الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .
وأشهد لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أتم الدين الحنيف ، ولم يفتح لمبتدع بابا في الدين .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله ، تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك .
وبعد فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأفضل الهدي هديب محمد صلى الله عليه وسلم ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
أما بعد :( الإحتفال بالمولد النبوي سنة عظيمة لا ينكرها إلا ضال ) هذا هو إعتقاد أهل البدع والضلالة من المتصوفة والرافضة بل إن عندهم ما هو أقبح من ذلك فإن من المتصوفة من يحتفل بمولد السيد البدوي ومولد السيد الرفاعي وغيرهم من ( الأولياء والأقطاب والأبدال ؛ من يغيثون المستغيث ويجيرون المستجير ويعطون السائل ما يريد ) عياذا بالله عز وجل .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى : ( لا يجوز الإحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره ، لأن ذلك من البد المحدثة في الدين ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من الصحابة - رضوان الله على الجميع - ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة ، وهم أعلم الناس بالسنة ، وأكمل حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومتابعة لشرعه ممن بعدهم .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أي مردود عليه . متفق عليه .
هذا من بعض كلام شيخنا رحمه الله ، والحق يقال إن أهل البدع لو كان الأمر متوقف بهم عند هذه البدعة لقلنا قد يعفو الله عنهم يوم القيامة إلا أن بعضهم يعتقد بأن النبي يحضر هذه المجالس وخاصة عند توليده كما يقولون ولذلك فهم يقومون له عياذا بالله وقد جاء في الفتاوى الهندية والبزازية وهي من كتب الأحناف المعتمدة أنه من قال أن أرواح المشايخ حاضرة تعلم فقد كفر .
أحبتي في الله لو كان الأمر متوقفا عند بدعة لقلنا في ذلك قولا قد يكون ألين إلا أن الأمر أننا اليوم قد حال بلادنا فتنة قسمة العالم إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فليعلم أحدنا في أي الفسطاطين هو .
في فسطاط أهل السنة والجماعة والمجاهدين والفرقة الناجية .....
أو في فسطاط الكفر والإلحاد والزندقة والنفاق والبدعة .....
فزنوا أعمالكم قبل أن توزن يوم القيامة ، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وابكوا على أنفسكم قبل أن لا يبكى عليكم .
إن في هذا لكفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أخوكم الغريب : أبو عبد الملك الشامي .
كان الله في عونه وعون كل المسلمين .