بسم الله الرحمن الرحيم
تنتظم الحياة الاجتماعية في الإسلام نظام العيش بأسرة يُنتقى أصلها المكوّن من الزوج والزوجة بعناية واهتمام ، ويرضخ المقترنان لنظام مرسوم بأجر من الله معلوم ، وسعادة وحبور .
ففي الحياة في الأسرة يتكفّل الرجل بالإعالة ، ويمدّه الله بالمال والإعانة، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( التمسوا الرزق بالنكاح.)
، كما يجعله الزواج محصناً في بيته محبوباً محترماً ، وفي كبر سنه مكفولاً بالرعاية حتّى النهاية ، وذلك بسبب ما وعد الله الأولاد من توفيق وثواب إذا رضي عنهما الوالدان ، كما يكون في الآخرة الأجر والثواب : عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( و لن يؤخر الله نفسا اذا جاء اجلها، زيادة العمر ذرية صالحة يرزقها العبد، يدعون له من بعد موته، يلحقه دعاؤهم. )
والمرأة في بيتها ترعى المال والعيال ، وتؤجربرعايتها مثل المجاهدين من الرجال
والرجل والمرأة كلاهما يحصدان في بيتهما من الأجر ما يكون لهما ذخراً أبد الدهر
ففي النفقة على المرأة أجر ، وفي رضى زوجها أجر ، وفي تنشئة البنين والبنات ، وفي فقدان من لم يكتب له عمر أجر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يجمع الله اطفال امة محمد صلى الله عليه وسلم في حياض تحت العرش فيطلع الله عليهم اطلاعة فيقول: ما لي اراكم رافعي رؤسكم؟ فيقولون: يا ربنا! الاباء والامهات في عطش ونحن في هذه الحياض فيوحي اليهم ان اغرفوا في هذه الانية من هذا الماء، ثم خللوا الصفوف فاسقوا الاباء والامهات.)
وبعد كل هذا الخير يأتي الأشرار ليقطعوا عنّا هذا الخير الحاصل من حياة رجل وامرأة في أسرة آمنة مسلمة بعدة وسائل :
أولها سياسة بعيدة المدى تقتضي تأخير سنّ الزواج ، وتعسير أمر إتمامه ، وتهوين الفاحشة وتسميتها بأسماء أخرى ( كالصداقة ) وترويج التبذل والانحطاط ، وجذب الرجال خارج بيوتهم ، وتأليبهم على زوجاتهم ، وتحريض المرأة ضد الرجل بتمكينها تارة من الخلع وأخرى بالمساواة على إطلاقها ، ومن ثمّ وقوع ضحايا من البنات والأبناء تفتح لهم آفاق الانفلات ، وينزلقون إلى أسفل الدرجات في سلّم الأخلاق ، ويضيّع الوالدان وهما كبار ، وتنحسر آيات الرحمة بين البشر ، وهذا ما لا نرضاه.
إنّ ما وصل إلينا لن يكون ملزماً إذا ما قاومناه ، فلكل داء دواء وعلاج ، الأهل يعملون على تيسير الزواج بشكل فعّال وعمليّ ، والخطباء يحذرون من الرذائل وما تجلبه من أخطار ، والأسر المسلمة تقوي أفرادها ثقافياً وماديّاً ، والجميع يأتمر بما قال الله ورسوله ، وعلى ضوء ذلك يطالب بحقوقه ، ويعرف واجباته وحدود ما شرع الله .
وإذا ما حدث ذلك فلن تمحو هويتنا أية فكرة أو أي مخطط ، وسنكون أقوى من مكرهم،
وليستمعوا كيف رغّب النبي عليه الصلاة والسلام بثواب للمرأة وزوجها يحصلانه وهما ينعمان بتواصل جسدي وروحي ، كما ورد في الجامع الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال : ( إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة ، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما ) .
وفي ظلال هذه الاسرة الآمنة المطمئنة ينشأ أبناء الإسلام أصحاء أقوياء قادرين على إعمار الأرض بنور من الله وهدي من رسوله الكريم .