http://s.alriyadh.com/2010/06/09/img/965695760499.jpg
حملت شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام جوانب إنسانية وإدارية وعلمية
تبلورت من خلال مساهمته في بناء الدولة منذ عهد الملك عبدالعزيز مؤسس البلاد، كما كانت أنشطته الإنسانية نبراسا لكل الأعمال الخيرية حيث شملت رعاية سموه كافة الجمعيات والجهات الخيرية التي ساهمت بتحسين أحاول المحتاجين والأسر وتطوير قدراتهم الإنتاجية ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، كما كان لدوره الرائد في دعم التعليم العالي وإنشاء جامعة الأمير سلطان حدثا مهما في تاريخ التعليم العالي لكونها أول جامعة أهلية غير ربحية في المملكة تدعم وتساند الجامعات الحكومية.
ولد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود بمدينة الرياض في يوم الخميس 13 رجب 1346ه الموافق 5 يناير 1928م، ونشأ في كنف والده الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - مؤسس الدولة السعودية الحديثة. وساهمت ملازمته لوالده المؤسس إكسابه الخبرة والحنكة السياسية التي يتميز سموه بها والتي جعلها منهجاً في حياته، كما انعكست تنشئته الدينية على تصرفاته وأخلاقه وكافة أمور حياته العامة وعلاقته بالناس وحتى في إدارته لما أُسند له من مهام.
وتربى ولي العهد تربية صالحة وتعلم القرآن الكريم والعلوم العربية على يد كبار المعلمين والعلماء، ثم واصل تعليمه، فكان للتنشئة الدينية الأثر الكبير في أخلاقه وتصرفاته، وفي حياته العامة وعلاقته بالناس، وإدارته وتسييره أمور الوظائف العديدة التي أسندت إليه. فكان لهذا أثر واضح في النهج الذي تبناه سموه في ممارسة أعباء المهام التي تولاها، وحمل سموه المسؤوليات، ومارس العمل العام منذ مقتبل حياته.
وانطلقت ادوار سموه الإدارية في سن مبكر حيث أعطاه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ثقته فعينه أميراً على الرياض العاصمة في الأول من ربيع الآخر عام 1366ه، وساهم الأمير سلطان مع والده في إقامة نظام إداري متين، مبني على العدالة الاجتماعية وتطبيق شريعة الإسلام، وعند تشكيل أول مجلس وزراء في المملكة عُين الأمير سلطان وزيراً للزراعة في 18 ربيع الآخر عام 1373ه، وكان أهم المشروعات التي عني بها سموه آنذاك مشروع توطين البادية ومساعدتها في إقامة مزارع حديثة، الذي يُعد أحد التوجهات الأساسية للدولة في خطوتها التطويرية، وفي يوم السبت 20 ربيع الأول عام 1375ه، عُين الأمير سلطان وزيراً للمواصلات، حيث ساهم في إدخال شبكات المواصلات البرية الحديثة والاتصالات السلكية واللاسلكية. وطريق السكة الحديد بين الرياض والدمام، وفي يوم السبت 3 جمادى الآخرة عام 1382ه، بعد ذلك عُين سموه وزيراً للدفاع والطيران ومنذ ذلك التاريخ حتى الآن شهدت القوات المسلحة بكامل فروعها (البرية والجوية والبحرية وقوات الدفاع الجوي)، تطورات واسعة واسعة.
النائب الثاني ورئاسة المؤسسات
وصدر الأمر الملكي السامي بتعيين الأمير سلطان نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء في الواحد والعشرين من شهر شعبان في العام 1402ه، الموافق 13 يونيه 1982م، وترأس الأمير سلطان اجتماعات اللجنة العليا لسياسة التعليم، واللجنة العليا للإصلاح الإداري، ومجلس القوى العامة، كما ترأس الهيئة العليا للدعوة الإسلامية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالمملكة والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، واللجنة الوزارية للبيئة، واللجنة السعودية - اليمنية المشتركة المشرفة على المشاريع التي تنفذها المملكة في اليمن، إلى جانب ترأس سموه لمجلس إدارة الخطوط الجوية، ومجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الحربية، واللجنة العليا للتوازن الاقتصادي، كما ترأس سموه مجلس إدارة الموسوعة العربية العالمية، وينفق الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود على مشروع الموسوعة العربية العالمية من (أمواله الخاصة)، خدمة للعالمين العربي والإسلامي، ومساهمة منه في نشر العلم والمعرفة.
التطور في إعداد القوات السلحة
ولدى تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد في يوم الاثنين 26 جمادى الآخرة 1426ه الموافق الأول من أغسطس 2005م اختار أخاه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وبدأت البيعة من المواطنين لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، في قصر الحكم، في الرياض، الأربعاء 28 جمادى الآخرة 1426ه، الموافق الثالث من أغسطس 2005م.
وتتمثل التطورات التي شهدتها القوات المسلحة في عدة جوانب ومجالات منها: إعادة بناء (القوة البشرية) للقوات المسلحة بإنشاء وتوسيع الكليات العسكرية حيث تم إنشاء وتوسيع وتطوير الكليات العسكرية، ومنها كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة، التي تؤهل نخبة من ضباط القوات المسلحة على واجبات القائد وهيئة الركن، وهي أعلى مستوى للتأهيل العسكري في القوات المسلحة السعودية، وكلية الملك عبدالعزيز الحربية لإمداد القوات البرية وقوات الدفاع الجوي بالكوادر اللازمة من الضباط، وكلية الملك فيصل الجوية لتزويد القوات الجوية بالضباط الطيارين والفنيين، وكلية الملك فهد البحرية لإمداد القوات البحرية بالضباط، وصدرت الموافقة السامية على إحداث كلية لقوات الدفاع الجوي لتزويد قوات الدفاع الجوي بالضباط المؤهلين، وفي جانب المعاهد والمدارس ومراكز التدريب العسكرية الجديدة، تم توسيعها وتطويرها لاستيعاب أكبر عدد من المجندين والشباب المتعلم في مختلف مناطق المملكة، كما اهتم سموه بإيفاد أفراد وضباط القوات المسلحة في بعثات دراسية وتدريبية خارج المملكة.
ومن ذلك أيضاً إعادة تنظيم وزارة الدفاع والطيران ورئاسة هيئة الأركان العامة، وإحداث قيادة جديدة للقوات الجوية والبرية والبحرية والدفاع الجوي. وبناء نظام جديد للدفاع، مثل نظام القيادة والسيطرة ومركز الدفاع الوطني ومراكز القيادة والسيطرة لفروع القوات المسلحة ونظم المعلومات المالية والإدارية والتموين، وتطوير وإعداد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والتي تتمثل في: القوات البرية التي تمتلك قوة ضاربة من التشكيلات الميدانية المزودة بأنظمة تسليح متطورة ،وفي القوات الجوية أنشأت القواعد الجوية، وزودت القوات الجوية الملكية السعودية بطائرات حديثة مختلفة الأدوار والقدرات من الطائرات المقاتلة، وطائرات الإنذار المبكر (الأواكس)، وطائرات (التورنيدو)، وطائرات النقل، والطائرات العمودية متعددة الأغراض.
وفي القوات البحرية حققت القوات البحرية الملكية السعودية انطلاقة كبيرة في مجال التنظيم والتسليح، ومن أهم ملامح تلك الانطلاقة، إنشاء القواعد البحرية، وتوسيع تنظيماتها إلى أساطيل، وتزويدها بالسفن الحديثة، والزوارق السريعة، والفرقاطات المتطورة ذات التسليح الحديث مثل المدفعية، والصواريخ المضادة للطائرات مثل صواريخ الكروتال وصواريخ ستنجر، وكذلك الصواريخ المضادة للسفن مثل الهاربون، والأتومات، ونظام فاعل ومتطور للقيادة والسيطرة، والاتصالات، وأنظمة حديثة للتموين والصيانة، لتقديم الدعم للتشكيلات، والقطع البحرية في مناطق عملياتها.
وحظيت قوات الدفاع الجوي بدعم كبير، مكَّنها من مواكبة أفرع القوات المسلحة الأخرى، تنظيماً وتسليحاً، حيث أنشأت مراكز الدفاع الجوي، وزودت بأنظمة صواريخ حديثة، مثل صواريخ (الباتريوت)، وصواريخ (الهوك المطور)، وصواريخ (الشاهين)، وصواريخ (الكروتال)، وصواريخ (ستنجر ومسترال)، وأنظمة المدفعية (35مم)، كما زودت قوات الدفاع الجوي بنظام متطور للقيادة والسيطرة والاتصالات، لإدارة نيران تلك المنظومات من الصواريخ والمدفعية والسيطرة عليها. وتمتلك نظاماً حديثاً للتموين والصيانة، يمكنها من تأدية مهامها في الوقت والمكان المناسبين.
وفي شأن الإدارة العامة للمساحة العسكرية فهي تنتج الخرائط والمخططات والصور الجوية، وتزود القوات المسلحة منها، إضافة إلى تزويدها بالكوادر الفنية من أفراد المساحة، للعمل في أقسام العمليات، في أعمال الرسم المساحي، وقراءة وحفظ الخرائط.
ولي العهد يطبع قبلة تقدير على جبين أحد الجنود البواسل
ويترأس سموه مجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الحربية إدارة المؤسسة العامة للصناعات الحربية، وهي مؤسسة تُزود القوات المسلحة بالأسلحة الصغيرة مثل البندقية (ج3) والمسدس عيار (9ملم) وأنواع متعددة من الذخائر وأنظمة الملبوسات. وللمؤسسة نشاطات في مجال البحث والتطوير، وتوسيع القاعدة الصناعية للمصانع الحربية وتحويلها إلى مؤسسة عامة للصناعات الحربية، لتمكينها من المشاركة مع القطاع الخاص في التصنيع المشترك.
إنشاء المدن العسكرية
عمل ولي العهد وزير الدفاع على تطوير الرعاية الصحية، فأنشأ المجمعات الطبية، التي تضم أكاديمية طبية، والمستشفيات العسكرية المجهزة بالمعدات الطبية، لعلاج منسوبي القوات المسلحة وأسرهم. ولا يزال الأمير سلطان بن عبدالعزيز حتى الآن يقدم الجهد كثيرا من أجل أن يعيش منسوبوها عيشة حسنة، حتى يستطيعوا أن يتفرغوا لواجبهم الوطني.
ومن جوانب الدعم أيضاً اعتماده لبرنامج التوازن الاقتصادي مع الدول المصدرة للسلاح وأنظمة الدفاع، بأن ينفق 35٪ من قيمة عقود التسليح والمشروعات الدفاعية في المملكة بموجب مشروعات صناعية متقدمة مشتركة مع شركاء سعوديين، والمؤسسة العامة للصناعات الحربية. حيث يترأس سموه اللجنة العليا للتوازن الاقتصادي، وتتمثل أهداف برنامج التوازن الاقتصادي في: تنويع مصادر الدخل في المملكة وتخفيض الاعتماد على البترول كمصدر أساسي للدخل، وإيجاد الفرص الوظيفية في مجالات التقنية المتقدمة والإدارة لخريجي الجامعات والمعاهد، وفتح المجال أمام رجال الأعمال السعوديين لاستثمار أموالهم داخل المملكة بما يعود بالفائدة عليهم وعلى الوطن. وكذلك توسيع القاعدة الصناعية، وإيجاد صناعات جديدة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة ضمن برنامج التوازن الاقتصادي، ونقل التقنية المتقدمة إلى المملكة وتوطينها.
وإلى جانب ذلك أشرف سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز على تطوير الطيران المدني، وترأس مجلس إدارة الخطوط الجوية، التي يوليها سموه جل اهتمامه لكي تكون في مصاف الخطوط الجوية العالمية. وتمتلك الخطوط الجوية العربية السعودية أسطولاً متطوراً من الطائرات المتنوعية مثل (بوينج 747) للمسافات الطويلة وعبر المحيطات، وطائرات (الترايستار) للمسافات المتوسطة، وطائرات (إيرباص والبوينج) وأنواع أخرى للمسافات القصيرة. وتحرص الخطوط الجوية السعودية على تقديم الخدمة المميزة المتمشية مع تعاليم ديننا الحنيف، وعاداتنا وتقاليدنا، وتحقق نسبة تشغيل عالية، خصوصاً في الرحلات الداخلية بسبب اتساع رقعة المملكة، وكثرة التنقل بين مناطق المملكة المختلفة، وتحتل الخطوط الجوية العربية السعودية مركزاً متقدماً بين الخطوط الجوية العالمية.
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته