البلاء موكل بالمنطق
إن المتأمل لهذه العبارة يرى لها دلالة واضحة ومعنى مخيف كيف و أن النفس
لها استجابة سريعة للمنطق الذي تتصوره وتؤمن به ومن ثمَّ تتأثر به
حتى أن علماء النفس ينصحون من يصاب بحزن ملازم أن يكرر كلمة
(انا سعيد ) ويفكر في هذا المعنى طويلاً ويتصوره حقيقة . وهذا شيء
يشهد له الواقع فالمريض عندما يزوره من يشجعه ويقوي عزيمته بكلماته المتفائلة
فإن استجابته للشفاء تكون أشد وأسرع وهذا أمر ملموس
ولعل قصة الأعرابي الذي زاره الرسول صلى الله عليه وسلم
في مرضه خير شاهد لهذا المعنى حينما قال له
(طهور ان شاء الله ) فقال الأعرابي
بل حمى تفور تزير صاحبها القبور فقال رسول صلى الله عليه وسلم اذاًً فذاك
فمالبث الأعرابي أن مات . ومن ثم يجب أن نكون حذرين لما ننطق به
متفائلين في أصعب الظروف حتى ولو لم يتحقق لنا ما نريد فتفاؤلنا
بذاته مكسب واضح حتى لانصاب بسبب سوء منطقنا وظلمة تصورنا