بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن عائشة،رضي الله عنها،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما زال جبريل يوصيني بالجارِ حتى ظننت أنه سيورثه)
رواه الإمام البخاري في صحيحه،والإمام مسلم في صحيحه،
فحقه من آكد الحقوق،وواجباتك نحوه من أولى الواجبات،
فخير الخلق خيرهم لجاره،ولا خير فيمن يبخل بالخير على لصيق داره،فعن عبد الله بن عمرو،رضي الله عنهما،قال،قال
رسول الله،صلى الله عليه وسلم(خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه،وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره)رواه الترمذي
وصححه الألباني،فعن عائشة،رضي الله عنها،قالت،قلت يا رسول الله،إن لي جارين فإلى أيهما أُهدي،قال(إلى أقربهما
منك باباّ)رواه أحمد والترمذي بإسناد صحيح،فبالإضافة للأجور العظيمة والحسنات الكريمة التي تفوز بها عند دعوته
وحصول صلاح سيرته وصفاء سريرته،إلاَّ أنك بدعوته تغنم خيره وتسلم شره،وتكسب ودَّه وتدفع صدَّه ،وتنال معروفه
وتنجو من أذاه،وحسبك من الخير،أن يأتي في ميزان حسناتك يوم أن تلقى الله،فعن سهل بن سعد،رضي الله عنه،قال،قال
النبي صلى الله عليه وسلم،لعلي رضي الله عنه يوم خيبر(انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى
الإسلام،وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه،فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النعم)
رواه البخاري ومسلم،ومن أعظم أسباب السعادة في دار العبادة،أن يكرمك مولاك بجار صالح ناصح تأمنه على
عرضك ومالك،وتسلم من غدره ومكره وتنجو من غوائله وبوائقه،فعن نافع بن الحارث،عن النبي صلى الله عليه
وسلم،قال(من سعادة المرء المسلم،المسكن الواسع،والجار الصالح،والمركب الهنيء)والحديث صححه الألباني في
صحيح الجامع برقم ( 887)إنك لن تملك الناس بمالك وجاهك ،أو بقوتك،ولن تخضعهم بمكرك وكيدك،ولن تصل إلى قلوبهم
وعقولهم إلاَّ بإحسانك إليهم،وعطفك عليهم،ولطفك معهم،وحسن معاشرتك لهم، ومزيد اهتمامك بهم ، فكن ليناّ
هيناّ،سمحاّ قريباّ،سهلاً حبيباّ، ولا تكن فضاّ غليظاّ فتُهجر،أو قاسياّ يابساّ،فتُكسر،أو شديداّ عنيداّ،فتخسر،قال تعالى(فبما
رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاّ غليظً القلب لانفضوا من حولك)وعن عائشة،رضي الله عنها،قالت،قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم(إنه من أعطي حظه من الرفق،فقد أعطي من خير الدنيا والآخرة،وصلة الرَّحم ، وحُسنُ الخُلق،وحسن
الجوار، يعمرن الدِّيار،ويزيدانَ في الأعمار)الشيخ الألباني،المصدر، صحيح الترغيب،الصفحة أو الرقم،2524
،والإحسان إلى الجار من أعظم علامات المؤمنين الأبرار،فعن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم(اتق المحارم تكن أعبد الناس،وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس،وأحسن إلى جارك تكن مؤمناّ،وأحب للناس ما
تحب لنفسك تكن مسلماّ،ولا تكثر الضحك ، فإن كثرة الضحك تميت القلب)أخرجه أحمد، والترمذي،قال الألباني في السلسلة
الصحيحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم،ولكن يسعهم منكم بسط الوجه ، وحسن الخلق)
الراوي،أبو هريرة المحدث،الألباني،المصدر،صحيح الترغيب وحرمان الجار من الفضل،والشح معه والبخل من أكبر
علامات ضعف الإيمان بالواحد الديَّان،فعليك بحسن الخلق،ولين الجانب،وطيب المعشر،وجمال المظهر،لتفوز
بدعوة جارك،ومن صور الإحسان إلى الجار،وتقديم المعروف له،المشاركة في أفراحه ومناسباته السعيدة ، بحضورها ،
وتهنئته بها ، وخدمته فيها ، وإعانته عليها ، ومشاركته في إعدادها والقيام بلوازمها،دعوته لحضور المناسبات السعيدة
التي عندك ، ووضعه في مكانه اللائق بمثله ، وإظهار الحفاوة والعناية به والرعاية له ، ولا بأس من تكليفه ببعض المهام
ليشعر بمحبتك له وقربك منه وثقتك به،فعن عبد الله بن عمرو،رضي الله عنهما،قال،قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم(ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر،فليكرِم جاره) رواه البخاري ومسلم،وزيارته في الله تبارك وتعالى،وإشغال مجلسه
بالذكر والخير،فعن أنس بن مالك،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من عبدِ أتى أخاً له يزورهُ
في الله إلا نادى منادٍ من السماء،أن طبت وطابت لك الجنة،وإلا قال الله في ملكوتِ عرشه عبدي زار فيَّ،وعلىَّ قراُه،فلم أرض
له بقرى دون الجنه)صحيح مسلم،وتقديم الهدايا إليه ، فإن النفوس مجبولة على محبة من أهدى إليها وجاد بالفضل
عليها،فعن أبي هريرة،رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم(تهادوا تحابُّوا)رواه احمد والبخاري،
عيادته في مرضه،واستغلال ذلك في دعوته،وتذكيره باللجوء إلى الله تعالى،والاستعانة به،والاعتماد عليه،فالمريض في حالة
ضعف بشري ينتظر اليد الحانية التي تمتد له بالصلة والمعروف ، وينبغي تذكيره بوجوب التوبة من
الذنوب،وإرجاع الحقوق إلى أصحابها، وحفظ عرضه وماله من بعده حال غيابه،والقيام على مصلحته إلى حين حضوره
وإيابه،وإيثاره بالمنافع وتقديمه على النفس بالمصالح(كموقف السيارة،والإيثار بالظل،إماطة الأذى وإبعاد القذر عن بابه)