http://www.kau.edu.sa/Files/363/Cont...9%83%D8%A9.gif
اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان ...
هكذا يلهج لسانك وأنت ترمق إطلالة الهلال .. هلال شعبان ..
فتهيج لواعج اشتياق طال احتباسها ... وتهب رياح وصل طال انتظارها .. فتهتز قلوب المحبين شوقا وحبا وهي تتنفس أنفاس رمضان وأرواحه من مسيرة شهر .. كما تنفس يعقوب ريح يوسف ..
وهكذا يصنع الحب ..
فلا غرو إذاً ..أن يكون لشعبان حلاوة خاصة.. واحتفاء خاص..
أليس هو الرسول المبشر بين يدي رمضان .. شهر القرآن .. وأفضل شهور العام ..
http://dl.dropbox.com/u/66128804/fwaseeel33.png
وأما نبي الله صلى الله عليه وسلم فقد عودنا وربانا من خلال سنته على أن نحتفي ونتهيأ لعبادات الإسلام الكبار بما يعين عليها من جنسها حتى إذا ما أقبلنا عليها وشرعنا فيها نكون في حال من التهيئ والاستعداد اللائق بها..
تأمل تجد ذلك في الصلاة ( في سننها القبلية والبعدية ـ والتهجير إليها ـ وإجابة داعيها ـ وحسن التطهر لها ـ والتسوك ولبس أحسن الثياب ـ .. )
وستجد ذلك جليا في عبادةالحج العظمى فبمجرد إهلال العشر يدخل الإنسان في سباق إيماني على جميع أصعدة العمل الصالح .. فهو أحب إلى الله في هذا الوقت من الجهاد في سبيله ..
إضافة إلى حثه عليه الصلاة والسلام أصحابه ومن بعدهم على تقديم العمرة على الحج لمن لم يسق الهدي .. أليس هذا تهيأٌ للعبادة من جنسها؟
أما عن الصيام .. فاستعداد الرسول صلى الله عليه وسلم وتهيؤه لرمضان أوضح من أن يذكر..
تروي لنا حبيبته الصديقة ـ عائشة رضي الله عنها ـ تقول: " ما رأيتُ رسولَ اللَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - استكمل صيام شهر إلاَّ رمضان، وما رأيتُه أكثر صيامًا منْه في شعبان".متفق عليه
وفي رواية أخرى تقول: لَم يكُن النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يصومُ شهرًا أكثر من شعبان، وكان يصومُ شعبان كلَّه .. كان يصوم شعبان إلا قليلاً "
فلا يكاد يفطر من شعبان إلا ما يميزه عن رمضان ..
ويلحظ أصحابه تلك الحفاوة الظاهرة فيتقدم إليه حبه وابن حبه ـ أسامة بن زيدرض الله عنه ـ مستفهما: يا رسول الله لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان ، فقال : ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " (النسائي ، وحسنه الألباني )
" ولمَّا كان شعبان كالمُقَدِّمة لرمضان، شُرِع فيه ما يُشْرَعُ في رمضان منَ الصيام وقراءة القرآن؛ ليحصل التأهُّب لصيام رمضان، وتَرْتاض النفوس على طاعة الرحمن" .
بهذا صرح عدد من العلماء ..
http://dl.dropbox.com/u/66128804/fwaseeel33.png
وعلى هذا جرى هدي السلف الكرام وعملهم ..
لؤلؤة - مولاة عمار- تحكي لنا حاله : "كان عمارُ - رضي الله عنه - يتهيَّأ لصوم شعبان كما يتهيَّأ لصومِ رمضانَ".
سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي التابعي - رحمه الله تعالى - يرى قومَه إذا أقْبَلَ عليهم شهر شعبان تفرَّغوا لقراءة القرآن الكريم: فيلخص حالهم بقوله "كان يقال شهرُ شعبان شهرُ القُرَّاء"..
وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القران.
قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع.
وقال أيضا: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟!
http://dl.dropbox.com/u/66128804/fwaseeel33.png
وهكذا في عبارات وأحوال تنادي على الواحد منا بأن يقدم لله بين يدي سؤاله ببلوغ رمضان وطلب المغفرة والعتق من النيران وسيلة من عمل صالح تشفع له بصدقه عند ربه، وتكشف عن صادق شوقه و حنين قلبه لاستقبال النفحات الربانية .. وعظيم العطايا الإلهية .. ومكنون الذخائر الرمضانية ..
فيـا من ضيع الأوقـات جهلا بحرمتها أفق واحـذر بوارك
فسـوف تفـارق اللذات قهـرا ويخلى الموت قهرا منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا بتوبة مخلص واجعل مـدارك
على طلب السـلامة من جحيم فخير ذوي الجرائم من تدارك
اللهم فتداركنا برحمة منك ومغفرة .. وأكرمنا بحسن العمل في شعبان .. وبلغنا رمضان وأعده علينا كرات كثيرة ونحن في ازدياد من الخير والبر وبعد عن السوء والإثم ..
والحمد لله رب العالمين
http://dl.dropbox.com/u/66128804/fwaseeel33.png