في دمي الحب للنبي يسير *** وبقلبي عشق النبي يثور
وبذكر الحبيب تسكن نفسي *** ولذكر الرسول فاح العبير
فهو الشمس إن أطل ظلام *** وهو الظل إن أطل هجير
وهو الماء طعمه سلسبيل *** وهو الروض فيه زهر نضير
إن ذكرت الحبيب أشعر أن *** النفس والروح للمعالي تطير
ولد النور فالسماء ضياء *** وعلى الأرض قد أحل سرور
فغدت مكة الحبيبة أرضاً *** مهبط الوحي حل فيها البشير
جاء والكون في غياهب ظلم *** مستطير قد طال منه جذور
جاء بالحق من إله البرايا *** وله الله ساند ونصير
فبعزم أرسى العدالة حتى *** صار للعدل صولة وحبور
جاء في الذكر مدحه بثناء *** فكريم الخصال فيه وفير
باسم الثغر في محياه بشرٌ *** وبياضٌِ في وجه طه غزير
في رؤى وجهه البهي سلام *** وأمان لا يعتريه قصور
لمسة منه للسقيم شفاء *** نظرة منه للظلام تنير
كان بالسائل الفقير عطوفاً *** وحنوناً وللضعيف ظهير
كان بالمعدم اليتيم رؤوماً *** ورحيماً والعطف منه بحور
كان في صحبه معلم خيرٍ *** دونه النفس تفتديه نحور
خاتم الرسل ما أجل سناه *** هو نجم لا تحتويه سطور
صاح قل لي هلا تكون رفيقاً *** لرسول من الإله بشير
وعد الكافل اليتيم جواراً *** مع الحبيب في الجنان يطير
وبحورٍ يُشرِحُ الصَدْرَ رؤاها *** وبساتين في رباها قصور
ومياه النهر ينساب رقيقاً *** عسلٌ بعضه وبعضٌ خمور
وإذا شئت حليب ومصفىً *** وإذا شئت فهو ماء نمير
إن في جنة الإله جمالاً *** لم ترى العين قبلها والصدور
ذاك فضل لمن أعان يتيماً *** و إلهي للمحسنين شكور
فامنح العطف لليتيم وقدم *** حسنات تقيك ناراً تمور
إنما يكفل اليتيم نبيل *** وشريف في حناياه ضمير
وصلاتي على المحمد طه *** كلما سال في الجبال غدير