوبية أثناء تكوينها . وهذه المياه تتواجد على أعماق كبيرة وهي محدودة الحركة وقد تصل إلى سطح الأرض نتيجة لشقق القشرة الأرضية
2- المصدر الرئيسي للمياه تحت الأرضية وهو ما يترسب في باطن الأرض من مياه الأمطار وهذه المياه تتواجد على طبقات متميزة .
أ- منطقة متشبعة بالمياه :
وتكون المياه حرة الحركة في الاتجاه الجانبي ويحدها من أعلى مستوى المياه الجوفية وهو غير ثابت المنسوب إنما ينخفض ويرتفع تبعا لظروف عدة أهمها توافر الأمطار والعوامل الجيولوجية والعوامل الطبوغرافية .
ب- منطقة مياه الخاصة الشعرية :
يتواجد فيها الماء إلا أنها لا تملأ جميع مسام التربة ويتوقف سمك هذه الطبقة على اتساع مسام التربة ( كما ضاقت زاد السمك ) وقطر الحبيبات ( كلما صغر زاد السمك ) وقوة الجذب والتوتر السطحي ما بين حبيبات التربة وقطرات الماء .
منطقة مياه التوتر أو الجذب السطحي :
وهذه المنطقة تعلو منطقة مياه الخاصة الشعرية وتتواجد فيها المياه على هيئة رقائق تغلف حبيبات التربة إلا أن فقاقيع الهواء في هذه المنطقة تأخذ في الاتصال مع بعضها البعض . وكلما اتجهنا إلى أعلى نجد أن الأغلفة المائية الرقيقة المحيطة بحبيبات التربة تأخذ في التلاشي مع ازدياد كمية الهواء في المسام .
ويمكن تقدير كمية المياه التي يمكن ضخها من الآبار بتطبيق الأسس والقوانين الهيدروليكية التي تربط ما بين العوامل المؤثرة على سير المياه من الطبقات المسامية من الآبار .
القوانين الهيدروكية للآبار العادية :
إذا أخذنا قطاعا رأسيا بئر ما والتربة المجاورة له ورسمنا منسوب المياه في البئر والتربة أثناء سحب الماء من البئر نجد أن الخط الواصل بين هذه المناسيب هو عبارة عن مخروط مقلوب قاعدته إلى أعلى ورأسه عبارة عن منحنى ورأسه هو منسوب المياه في البئر أثناء الحسب وهو ما يسمى مخروط الانخفاض أو الهبوط.
Q = معدل التصرف
K = معامل النفاذية
H = الارتفاع الأصلي للمياه الجوفية (قبل السحب)
h = ارتفاع المياه الجوفية أثناء السحب
R = نصف قطر دائرة تأثير البئر
r = نصف قطر البئر
وبديهي أنه لمعرفة تصرف البئر ( Q) يعوض في المعادلة بقيمة الحدود الأخرى وبمراجعة هذه الحدود نجد أن جميعها يمكن معرفتها إلا نصف القطر لدائرة تأثير البئر (R) التي تتغير بتغير ( h) ، ( Q) .
إلا أنه يلاحظ أن التغيير في قيمة (R) لا يؤثر تأثيرا كبيرا على قيمة (Q) وبذلك يمكن كتقدير تقريبي للتصرف اعتبار قيمة (R) تساوي ما بين 300 ، 400 مترا وبالنسبة لمعامل النفاذية هناك جداول تحدده حسب نوع التربة .
الأمطار :
تسقط الأمطار في شبه الجزيرة العربية في فصل الشتاء عادة وهي قليلة وتحدث نتيجة للأعاصير التي تحيط بشبه الجزيرة العربية والتي تتحرك من شرق البحر الأبيض المتوسط نحو منطقة دجلة والفرات . وتتحرك بعض هذه الأعاصير تجاه الجنوب بمحاذاة ساحل البحر الأحمر .
وهذه الأعاصير هي التي تسقط الأمطار في فصل الشتاء في مكة المكرمة وتتجه جنوبا نحو اليمن . وعادة ما يهطل المطر في شكل سيول غزيرة تستغرق ساعة أو ساعتين . وقد بدأ تسجيل سقوط الأمطار في مكة المكرمة عام 1969م . أن معدل الأمطار السنوي يتراوح بين 21 ملليمتر و 6ر82 ملليمتر ، وكان أقصى معدل سجل في يوم واحد هو 4ر117 ملليمتر .
السيول :
لما كان المطر يحدث نتيجة تدفق فجائي من السحب فان السيول تحدث في الحال لأن سطح الأرض في هذه المنطقة شديد الانحدار والتكوينات الصخرية صلدة صماء وغير مسامية فلا تجد السيول ما يعوق تقدمها . وقد تعرضت مدينة مكة المكرمة منذ أقدم العصور إلى سيول متفاوتة الشدة . ولقد سجل المؤرخون هذه السيول والحوادث التي وقعت وأودت بحياة كثير من الناس في الحرم حين كانت السيول الفجائية تندفع من كل اتجاه وجانب .
وينحدر وادي إبراهيم من ناحية الشمال الشرقي والجنوب الشرقي . والمنفذ الوحيد لتصريف المياه المتدفقة كلها يقع بجوار الحرم الشريف عبر الوادي الضيق .
ومساحة هذه المنطقة ليست كبيرة فهي لا تزيد عن 650 هكتار ( 1600 فدان ) ومن ثم يمكن أن تحدث من هذه المنطقة الصغيرة سيول كبيرة مدمرة بسبب انحدار التلال الصماء حولها . وقد لوحظ خلال سيل عام 1883هـ أنه حدث فيضان شديد نتيجة للسيول المنحدرة من مناطق أجياد التي جاءت من اتجاهين هما السد وبئر بليلة .
ومع ذلك فإن معظم السيول الجارفة التي اقتحمت مكة المكرمة والحرم الشريف محدثة أضرار بالغة لمباني الكعبة المشرفة والمسجد الحرام وأدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والمباني كانت تأتي عادة من منى وجبل النور ووادي جعرانه والتي تقع خارج الوادي الأوسط تجاه الجنوب الشرقي والشرق الشمال . وتبلغ مساحة منطقة المياه حوالي 7000 هيكتار ( 27 م2 ) وتدخل السيول الآتية من منى إلى المدينة من الوادي عند منطقة الششة . أما السيول الآتية من جبل النور ووادي جعرانة فإنها تندفع عبر الوادي بالقرب من قصر الملكي القديم . وبعض هذه السيول تندفع من جهة الشمال وجميع هذه السيول تصل إلى الحرم الشريف عند القشاشية من الناحية الشمالية الحجون والمعلاة والغزة حيث تنضم إليها معظم السيول المتدفقة من الأجزاء المرتفعة من مكة المكرمة باستثناء بعض السيول تتدفق من جبل أبى قبيس ومنطقة أجياد في الشمال الشرقي والشرق لتصل مباشرة إلى منطقة باب الملك . وهذه كلها تتصرف إلى المسيال مباشرة مارة بالحرم الشريف . وتذكر سجلات التاريخ 86 حادثا للسيول بعد ظهور الإسلام. وتوصف شدة هذه السيول باستعمال صيغ المبالغة مثل "لم يحدث من قبل مثيل هذا " أو بما وصل إلية المستوى داخل الحرم " " حتى الحجر الأسود أو باب الكعبة أو الكعبة أو فوق قفل الباب أو فوق أعمدة القناديل " . كما تقاس هذه السيول أحيانا بما أحدثته من خسائر في الأرواح والممتلكات . ويستغرق تصريف هذه السيول يومين أحيانا . وتوصف شدتها وحجمها أحيانا باستخدام تعبيرات معينة (( كنهر النيل وقت الفيضان )) ويوضح الجدول رقم ( 3) بعض هذه السيول التي حدثت منذ فجر الإسلام . وبعد عام 1327 هـ حدثت بعض السيول في أعوام 1328 ، 1330 ، 1335 ، 1344 ، 1360 ، 1376 ، 1382 ، 1384 ، 1388 ، 1394 هـ . ولكن هذه السيول لم تكن شديدة لم تذكر في الجدول السابق . وان كان أهم هذه السيول ما حدث في الخامس من ذي القعدة عام 1388 هـ عندما سبق هذا السيل هطول أمطار غزيرة مع انسداد مجرى السيل جزئياً بواسطة السيارات التي انجرفت داخل فتحته وغمرت المياه منطقة الحرم بأكملها وارتفعت حوالي نصف متر فوق عتبة باب الكعبة .
وقد تحدثت كتب التاريخ عن علاقة الأمطار والسيول ببئر زمزم فقال الارزقي في تاريخه (1) (( ثم كان قد قل ماؤها ( أي بئر زمزم ) جداُ حتى كانت تجم في سنة ثلاث وعشرين وأربع وعشرين ومائتين ، فضرب فيها تسعة أذرع سحا في الأرض في تقرير جوانبها ثم جاء الله بالأمطار والسيول في سنة خمس وعشرين ومائتين فكثر ماؤها " .
كما جاء في موضع آخر من تاريخ الأزرقي : أنه " يأتي على زمزم زمان تكون أعذب من النيل والفرات ، قال أبو محمد الخزاعي : وقد رأينا ذلك في سنة إحدى وثمانين ومائتين وذلك أنه أصاب مكة أمطار كثير فسال واديها بأسيال عظام في سنة تسع وسبعين وسنة ثمانين ومائتين فكثر ماء زمزم وارتفع حتى كان قارب رأسها فلم يكن بينه وبين شفتها العليا إلا سبعة أذرع أو نحوها وما رأيتها قط كذلك ولا سمعت من يذكر أنه رآها كذلك وعذبت جدا حتى كان ماؤها أعذب من مياه مكة التي يشربها أهلها وكنت وأنا وكثير من أهل مكة نختار الشرب منها لعذوبته وأنا رأيناه أعذب من مياه العيون ولم أسمع أحدا من المشايخ يذكر أنه رآها بهذه العذوبة ثم غلظت بعد ذلك في سنة ثلاث وثمانين وما بعدها وكان الماء في الكثرة على حاله وكنا نقدر أنها لو كانت في بطن وادي مكة لسال ماؤها على وجه الأرض لأن المسجد أرفع من الوادي وزمزم أرفع من المسجد وكانت فجاج مكة وشعابها في هاتين السنتين وبيوتها التي في هذه المواضع تتفجر ماء " .
وقد حدث في عام 1388 هـ أن هطلت أمطار غزيرة على مكة المكرمة ودخل السيل إلى الحرم المكي الشريف ووصل إلى باب الكعبة ، وحيث أنه لم يكن هناك في ذلك الحين شبكة لتصريف المياه في الحرم فقد جرى ضخ المياه المتجمعة وشكلت لجنة – كنت من بين أعضائها – لفحص مياه بئر زمزم . وكان البئر داخل غرفة وقمنا بفتح الغرفة ولاحظنا أن المياه تتدفق من فوهة البئر إلى الخارج وكان البسطاء يقولون أن " البئر ينظف نفسه " .
وكان في يدي مندي من الورق فألقيته على سطح الماء فإذا بالماء يجرف المنديل إلى الخارج ووجدت خرطوما على الأرض طوله حوالي مترين فأخذته ووضعت طرفه وسط البئر فتدفق الماء من الطرف الآخر . ويدل هذا على أن هناك ضغطا يدفع الماء من أسفل إلى أعلى مما يؤكد أن بئر زمزم يعمل كبئر ارتوازي عندما تهطل الأمطار . وعندما تذوقت مياه بئر زمزم وجدتها حلوة بالفعل . وقد تم أخذ عينات من البئر وتحليلها وتبين أنها أحلى من أي مياه في مكة . وقد ظل اندفاع المياه نم البئر على هذا النحو لفترة من الزمن حتى خف الضغط وبدأت المياه تنقص تدريجيا حتى عاد البئر إلى وضعه الطبيعي أي إلى حوالي ثلاثة أمتار من فوهة البئر ولكن ذلك استغرق فترة طويلة . وهذا دليل على أن مصادر بئر زمزم تختلف عن المياه الجوفية . حيث أنه لم يحدث ذلك في بئر الداودية على سبيل المثال ، فلو أن المياه الجوفية ارتفعت في المنطقة كلها لارتفعت المياه في بئر الداودية وفي الآبار المحيطة بالحرم الشريف . وهذا يعطي قناعة بأن هناك مصدرا مستقلا ببئر زمزم . والشيء الآخر أنه عندما حللنا مياه بئر زمزم عند الكشف على البئر بعد الأحداث التي وقعت في الحرم المكي الشريف في محرم عام 1400 هـ ، أثبتت التحليل للعينات المأخوذة من المصادر الرئيسية للبئر عدم وجود أي تلوث بها واختلاف نوعياتها عن المصادر الأخرى .[/align]
صورة حقيقة ونادرة التقطت من قاع بئر زمزم لمنابع زمزم وهي من الصورة النادرة
صورة حقيقة ونادرة التقطت من قاع بئر زمزم لمنابع زمزم وهي من الصورة النادرة
الموضوع منقول للافادة المصدر " الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية " لمحمد كامل عبد الصمد
المصدر " أنت تسأل والشيخ الزنداني يجيب حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة " للشيخ عبد المجيد الزنداني