مخاطر أجهزة التكييف

مخاطر أجهزة التكييف



تعد التقنيات الحديثة ذات فائدة كبيرة سعى العلماء إلى تأمينها للبشرية لتقدم لهم خدمات متنوعة تريحهم وتسهل عليهم
حياتهم، ولكن بعض هذه التقنيات إلى جانب فوائدها الكبيرة حملت معها الكثير من السلبيات والاضرار.


ويعد جهاز التكييف أحدى هذه التقنيات والتي أصبح استخدامها ضروريا ولا يمكن الاستغناء عنها خصوصا في البلدان ذات الأجواء الحارة، وتعد أجهزة التكييف محفزا وسببا للكثير من الأمراض التي أصبحت دارجة عند مستخدميها.
أضرار هذه التقنية وتأثيرها السلبي على الإنسان كان ل«الصحة أولاً» هذا التحقيق:


أمراض الصدر


كانت البداية مع د. ناصر الصلاح دبلوم الأمراض الباطنية والصدرية والحساسية والربو والذي حدثنا عن تأثير التكييف على الصدر ومجاري التنفس قائلا إن التكييف بشكل عام والمركزي منه بشكل خاص.


إذا لم تتم صيانته بشكل سليم، سيكون مسكنا للفطريات وتكثر به التكيسات، وهذه الفطريات تعد وباء للأشخاص الذين لديهم القابلية لاستقبالها مثل مرضى الربو، وهو أيضا يؤدي لأمراض صدرية كثيرة مثل الحساسية الصدرية.
ولا يقف تأثيره عند هذا الحد بل ان من يعانون من حساسية في الأنف والعين هم عرضة لمضاعفات شديدة نتيجة الغازات التي تنتج عن التكييف، وإذا كان التكيس والتعفن كبيرا في أجهزة التكييف فإن ذلك يؤدي إلى الإصابة بالزكام التحسسي.
وقد يؤدي إلى حدوث التهاب عفني بالصدر إذا كان المكان ضيقا ولا يوجد به تهوية كافية، وبالرغم من كل هذه السيئات إلى أن للتكييف ميزة وهي إخراج الرطوبة من المنزل على الرغم من أنها تعد ميزة وحيدة بجانب سيئاته التي ذكرت .
ولكن في مثل أجواء الخليج لا يمكن الاستغناء عنه فعلينا التعايش معه بالطريقة التي تحد أو على الأقل تقلل من اضراره وهي المحافظة على الصيانة الدورية له وعدم التعرض له في حال العرق الشديد.

الأعصاب


أما عن تأثيرات التكييف السلبية على أعصاب الإنسان فحدثنا د. نادر نسطة أختصاصي أمراض عصبية قائلاً إن التكييف عبارة عن هواء مصطنع وهو مليء بالغازات الملوثة والتي لها تأثير كبير على الجسم بشكل عام وعلى الأعصاب بشكل خاص.
حيث أثبتت بعض الدراسات أن لهواء التكييف وغازاته والجراثيم التي تحتويها تأثير على أعصاب الإنسان، وأيضاً يعد الانتقال من جو حار لبارد أو بالعكس سببا في إرهاق الجهاز العصبي، والتعرض للتكييف في حال العرق يؤدي إلى إصابة الجهاز العصبي الإنباتي بالإرهاق.
والأعصاب هي المسؤولة عن التحكم في الجسم ككل ولذلك فإن تعرضها للإرهاق من شأنه أن يرهق الجسم بشكل عام وهذا ما يعاني منه الكثير من سكان المناطق الحارة والمعرضين دائما لهواء التكييف المصطنع.
بالإضافة إلى أن التعرض بشكل مستمر لصوت المكيفات وأزيزها يؤدي لحدوث توتر عصبي عند الإنسان وفقدان للسيطرة والغضب السريع، والطريقة الوحيدة هي التعامل معه بشكل سليم عن طريق تأمين جو داخل البيت مناسب ومحاولة اختيار أجهزة قليلة الضوضاء.


العظام والمفاصل


وحول المشكلات التي يسببها التكييف في العظام والمفاصل حدثنا د. عصام مارديني أختصاصي جراحة العظام حيث قال إن التعرض للتكييف بشكل مباشر يعد سببا في الكثير من مشاكل المفاصل حيث يعمل على ظهور آلام في منطقة المفصل نتيجة تعرضها للجفاف بسبب الهواء البارد الناتج عن التكييف.
وهذا الجفاف يصيب السائل الملين في المفاصل مما يزيد من عوامل الاحتكاك والخشونة، ومن أكثر الأوضاع التي تتأثر بها المفاصل من التكييف هي أثناء النوم، وذلك لأن التغذية الدموية للمفاصل تتم أثناء الحركة وتعرض المفصل للهواء البارد الناتج عن التكييف أثناء النوم مع عدم وجود تغذية دموية يعمل على إصابة المفصل بالجفاف.
وللتكييف أيضاً دور كبير في تفاقم حالات الإصابة بالروماتيزم وزيادتها سوءا، لذلك ننصح في حال عدم القدرة على الاستغناء عن التكييف يفضل تبريد الغرفة قبل النوم وإطفاء المكيف ثم الخلود للنوم، وفي حال اليقظة من الأفضل عدم التعرض المباشر لهواء المكيف لأنه يؤثر على العظام والجسم بشكل عام ويؤدي للإصابة بالتشنجات العضلية.
بعد كل ما ذكر أصبح من الضروري علينا أخذ الحيطة والحذر من ذلك الجهاز الذي أصبح الطريقة الوحيدة لتأمين مناخ مناسب للحياة داخل بيوتنا، فهو مع كل ما يحمله لنا من برودة ونسيم عليل يخبئ لنا أمراضا قد تسبب لنا الألم طوال حياتنا، فلنتبع الطرق السليمة في استخدام هذه التقنية لكي لا تكون سبباً في معاناتنا