شفاء الله المرضى ببركته صلى الله عليه وسلم
من المعجزات التي أكرم الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، شفاء المرضى ببركته ودعائه، وقد تكرر هذا الحدث أكثر من مرة، ومع أكثر من صحابي، مما كان له الأثر الكبير في تثبيت نفوس الصحابة رضي الله عنهم ، وزيادة إيمانهم، ولجوئهم إلى الله سبحانه وتعالى في أحوالهم كافة.
فمن ذلك مثلاً ما حصل مع الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم خيبر، فعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: ( لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فبات الناس يدوكون - يخوضون في الحديث- ليلتهم أيهم يُعطاها؟ قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأُتي به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له فبرأ، حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية ) متفق عليه.
فقد شفى الله علياً رضي الله عنه ببركة النبي صلى الله عليه وسلم ، واستلم الراية، وانطلق بها سليماً معافى.
ومن ذلك ماحصل مع تلك المرأة التي كانت تصرع، ففي الحديث أن امرأة سوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم قالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي، قال: ( إن شئتِ صبرت ولك الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيك، قالت: أصبر، قالت: فإني أتكشف، فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها ) متفق عليه.
والدعاء له أثره العظيم والفعّال، فكيف إذا كان من الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا شك أن أثره سيكون أقوى، ومما يُنقل عن الإمام ابن القيم رحمه الله في أثر الدعاء قوله: "وأن علاج الأرواح بالدعوات والتوجه إلى الله يفعل ما لا يناله علاج الأطباء، وأن تأثيره وفعله وتأثر الطبيعة عنه وانفعالها أعظم من تأثير الأدوية البدنية وانفعال الطبيعة عنها، وقد جربنا هذا مراراً نحن وغيرنا، وعقلاء الأطباء معترفون بأن لفعل القوى النفسية وانفعالاتها في شفاء الأمراض عجائب".
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم شفاء المصاب ببركة نفثه عليه، مثلما حصل مع الصحابي سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، فعن يزيد بن أبي عبيد قال: ( رأيت أثر ضربة في ساق سلمة ، فقلت: يا أبا مسلم ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيتها حتى الساعة ) رواه البخاري .
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم في شفاء المرضى والمصابين، مسحه على جسد المصاب فيشفى بإذن الله عز وجل، كما حصل مع الصحابي عبد الله بن عتيك حينما انكسرت ساقه في طريق عودته من قتل أبي رافع اليهودي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( ابسط رجلك، قال: فبسطتُ رجلي، فمسحها، فكأنها لم أشتكها قط ) رواه البخاري .
تلك المواقف وغيرها تدل على ما أكرم الله عزوجل به رسوله صلى الله عليه وسلم من الكرامات العظيمة، والمنح الربانية الكثيرة، تأييداً لدعوته، وبرهاناً على صدقها.