التسمم المنزلي للأطفال :

السموم المنزلية Household Poisons :

من المؤسف أن يكون معظم ضحايا التسممات داخل المنازل هم من الأطفال . وحسب الاحصائيات العالمية وأبحاث مركز السموم والكيمياء الشرعية بمنطقة مكة المكرمة فان الفئة العمرية سنة الى 5 سنوات هم الأكثر عرضة لمخاطر المواد السامة التي يحتفظ بها في المنازل بغرض الرفاهية وككماليات تتدرج في أهميتها للأسرة . ان حوادث التسمم هذه يمكن تلافيها لو كان هناك قدر كافي من المعلومات للأسرة عن الخواص الخطرة لهذه المواد المنزلية . و اذا لم تتبع الارشادات والاحتياطات داخل المنزل فان سلسلة المواد التي تتحول الى سموم تبدأ من الأدوية التي تحتاج الى يقظة لملاحظة أي ظهور لأعراض تسمم وان ما كان مسمومحا به قبل الحمل قد يدخل دائرة الممنوعات بعد الحمل مرورا بأدوات التجميل والمنظفات والمبيدات الحشرية الى ان نصل الى ما يستخدم في أحواش المنازل لمعالجة المزروعات الخارجية والمسابح ان وجدت.



الفرص التي تهيء لحدوث التسمم المنزلي للأطفال :

1- التقدير الخاطيء لامكانيات الطفل :

قد لا تدرك الأم او من يتولى رعاية الطفل المقدرة الحقيقية لتفكير الطفل وابتكاره لأساليب يشبع بها فضوله . قيترك الطفل بمفرده في مكان تواجد الدواء او مستحضر التجميل او بخاخ المبيد الحشري في غرفة النوم او قرب مراكن الزرع التي عولجت بمغذي الزرع او مبيد الحشرات . ظنا بأن سن الطفل لا يمكنه من التطاول على من حوله من مواد . ولكن بروح الاستكشاف يستخدم الطفل امكانياته المتاحة سواء باليد او الاسنان ليلمس ويشم ويتذوق ما وقع في يده . فيكون بذلك قد دخل في دائرة خطر العبث بمادة سامة ضارة له .

2- اعطاء الدواء الخاطيء او الجرعة الخاطئة للطفل :

بحسن نية قد تقوم الأم او من يقوم على رعاية الطفل باعطائه دواء لغرض تسكين الألم او تخفيض الحرارة جرب سابقا مع فرد من الأسرة كبير او بتوصية من الجيران . فيتعرض الطفل للدواء الخطأ او الجرعة الخطأ قيحدث التسمم .

3- تعريض الطفل السليم للدواء تعمدا للحصول على تأثير مرغوب :

للحصول على تأثير مهديء او منوم للطفل قد يلجأ بعض المحيطين بالطفل لاعطائه دواء يستخدم لعلاج حالات معينة للحصول على تأثير منوم ومهديء للطفل . يقلل من حركته ونشاطه .وقد تلجأ لذلك بعض الخادمات او المربيات بجهل ودون وعي وادراك .فيعطى الطفل مضادا للهستامين بجرعة تعطى للكبير فيصاب بالتسمم وأعراض النوم الطويل والامساك الشديد والجفاف . واذا كانت المادة المعطاة ذات ضرر كبير كشراب البانادول او الفيفادول الذي يحتوي على الباراسيتامول فقد يتعرض كبد الطفل لأذى شديد يحتاج فيه لأخذ الترياق والنقل للمستشفى .

4- التعرض لخطر التسمم المنزلي ضمن أفراد الأسرة ككل :

وذلك بالرش العشوائي للمبيدات الحشرية داخل المنزل او التعقيم للأدوات المنزلية ورضاعات الأطفال دون اتباع الطرق الصحية في ذلك باغراق الأواني بمحاليل التعقيم وعدم تصفيتها وازالة المتبقي قبل استعمالها . او حفظ المواد الكيميائية ذات الاستخدام المنزلي للفناء او الحديقة المنزلية داخل الغرف الصغيرة حيث يؤدي تبخرها وانبعاث المواد الفعالة البطيء وعلى مدى الأيام الى تسميم الهواء داخل المنزل .

5- التسمم المنزلي ضمن وسائل اللعب والترفيه للطفل :

لا يدخر الوالدين جهدا لتنمية مواهب الطفل وجلب كل وسيلة لذلك . وبدون سابق ادراك ان ادوات معينة ومحاليل معينة لا تستخدم الا تحت الاشراف المباشر للوالدين وان لكل سن معين العابه ووسائل تنمية مواهب تخصه من ادوات تلوين وطلاء ومساحيق . واستباقا للزمن وتقديرا أعلى لتفكير وذكاء الطفل يهمل عامل السلامة قيتعرض الطفل لخطر استنشاق او تلوث بالفم لبعض المواد الكيميائية او النباتية السامة .



الوقاية من حوادث التسمم المنزلي :

الخطوة الأولى : التخزين والاستعمال الآمن

* قبل اعطاء الطفل اي دواء يجب قراءة الملصق الذي عليه عدة مرات والتأكد من هوية الدواء وخاصة عند تشابه اللون والغلاف الخارجي . وعند حوث اي اشتباه في الدواء لا يجب المجازفة وتضييع الوقت في المحاولة التي قد ينجم عنها ما هو أخطر من الوعكة الخفيفة التي انتابت الطفل او حتى الشخص الكبير .

* كل الأدوية والأعشاب الطبية سواء المعدة للاستخدام الداخلي او الخارجي يجب ان تحفظ في عبوات محكمة الاغلاق لا يستطيع الطفل فتحها والتي تحتاج الى ضغط ثم برم حيث لا تهيء الفرصة السهلة للطفل للحصول على المحتويات لبلعها او تذوقها او شمها .وزيادة في الحيطة تخفظ في درج او دولاب مقفل بحيث لا يراها الطفل من الخارج .

* كل المبيدات الحشرية ومبيدات الفئران والزواحف والقمل يجب ان يعد لها مكان مقفل مرتفع مع التأكد من احكام اغلاقها أثناء التخزين لتفادي التسرب المباغت والذي قد يؤدي الى تشبع الجو المحيط بها . في حالات كهذه تظهر خليط من أعراض التسمم ولا يتوصل الى السبب الا بعد ان يكون الطفل او ذو النية الضعيفة والحساسة قد انهك قبل التوصل الى مصدر التسمم والذي قد يكون على هيئة رشح وكحة والتهابات في الجهاز التنفسي وتدميع وحكة في العين وزيادة تشمع الأذن كل هذه تكون مزمنة حتى يكتشف منبع المواد التي تسبب ذلك .

* محاليل ومساحيق التنظيف في المطبخ يجب ان تحفظ في مكان مرتفع في الأرفف العليا مع احكام غلق العبوات . ولا تحفظ بأي حال من الأحوال مع الأطعمة والمواد الاستهلاكية الغذائية المطهية وغير المطهية وخاصة الأشربة والعصائر .

* محاليل ومساحيق غسل الملابس والمواد الهيدوكاربونية والأصباغ التي قد تدخل في عملية ازالة البقع والغسيل يجب اعداد مكان معزول غير ظاهر لها . مع احكام اغلاق العبوات أثناء فترات الاستخدام . ويفضل اعداد مكان مفصول للغسيل يمنع دخول الطفل اليه تفاديا لأخطار أخرى كالكهرباء والغرق في الأواني التي تعتبر ضحلة للكبار ولكنها وبانتكاس الطفل عليها تكون مميتة .

* المحاليل والمساحيق المستخدمة في التنظيف يتجنب استخدام أدوات الأكل والشرب كاكواب الشاي و العصير او صحون الطعام المألوفة لغرفها وقياسها امام الطفل . ويحذر بصورة أشد لو حدث ذلك ان تترك في هذه الآنية لفترة طويلة. فقد تنسى لفترة طويلة ويقع في مصيدتها طفل المنزل او طفل زائر او حتى شخص كبير . وعند الاشتباه في تلوث الآنية تغسل جيدا وحتى لو أعيد غساها عدة مرات فذلك أجدر من المجازفة بادخال مادة سامة الى الجوف ينتج عنها ضررا لا يمكن تداركه لا سمح الله .

* يجب تهوية المنزل جيدا عند القيام برش المبيدات الحشرية او عند طلاء المنزل او عند استخدام ادوات يتم فيها استخدام الاشتعال كعملية البخور او اي آلات تتم بداخلها عملية حرق عند الاستخدام . كل ذلك يلزم تهوية المكان وفتح الشبابيك ويفضل عدم التواجد في المنزل عند عملية الرش بالمبيد الحشري وعند الطلاء وعند استخدام آلات تنظيف تنبعث منها نواتج حرق وغازات .

* الأدوية والمحاليل والمساحيق التي لا توجد ضرورة ملحة لحفظها في المنزل يجب التخلص منها اولا بأول فهي عدو كامن للكبير وللطفل وللحيوان ان وجد في المنزل . فمسحوق او محلول لا يستخدم الا كل بضعة أشهر لا يحتفظ به و يجلب في حينه .

الخطوة الثانية : وعي الوالدين

* يجب ان يعي الوالدان ان هذه المواد الكيميائية والأدوية والأعشاب التي تجلب الى المنزل لاستخدام خاص انما هي سلاح ذو حدين . فان احسن استخدامها واتبعت الطرق السليمة في حفظها واستخدامها والتخلص منها كانت مفيدة ووسيلة الى الرفاهية ولحياة هنيئة . وان أهملت في حفظها واستعمالها والتخلص منها واستصغر شررها انقلبت الى كابوس يطارد جميع افراد الأسرة وضررها أسرع لحاقا بالصغار وهم الضحايا الأول .

* يجب ان يكون الوالدان ومن في حكمهما على دراية بطرق الاسعاف والتعامل مع الواقع لو تعرض الطفل لا سمح الله للتسمم بشيء من هذه المواد . والوقاية خير من العلاج .

الخطوة الثالثة : وعي الأطفال

* يجب ان ينشأ الأطفال على وعي من خطورة هذه المواد التي في المنزل . ولا يستحسن ابدا عند سؤال الطفل لوالدته عن هذا الذي تضعه على أظافرها بأنه حلوى او لبس جميل بل توضح بأنه شيء يوجب التركيز والابتعاد عنه . وكذلك بالنسبة للدواء يبتعد عن ترغيب الطفل في الأدوية وبأنها حلوى ولذيذه ويال لذتها او لعبة لطيفة ومسلية فيرسخ ذلك في ذهن الطفل وتصبح هدفه ورغبته بالدرجة الأولى . حتى اذا خلا بعبوة دواء التهمها رغم عدم استساغته لها ولكن العقل الباطني ينثر اللذة عليه ويكون بذلك فريسة للتسمم لا سمح الله بدواء قد يكون خطيرا .

__________________