فضائل المدينة المنورة ووصف عام له
خص الله سبحانه وتعالى بعض الأشخاص والأزمنة والأمكنة، بخصائص متميزة دون سواها، فعلى سبيل المثال اختص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وإخوانه الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم من بين الأشخاص، واختص شهر رمضان، وليلة القدر، ويوم الجمعة من بين الأزمنة، واختصت مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وبيت المقدس من بين البقاع، وبخصوص الحديث عن فضائل المدينة المنورة فإنها تحتل مكانة جليلة بين مدن العالم الإسلامي، ولها قدسيتها وخصوصيتها في قلوب المسلمين؛ فهي دار الهجرة، ومهبط الوحي، ومثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها مسجده الشريف، وهي دار المجتمع الإسلامي الأول، ومنطلق الجيوش الإسلامية الفاتحة، وهي سيدة البلدان، وعاصمة الإسلام الأولى، وتجتمع فيها معالم تاريخية ومعان إيمانية جمة، وتملأ أمجادها وفضائلها الأسماع والأبصار، وقد ورد في فضلها أحاديث نبوية كثيرة تبين جوانب هذه الفضائل. اهتم في جمعها مدونو الحديث الشريف، وجعلها بعضهم في باب مستقل من مصنفاته ومنها: كتب الصحاح الستة ـ المسانيد ـ المعجم الكبير ـ معجم الزوائد ـ الطبقات الكبرى ـ كتب التاريخ الإسلامية، وفاء الوفا للسمهودي.. وغيرها.
يمكن رؤية المدينة المنورة من مسافة بعيدة جداً فالحجاج يرونها ـ رغم وقوعها في واد من أي مكان يأتون منه، خاصة رؤية القبة الخضراء.. فانها تشاهد بالتأكيد من على بعد (12) كيلو متراً وربما (15) كيلو متراً.
البلدة الطيبة مدينة صغيرة.. إن بناء الحرم الشريف وكثرة الجماعات من كل فج تحيل المكان إلى معرض بشري .
المدينة المنورة
ماؤها وفير وأرضها خصيبة جداً، وقابلة للزراعة وتكثر حول المدينة المنورة البساتين والحدائق، يزرع فيها أنواع الفاكهة المختلفة خاصة المنطقة التي يسمونها "العوالي" حيث يمكن زراعة الفواكه حول مسجد قبا وبئر خاتم وما قبلهما ومناطق الجنوب الغربي فيها أماكن غاية في الجمال، وفي شمال البلدة الطيبة أيضاً أراضي منبتة جميلة، ومع ذلك فإن الرمال جثمت على الأرض وهي أرض قابلة للزراعة وسبب ذلك أنها متروكة منذ مدة وعندما تزال تلك الرمال، يمكن زراعة الغلال جيداً.
لكن أكثر أهالي المدينة المنورة لا يهتمون كثيراً بالزراعة والتجارة. وفي أطراف المدينة يعيش النخوليون وهؤلاء يشتغلون بالزراعة.