العودة إلى الالتزام ليست ككل عودة .. إنها عودة إلى نور العبادة .. وعيش السعادة .. وعالم الاطمئنان والصفاء .. والطهارة والعفاف والنقاء .. هاهو ربك سبحانة يدعوك للعودة إليه .. فيقول في خطاب ملؤه الرحمة والرأفة :{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }
فمهما كان ذنبك ومهما تعاظم عيبك .. فعودي إلى الله يا أخية .. فهو غفار الذنوب جميعا .. وأسرعي في العودة إلى الله .. وبادري قبل أن يحال بينك وبينها بالموت أو المرض فإن الأنفاس معدودة .. والحياة محدودة .. فكم من شابة يافعة نالتها يد المنون !! وكم من صغير جاءه الموت والناس ينظرون !! وكم من صحيح مات من غير سقم ... فتذكري عندما يأتيك هادم اللذات . وقد اجتمع عليك الأهل والأحباب .. يبكون الفراق .. وقد أفاضت دموعهم . وتعالت أصواتهم .. فلا إله إلا الله .. ما أصعب تلك اللحظات .. وما أضعف الإنسان عند السكرات {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد }
قيل لعطاء السلمي في مرض موته : كيف ترى حالك ؟ فقال الموت في عنقي ، والقبر بين يدي ، والقيامة موقفي ، وجسرجهنم طريقي ، ولا أدري ما يفعل بي .. ثم بكى بكاء شديداً حتى غشي عليه فلما أفاق ، قال :اللهم ارحمني وارحم وحشتي في القبر ومصرعي عند الموت ، وارحم مقامي بين يديك يا أرحم الرحمين .
أختاه .. ألا فعجلي بالرجوع . وإياك والتسويف والأماني { وتوبوا إلى اله جميعاأيها المؤمنون لعلكم تفلحون }
جعلنا الله وإياك ممن يغفر ذنبه ، ويستر عيبه .. ومن الفائزين في الدنيا والأخرة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعاى آله وصحبه وسلم .